اليوم الاول لقيادة السعوديات للسيارة: شكوك وحوادث ونكت وترحيب مشايخ!

اليوم الاول لقيادة السعوديات للسيارة: شكوك وحوادث ونكت وترحيب مشايخ!
الأحد ٢٤ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

بدأت السعوديات يوم الاحد التمتع بحق قيادة السيارات بعد حظر دام عقودا، لكن كثيرات ممن تجشمن عناء الدفاع عن هذا الحق والمطالبة به خلال العشر سنوات الماضية يقبعن حاليا بالسجن.

العالم - السعودية

وقد أصدر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مرسوما في سبتمبر 2017 برفع الحظر على قيادة المرأة ابتداء من 24 يونيو. وبهذا القرار، خرجت السعودية من وضعية "الدولة الوحيدة في العالم" التي تحظر قيادة المرأة للسيارة.

أكثر البلدان المقيدة للمرأة في العالم

وهذا الإجراء مجرد خطوة في سلسلة من التغييرات الاجتماعية التي يدعمها ولي العهد «محمد بن سلمان»، بيد أن الإصلاحات، التي يشيد بها البعض بوصفها دليلا على توجه تقدمي جديد، كانت مصحوبة بحملة على المعارضة شملت اعتقال بعض الناشطين الذين سعوا لانتزاع حق المرأة في القيادة في بلد لا يزال أحد أكثر البلدان المقيدة للمرأة في العالم.

وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز 8 محطات أساسية على مدى ما يقرب من 30 عاما في إطار جهود إلغاء الحظر:

المحطة الأولى: في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 1990 قادت أكثر من 40 امرأة سعودية سيارات في الرياض في أول مظاهرة عامة ضد الحظر، وحبست السلطات هؤلاء النساء لمدة يوم واحد وسحبت جوازات سفرهن وفقد بعضهن وظائفهن.

المحطة الثانية: في سبتمبر/أيلول 2007 قدمت ناشطات بقيادة «وجيهة الحويدر» و«فوزية العيوني» التماسا، عليه أكثر من 1000 توقيع، للملك السعودي الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز»، طالبن فيه برفع الحظر.

المحطة الثالثة: في الثامن من مارس/آذار 2008 صورت «وجيهة الحويدر» نفسها أثناء قيادتها للسيارة ونشرت الفيديو على موقع «يوتيوب».

المحطة الرابعة: في 17 يونيو/حزيران 2011 بدأت «منال الشريف» وناشطات أخريات حملة على «فيسبوك» لدعم قيادة المرأة، تفاعلا مع انتفاضات الربيع العربي.

وجرى توثيق 70 حالة على مدى أسبوعين فقط لنساء تقود سيارات في أنحاء البلاد، حيث جرى اعتقال بعضهن.

المحطة الخامسة: في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2013 قادت عشرات السعوديات سيارات ونشرن صورا ولقطات مصورة على الإنترنت أثناء قيادتهن رغم تحذير السلطات.. بعضهن واجهن عقوبات منها الغرامة والاحتجاز المؤقت ومصادرة السيارات.

المحطة السادسة: في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 اعتقلت السلطات السعودية الناشطتين «لجين الهذلول» و«ميساء العمودي» لمدة 73 يوما، ووجهت إليهم تهما بارتكاب جرائم مرتبطة بالإرهاب، بعد محاولتهما دخول السعودية بسيارتيهما قادمتين من الإمارات.

المحطة السابعة: في 26 سبتمبر/أيلول 2017 أمر الملك «سلمان» بالتحضير للسماح للمرأة بالقيادة، وتلقت ما يزيد على 20 ناشطة اتصالات هاتفية تضمنت أوامر إليهن بعدم التعليق على القرار، وهو ما تجاهلته بعضهن.

المحطة الثامنة: في مايو/أيار الماضي، ويونيو/حزيران الجاري اعتقلت السلطات السعودية ما يزيد على عشرة ناشطين من المدافعين عن حقوق المرأة، شارك بعضهم في حملات سابقة طالبت بحق النساء في القيادة، ووجهت السلطات لهم تهم التواصل مع جهات أجنبية مشبوهة.

