انتخابات تركيا.. منافسة شديدة بين أردوغان ومعارضيه

انتخابات تركيا.. منافسة شديدة بين أردوغان ومعارضيه
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٢٢ بتوقيت غرينتش

شهدت تركيا اليوم، انطلاق انتخابات رئاسية وبرلمانية في يوم موحد لانتخابات يتنافس فيها 6 مرشحين على منصب رئيس الجمهورية، وثمانية أحزاب على شغل المقاعد البرلمانية.

العالم- تركيا

وبحسب الخبراء، ينتظر أن يشهد الاقتراع منافسة شديدة بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومعارضيه على منصب  الرئاسة وكذلك على مقاعد البرلمان.

وهذه الانتخابات المبكرة التي ستعلن نتائجها قبل منتصف الليل، هي الأولى بعد تعديلات دستورية وُصفت بالتاريخية وتمنح الرئيس المقبل صلاحيات واسعة النطاق. ويتنافس ستة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومحرم إنجة مرشح حزب الشعب الجمهوري على مقعد الرئاسة، ومرشحة حزب "إيي" ميرال أقشنر، بينما تشارك ثمانية أحزاب في السباق لنيل أغلبية مقاعد البرلمان.

 المنافسون الرئيسيون في الإنتخابات

ومن أبرز المرشحين للرئاسة في وجه أردوغان:

محرم إنجيه

اختار حزب الشعب الجمهوري، الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، محرم إنجيه، معلم الفيزياء السابق البالغ من العمر 53 عاما، ليكون مرشحه في الانتخابات.

ويعرف إنجيه بأنه أحد أكثر المتحدثين حماسة من نواب المعارضة في البرلمان. وكان المنافس الوحيد أمام كليتشدار أوغلو على زعامة الحزب في آخر انتخابات حزبية عامي 2014 و2016.

ووعد إينجه، الذي أعادت حملته النارية الحياة إلى المعارضة المرتبكة في تركيا، عندما قال إن البلاد تكاد تنزلق نحو الحكم السلطوي تحت إدارة أردوغان.

وقال، وسط ما لا يقل عن مليون شخص تجمعوا في اسطنبول: "إذا فاز أردوغان فسيستمر التنصت على هواتفكم. سيظل الخوف مسيطرا. إذا فاز إينجه ستكون المحاكم مستقلة".

ويعد إنجيه منافسا غير سهل بالنسبة لأدورغان، إذ يحظى بدعم قاعدة ناخبي الحزب والناخبين المحافظين واليمينيين.

 ميرال أكشنار

أعلنت السياسية القومية ميرال أكشينار، التي تتزعم "حزب الخير" عن ترشحها للرئاسة، ويراها المراقبون تحديا جديا لأردوغان حيث تستمد شعبيتها من نفس قاعدته الشعبية، وهي فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.

واكتسبت ميرال شعبية كبيرة من معارضتها للنظام الرئاسي، حتى من داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث يوجد تيار لا يحبذ هذا النظام الذي يعطي رئيس البلاد صلاحيات شبه مطلقة.

وتولت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 وشاركت في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، إلا أنها تركت الحزب قائلة إنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان.

وفي 25 أكتوبر 2017، أسست أكشينار "حزب الخير"، وكان من بين الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد أربعة من نواب حزب الحركة القومية ونائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض.

صلاح الدين ديميرتاش

من خلف قضبان السجن، ترشح رسميا السياسي الكردي البارز صلاد الدين ديميرتاش عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، الذي يواجه حملة قمع سياسية وأمنية وتهما بوجود صلات مع حزب العمال الكردستاني.

ويتراوح مستوى شعبية حزب الشعوب بين عشرة و12 في المئة فقط، لكن من المرجح أن يحصل ديميرتاش على تأييد كبير في الجولة الأولى للانتخابات أمام أردوغان ومرشحين آخرين.

وفاز ديميرتاش، وهو واحد من أشهر الساسة الأتراك، بأصوات خارج دائرته الانتخابية التي يغلب عليها الأكراد في انتخابات سابقة، وساهم في 2015 في جعل الحزب ثاني أكبر قوة معارضة في البرلمان.

تيميل كرم الله أوغلو

رشح حزب السعادة رئيسه تيميل كرم الله أوغلو لخوض الانتخابات الرئاسية. ولم يفز الحزب من قبل بنسبة أصوات كافية لدخول البرلمان منذ تأسيسه في عام 2001.

وأصبح الحزب حليفا غير متوقع للمعارضة العلمانية في الانتخابات الحالية بعد رفضه دعوات من حزب العدالة والتنمية الحاكم للانضمام إلى تحالف انتخابي أبرمه الحزب الحاكم مع حزب الحركة القومية، أصغر أحزاب البرلمان.

