هذا ما افرزته زيارة ميركل الى بيروت..

هذا ما افرزته زيارة ميركل الى بيروت..
السبت ٢٣ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٢٣ بتوقيت غرينتش

اختتمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارة رسمية أجرتها إلى لبنان على رأس وفد ضم مجموعة من نواب البرلمان الألماني إلى جانب عدد من كبار رجال أعمال الصناعة الألمانية، على مدى يومين، وغادرت عائدة إلى ألمانيا بعد لقاء جمعها بالرئيس اللبناني ميشال عون، وذلك عقب سلسلة من اللقاءات التى أجرتها بكبار المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

العالم - لبنان

وتمحورت المناقشات التى أجرتها المستشارة الألمانية مع الرؤساء الثلاثة فى لبنان، حول موضوعين أساسيين هما دعم الاقتصاد اللبناني وأزمة النازحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية.

عون يطالب ميركل بدعم موقف لبنان بعودة النازحين السوريين 

وتناول لقاء المستشارة الألمانية بالرئيس اللبناني ميشال عون طلبه من ميركل المساعدة ودعم موقف لبنان فى حل أزمة النزوح السوري الذي يقدر بنحو مليون ونصف المليون لاجىء، على نحو عاجل، وعودتهم إلى "المناطق الآمنة" فى بلادهم، لما تمثله هذه الأزمة من ضغوط كبيرة على الاقتصاد اللبناني والجوانب الأمنية والاجتماعية، مؤكداً ضرورة الفصل بين هذه العودة والحل السياسي للأزمة السورية، ومشيرا إلى أنه لا يمكن انتظار الحل السياسي في سوريا لعودة النازحين.

وأوضح الرئيس اللبناني أنه إذا تأخر الحل واختلفت موازين القوى، من سيضمن حينها عودة النازحين إلى بلادهم، لا سيما وأن هناك تجربتين سبق أن عانى منهما لبنان، وهما الأزمة القبرصية التى لم تحل بعد رغم مرور أكثر من 40 عاما عليها، والقضية الفلسطينية التى مضى عليها 70 عاما وهي تنتظر الحل السياسي.

و المستشارة الألمانية تفهمها للموقف اللبناني حيال أزمة النزوح السوري، معتبرة أن الحل السياسي يسهم فى الإسراع فى إنهاء ملفهم، مع تأكيدها مواصلة بلادها تقديم الدعم للبنان.

الحريري: دستورنا واضح برفض التوطين

رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اجرى محادثات رسمية مع ميركل تناولا خلالها آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري.

وأوضح الحريري بعد المباحثات أنه بحث مع ميركل تداعيات أزمة ​النزوح السوري​، مشيراً إلى أن هناك حاجة لتوسيع الحاجات الإنسانية الأساسية لتشمل بالإضافة إلى النازحين المجتمعات المضيفة لهم.

من جانبها قالت المستشارة الألمانية انه"نريد المساهمة في ايجاد حل في سوريا يمكن اللاجئين من العودة إلى بلادهم حين تكون الظروف ملائمة".

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري في السراي الحكومي ببيروت شددت ميركل بالقول "هدفنا تعزيز العلاقات الإقتصادية بين ​لبنان​ و​ألمانيا​"، مشيرة إلى أنّ "مؤتمر "سيدر" يقدّم أرضية مهمّة لهذا التعاون ويجب الإيفاء بالإصلاحات الموعودة، وألمانيا ستساعد على تنفيذ الوعود المقدّمة تجاه لبنان وملتزمون بكلّ ما تمّ الإتفاق عليه، مؤكدةأنّ ألمانيا التزمت بدعم لبنان ومساعدته.

بدوره، قال الحريري "دستورنا واضح برفض التوطين و علينا احترامه والعمل على عودة النازحين إلى بلادهم بشكل آمن"، مضيفاً "متمسكون بعودة النازحين بشكل آمن لكن هذا لا يعني أن ندير ظهرنا لهم فإذا فقدنا انسانياتنا ماذا يبقى؟".

وأضاف "ناقشت مع ميركل الدور المساعد الذي يمكن لألمانيا أن تلعبه خصوصاً في مساعدة لبنان على تنفيذ الأولويات التي طرحتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر بروكسيل 2، من خلال دعم مشروع استهداف الفقر في لبنان، ودعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني.

وأشار إلى أنه تمّ البحث في أوضاع المنطقة، مؤكداً التزام لبنان ب​القرار 1701​، وأنه شكرها على مشاركة ​ألمانيا​ في ​اليونيفيل​ ودعمها للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

ولفت الحريري إلى أن الحل الدائم والوحيد للنازحين السوريين هو العودة الآمنة إلى بلدهم، مؤكداً التزام الحكومة اللبنانية كل الإصلاحات في مؤتمر سيدر، وتشكيل لجنة متابعة مع اللجنة الدولية. 

بري لميركل: لرفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة قضية النازحين

من جانبه رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل المستشارة الألمانية في قصر عين التينة والوفد المرافق الذي ضم عدداً من أعضاء البرلمان الألماني والمسؤولين، ودار الحديث حول التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

في مستهل اللقاء شكر الرئيس بري لألمانيا مشاركتها في القوة البحرية لقوات "اليونيفيل" ، مشدداً على أهمية دور هذه القوات في حفظ السلام في لبنان من خلال تطبيق القرار 1701 .

كما أكد تمسك بحقوقه وحدوده البرية والبحرية، عارضاً الجهود في هذا الإطار لتثبيت الحقوق اللبنانية .

واستعرض بري مع ميركل أيضاً الوضع الاقتصادي في لبنان المأزوم والضاغط نتيجة ما يجري في سوريا، وثقل النزوح السوري على لبنان واللبنانيين، مؤكداً على دور لبنان وما أنجزه على هذا الصعيد.

وشدد على رفع مستوى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية لمعالجة هذه القضية .

وشكر في الختام لألمانيا عنايتها ورعايتها للجالية اللبنانية الكبيرة، مشدداً على أهمية دور هذه الجالية التي ستشكل جسراً للتعاون بين البلدين .

من جانبها اكدت ميركل على التعاون البرلماني بين المجلس وعلى تعزيز مساهمة ألمانيا في "سيدر1"، ومؤازرة لبنان لتطبيق توصيات المؤتمر.

وايا كان ما  قدمته او سمعته ميركل في لبنان فان الازمة اللاجئين السوريين المتفاقمة دون  اي حل جذري لها  تؤسس يوما بعد اخر لانفجار يتخوف كثر من حجمه.

هذا وتأتي زيارة ميركل إلى لبنان قبل أسبوعين من تقديمها تصوراً لموضوع النازحين السوريين أمام حكومتها، وبعد زيارة الى العاصمة الاردنية عمان بحثت خلالها قضية اللاجئين مع الملك الاردني عبداللّه الثاني، حيث أعلنت عن قرض ميسر للأردن بقيمة مئة مليون دولار.