ويعتقد ناشطون ودبلوماسيون أن الاعتقالات رسالة للناشطين بعدم الخروج على خطة أو هدف الحكومة الرامي لاسترضاء المحافظين المعارضين للإصلاحات.

منظمة “أمريكيون”: قلق وشكوك في ظل استمرار ترهيب النشطاء

وفي السياق أبدت منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” القلق العميق إزاء ما وصفته بالترهيب المستمر و”المضايقات والاحتجاز التعسفي لنشطاء حقوق المرأة” في السعودية.

وفي بيان أصدرته المنظمة اليوم الأحد 24 يونيو 2018 بمناسبة بدء رفع الحظر اليوم على قيادة النساء للسيارة في السعودية، والذي يعود إلى تاريخ تأسيس السعودية في العام 1932م؛ أبدت المنظمة “الترحيب الحذر” وعبرت عن الشكوك حيال هذه الخطوة.

وأوضحت المنظمة بأن ذلك يعد “في بعض النواحي تتويجا لسنوات من النشاط الحقوقي، حيث ناضل الناشطون من أجل حق المرأة في القيادة منذ عام 1990 على الأقل. وقد شهد أول احتجاج في عام 1990 خروج العشرات من النساء عبر الرياض في تحد للحظر. ومن بين النساء اللواتي شاركن في الدكتورة عائشة المانع و مديحة العجروش” وقد تم اعتقالهن لفترة وجيزة، و”على الرغم من أنه تم إطلاق سراحهن بعد أن وقعن أوراقًا تفيد أنهن لن يقمن بمثل هذه الأعمال مرة أخرى”.

وعبر الناشط حسين عبدالله، المدير التنفيذي لمنظمة “أمريكيون” عن “الشكوك الكثيرة” في مسار حقوق المرأة في السعودية، مشيرا إلى وجود “قيود خفية” في هذا الشأن، بما في ذلك نظام الوصاية الذكوري والتمييز البنيوي بين الجنسين.

وأضاف عبدالله تعليقا على قرار رفع حظر قيادة المرأة للسيارة “يجب أن نكون واضحين أيضا: من نواح عديدة، هذا ليس إنجازا عظيما إذا كانت (السعودية) تريد كسب الاستحسان، فيجب عليها إلغاء نظام الوصاية الذكوري والتعامل بجدية مع عدم المساواة بين الجنسين على نطاق أوسع”.

هيئة كبار العلماء السعودية ترحب 

وقد رحَّبت هيئة كبار علماء السعودية، أعلى هيئة دينية في المملكة اليوم الأحد ببدء تطبيق الأمر الملكي بالسماح للسعوديات بقيادة المركبات، معتبرة إياه تنطوي على "مصلحة راجحة" للمجتمع.

وأضافت هيئة كبار العلماء السعودية، في بيان صحفي اليوم الاحد أن "ولاة الأمر اتخذوا قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة داخل المملكة بعد أن أخذوا برأي أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء الذين أفادوا بأن الأصل هو الإباحة".

وقالت، إن الأصل في قيادة المرأة للسيارة الإباحة، وأن الأنظمة التي سنتها الدولة تكفل المحافظة على القيم الإسلامية.

وكانت الهيئة قد عارضت في أكثر من مناسبة خلال العقود الماضية، أمر السماح للإناث بقيادة المركبات في المملكة.

رد فعل مشايخ السعودية بعد تفعيل قرار قيادة المرأة للسيارة

وكان لتفعيل القرار السعودي بالسماح للمرأة بقيادة السيارة ردود فعل واسعة بين مشايخ المملكة.

الشيخ صالح بن عواد المغامسي (إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة ) قال عبر حديث له على القناة الإخبارية السعودية: "الآن المرأة تستطيع أن تعين أباها أو أخاها أو زوجها على شيء كثير كان يتحمله لوحده".

وأضاف الشيخ "سعيد بن مسفر" عضو هيئة التدريس في كلية الحرم المكي حاليًا وعضو هيئة التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى سابقًا: "السماح بقيادة المرأة للسيارة جاء بعد إقرارها من الدولة وولاة الأمر وبعد دراسات عميقة ومداولات كثيرة بين العلماء الكبار الموثوق بعلمهم وكان الكثير منهم يرون أنه من ضرورات الحياة المعاصرة وأنه من الامور المباحة التي قد تلجأ اليها المرأة عند الحاجة مع ضرورة محافظتها على حشمتها.