ويشترك حزب السعادة في نفس الأصول الإسلامية مع الحزب الحاكم، ويقول محللون إن دخوله السباق قد يساعد المعارضة في سحب أصوات من القاعدة الانتخابية لحزب العدالة وإجباره على خوض جولة ثانية فاصلة.

مرشحان على الهامش

ويضاف إلى المرشحين الأربعة الذين تمتلك أحزابهم كتلا نيابية، مرشحان ليس لهما حضور برلماني، وهما دوغو بيرينتشيك رئيس حزب وطن اليساري، ووجدت أووز رئيس حزب العدالة، وهو حزب صغير.

استطلاعات

وترجح بعض إستطلاعات الرأي فوز أردوغان بالانتخابات الرئاسية، لكن بعضها الأخر، يتوقع جولة إعادة يتنافس فيها مع إنجة بعد أسبوعين. وبالنسبة إلى الانتخابات البرلمانية، فلا يستبعد بعض المحللين وبعض الاستطلاعات أن يخسر حزب العدالة والتنمية الأغلبية في البرلمان بسبب تحالف عدة أحزاب معارضة بقيادة حزب الشعب الجمهوري.

وقد أثار أردوغان نفسه مؤخرا في مقابلة صحفية احتمال خسارة الحزب الحاكم أغلبيته البرلمانية كما أثاره حليفه زعيم حزب الحركة القومية دولت بهشلي الذي قال إن هذه الوضعية ستستدعي تشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما لا يرغب فيه أردوغان.

تباين الإستراتيجيات في أصعب الانتخابات

وقد تباينت الإستراتيجيات التي انتهجتها الأحزاب السياسية التركية في حملاتها الانتخابية فخرج بعضها عن نمطه التقليدي سعيا لكسب الأصوات في الانتخابات التي وصفت بأنها من بين أصعب الانتخابات وأهمها، لأنها قد تنقل البلاد إلى مرحلة جديدة من ناحية شكل الحكم أو تعيد البلاد إلى جدل سياسي قد يزيد أيضا من أجواء الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا.

وفي آخر أيام الحملة نظم إنجة تجمعات حاشدة في إزمير وأنقرة وإسطنبول وتحدث عن مشاركة ملايين فيها، وانتقد سياسات الحكومة الاقتصادية والمالية، ووعد برفع حالة الطوارئ خلال مئة يوم من توليه الرئاسة، منتقدا في نفس الوقت ما اعتبره تجاهلا من قبل وسائل الإعلام الحكومية لتجمعات حزبه الانتخابية.

أما أردوغان فحشد بدوره أنصاره في مختلف مناطق تركيا وختم حملته بخمسة تجمعات في خمس مناطق مختلفة بإسطنبول. وفي كل التجمعات، عرض الرئيس الحالي إنجازاته في مجال البنى التحتية وغيرها، وقال إن خصومه -بمن فيهم محرم إنجة- ليس لديهم الخبرة والمؤهلات لحكم تركيا، نافيا في أثناء ذلك مزاعم بعض المعارضين عن احتمال التلاعب بنتيجة الانتخابات.

وأكد أردوغان توفير كل ما يلزم لإجراء الانتخابات في ظروف آمنة، بينما خصصت السلطات 38 ألفا من أفراد الأمن لتأمين الاقتراع بمدينة إسطنبول وحدها.

 

عشية الانتخابات... أردوغان يتهم حزب الشعب الجمهوري بالضلوع في "محاولة الانقلاب الفاشلة"

في مقابلة مطوّلة مع قناة "تي ار تي" التركية، اتهم إردوغان حزب الشعب الجمهوري بالضلوع في "محاولة الانقلاب الفاشلة" التي شهدتها البلاد قبل عامين.

قضايا الانتخابات الرئيسية؟

القضية الكبرى في الإنتخابات التركية، هي الاقتصاد. وقد شهدت الليرة التركية تراجعا حاداً و فقدت قيمتها 20 بالمئة خلال عام، وبلغت معدلات التضخم نحو 11 في المئة.

وتأتي قضية الإرهاب ثانيا، إذ تواجه تركيا هجمات من المسلحين الأكراد والإرهابيي داعش.

 إذا فاز أردوغان..

سيبدأ أردوغان، ولايته الثانية بنسخة جديدة للمنصب تتحرك بقوة كبيرة، إذ كانت الرئاسة في يوم ما مجرد دور شرفي، لكن في أبريل/نيسان 2017، أيد 51 في المئة من الناخبين الأتراك دستورا جديدا يمنح الرئيس سلطات جديدة.

وتضم هذه الصلاحيات:

تعيين كبار المسؤولين تعيينا مباشرا، من بينهم الوزراء ونواب الرئيس

صلاحيات بالتدخل في النظام القانوني للبلاد

صلاحيات بفرض حالة الطوارئ

كما سيلغى منصب رئيس الوزراء.

 

محمد حسن القوجاني