أما الشيخ عادل الكلبانى فقال: "إنه حدث مميز فى يوم مميز شكرًا ابن سلمان".

وأشار راشد بن عثمان الزهرانى إلى أن: " قيادة النساء أمر مباح أذن به ولي الأمر لا يعارض نصًا من كتاب الله ولا من سنة رسوله هيأ له ولي الأمر الزمان المناسب بعد أن سنَّ له الأنظمة التي تكفل حفظ مكانة المرأة وأمنها، وأوصى الجميع بحفظ حق المرأة استجابة لوصية رسول الله : "استوصوا بالنساء خيرًا".

في حين وجه "عائض القرني" نصائح للمرأة السعودية فى مقطع فيديو قبل ساعات قليلة من تفعيل قرار قيادة المرأة للسيارة وقال:" ان هذا القرار قد صدر بعد مشاورة العلماء الذين أجازوا هذا الأمر بناء على أدلة شرعية".

وأوصى عائض المرأة السعودية بتقوى الله وغض البصر والاحترام والاحتشام وارتداء الحجاب.

وقال القرنى: " أيها الأخ والأبن أيها الشاب المرأة التى تقود السيارة هى اختك وابنتك وأمك وزوجتك وهذه أعراضنا فلابد من الاحترام".

غرائب أول يوم قيادة للسعوديات

 وقد دشن ناشطون سعوديون وسما تحت عنوان “#المرأة_السعودية_تقود_السيارة”، رصدوا فيه أولى المشاهد في المملكة لقيادة المرأة، بعد دخول قرار السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة حيز التنفيذ اليوم.

وجاءت أكثر المشاركات عبر الوسم ساخرة من قيادة المرأة، حيث نشر العديد من النشطاء صور ومقاطع مصورة ترصد غرائب قيادة النساء فضلا عن حوادث وقعت بعد دقائق من سريان القرار.

وذكر مغرد، أن أول حادث سجل في تمام الساعة 12:50 دقيقة أي بعد بدء سريان قرار القيادة بـ50 دقيقةلإ  فيما وثق مغرد آخر بمقطع فيديو حادث سير على الجسر المعلق بالرياض، ظهرت فيه سيدة بجوار إحدى السيارات المصدومة.

وصور مغرد آخر بالأحساء في الساعة 2:30 أول حادث انقلاب لسيدة سعودية في شارع الملك فهد، موضحاً أن الحادث تسبب باصطدام 6 سيارات وانقلاب سيارتها.

كما وصف أحد المغردين، حادث آخر بـ”الأغرب”، بعدما اقتحمت سيدة بسيارتها صيدلية.

ولم يتسنى لنا التأكد من مكان أو تاريخ التقاط الصورة.

نكت عن قيادة السعوديات للسيارة

وفي ظل انتشار ظاهرة القيادة اليوم في الشوارع، والطرقات العامة، والتفاعل الكبير من قبل السعوديين، وبعد تقدم الألاف من النساء خلال الساعات الماضية للحصول على طلبات الإلتحاق بالمدارس الخاصة بتعليم قياة السيارات للنساء، تداول نشطاء نكتا عن قيادة المراة للسيارة بالمملكة في مواقع التواصل الاجتماعي.

إليكم بعض هذه النكت :

-أم عبدالله دخلت بالكامري على سوق الهرم وكسرت الزجاج الأمامي ويقال انها مستعجلة على التخفيضات ...!

-اشواق عرفت ان فيه شي اسمه تغيير زيت السياره وبعد ما راحت للمحطه طاحت سيارتها في حفرة تغيير الزيت وتطالب بتعويض.. تقول ليش ما دفنتوا الحفره!

-مها في قسم المرور للرخص تقول ابي رخصتي لونها فوشي ولا خلوها لكم!

-منيره في الجامعة تسوي حادث على طريق الملك فهد وتنعدم سيارتها البي أم دبليو لكنها مبسوطه تقول.. اهم شي جوالي ما جاه شي ..! بسم الله عليها يا نااااس وأكيد سوت حادث عشان بابا يغير سيارتها!

-ثلاث أخوات سرقون مفتاح سيارة أمهم لأجل شراء ايسكريم كون زون!

راي شباب وشابات سعوديين عن قيادة المرأة للسيارة

لا يزال هناك تباين في الآراء حول قيادة المرأة السعودية للسيارة، بين من يرى أنها ضرورة حتمية لاستقلالية المرأة، وبين من يرى أن المجتمع ليس جاهزاً بعد.

حتى لا نكون مختلفين عن العالم

-تقول نجاة 17 عاما "أرى أن قيادة المرأة للسيارة أمر جداً طبيعي وضروري كي نكون مثلنا مثل أي دولة أخرى في العالم. في السابق، كنا نعتمد على الرجل في كل شؤون حياتنا، ولكن بعد تطبيق قرار قيادة المرأة للسيارة، ستصبح المرأة مسؤولة عن نفسها وستتمكن من إدارة حياتها اليومية، والاعتماد على نفسها. هذا القرار مهم جداً بالنسبة لي." 

المرأة التي تعيش في القرى تقود السيارة منذ مدة

وراى مشعل، 26 عاما ان "قيادة المرأة للسيارة هو حق للمرأة هذا شيء مؤكد. قد لا يعرف الكثيرين ذلك ولكن عندنا مثلاً في "الديرة" (القرى) المرأة تقود السيارة منذ مدة طويلة، هذا ليس قراراً غريباً. ربما لم يكن مسموحاً للمرأة أن تقود في المدن ولكن هذا الأمر لم يمنع النساء في القرى أن يقدن سياراتهم منذ مدة، جدتي وخالتي هم خير مثال فهن يقدن السيارة منذ زمن، خالتي معلمة مدرسة فهي تقود سيارتها يومياً للذهاب للعمل. الفرق هو أن هذا القرار سيسمح للمرأة بأن تقود في كل مكان." 

نحتاج قوانين رادعة ضد التحرش

واضافت شهد، وعمرها سنة، "أنا لست مؤيدة لقيادة المرأة للسيارة. ولن أقود السيارة لأن الوضع لا يزال جديداً على المجتمع. أول ما سمعت الخبر كان شعوري جدا "عادي." بالنسبة لي، المشكلة هي بالشباب الذين من الممكن أن يسببوا للسائقات أذية ومضايقات قد تصل لحد التحرش، وسيكون من الصعب التصرف معهم خلال قيادة السيارة. ما نحتاجه هو قوانين رادعة ضد التحرش -وهذا ما تم الإعلان عنه مؤخراً. من المهم فرض قوانين صارمة ضد أي مضايقات قد تحدث للمرأة السائقة، ونأمل أن يأتي الوقت الذي يتقبل المجتمع بكل مكوناته قيادة المرأة لسيارتها."

لا أتوقع ازدحامات

وقال يزيد، 22 عاما "أنا مؤيد لقيادة المرأة، وأعتقد أنه حان الوقت لذلك. البعض متخوف من أن يتسبب القرار بزيادة عدد السيارات على الطرقات، ولكن لا أتوقع ذلك، لا أرى أن قيادة المرأة للسيارة قد يسبب ازدحامات في الطرق. بشكل عام، لا أعتقد أن المرأة سوف تقود السيارة لوحدها، بل على العكس ستقوم بالاغلب بجمع صديقاتها كلهم داخل سيارتها. قد يحصل بعض الازدحام في الفترة الأولى وهذا أمر عادي، بالنهاية الحياة ستمشي. وخلال سنتين، أعتقد أن غالبية الفتيات في السعودية سيكون عندهم رخصة قيادة."

يمكنني أن أخذ لفة على البحر

واكدت سارة، 23 عاما "أنا مؤيدة لقيادة المرأة للسيارة لأن حياتنا كانت جداً بطيئة مع السائقين، الذهاب للعمل دون تأخير مثلاً هو أمر غير ممكن في السابق بسبب اضطراري لانتظار هذا السائق أو ذاك. هذا القرار سيعني أننا سنتوقف عن العيش في هذه الدوامة. في حال قيادتي للسيارة، بإمكاني أن ألتزم بكامل أعمالي دون أي تأخير أو تأجيل. والأمر الآخر هو أن قيادة السيارة فيها جانب من الترفيه على النفس، وعادي جداً أن أقود سيارتي على البحر مثلاً، بينما حالياً، "صعبة" أخذ لفة على البحر بأوبر وكريم. غالباً لا أخرج من المنزل إلا لضرورة إما لعمل أو لغرض محدد يتطلب مني فعله. ولكن بعد قرار السماح للمرأة بالقيادة، أستطيع الخروج من المنزل متى شئت." 

الوضع أصبح مادياً أكثر من كونه اجتماعياً

ولفت أحمد، عاما 27 "عموما قيادة المرأة للسيارة أنا مؤيد لها ولكني لست مع جوانب معينة من تطبيقها. مثلاً في بداية الأمر، قرار قيادة المرأة كان الهدف منه تسهيل التنقل للمرأة وأيضا ليحميها من المبالغ التي تدفع لسائقين وما إلى ذلك. ولكن الذي أراه الآن أن الوضع أصبح مادياً أكثر من كونه اجتماعياً. فمثلاً تكلفة استخراج رخصة القيادة للمرأة في السعودية قد تعادل أضعاف تكلفة رخصة القيادة للرجل. مدارس تعليم القيادة للسيدات تطالب النساء أن تدفع ما يعادل 3،000 ريال بينما الرجل لا يدفع أكثر من 500 ريال من أجل رخصة قيادة. وبالتالي أرى أن هذا الأمر فيه جانب من الاستغلال المادي. يجب أن يتم ضبط هذه الأمور، لأن الوضع كما أراه الآن يلزم المرأة بتكاليف هي المفترض تكون في غنى عنها."

لن أضطر الى التنازل

بيان، وعمرها31 سنة تؤكد "أنا مؤيدة تماماً لقيادة المرأة للسيارة، ونحن بالفعل نحتاج لهذا القرار. في كل يوم أذهب فيه للعمل، هنالك احتمال كبير أن لا أجد من يقلني. وربما قد يحدث أن أضطر أن أتنازل عن أمور كثيرة وأخضع للسائقين وشروطهم، فقط لكي أصل إلى عملي. البعض يريد زيادة في الراتب، والآخر يخبرني فجأة أنه لن يقود السيارة اليوم لأي سبب غريب أو غير منطقي. في الوقت الذي سأتمكن من قيادة سيارتي الخاصة، لن يكون لأحد الكلمة العليا على حياتي. لن اضطز للتنازل لأحد." 

خطوة جاءت في وقتها

و راى فيصل، 27 عاما" ان قرار قيادة المرأة للسيارة هي خطوة وجات في وقتها. أول ما سمعت الخبر بصراحة شعرت بالسعادة، أولاً لأن ذلك يعني استقلالية للمرأة، وثانياً، لأنني أدفع الكثير من المبالغ المالية لمواصلات زوجتي. الآن وبكل بساطة تستطيع المرأة أن تمتلك سيارة بقسط بسيط شهرياً، وأن تقود سيارتها الى عملها وأن يكون لها الحرية بأن تخرج وتعود كما تريد. ربما يرى البعض أن قيادة المرأة للسيارة في السعودية قد يكون "غريباً" بعض الشيء، أما بالنسبة لي سيكون هذا اليوم جميل جداً." 

ما يحدث في الشارع عكس ما يعلم في المدارس

وعمير، 30 عاما يقول "بخصوص قيادة المرأة للسيارة، أنا حالياً لا أملك رأي واحد وفاصل في هذا الموضوع مع أو ضد، ولا أستطيع إخبارك أي من الرأيين أميل لهم أكثر. أعتقد أن أول مشكلة وأول نقطة سوف تواجهها المرأة هي كيف لها أن تتماشى مع قيادة الشباب. نحن الرجال نقود السيارة منذ وقت طويل، وبيننا رموز وإشارات قد لا تفهمها السائقات في بداية الأمر. ومن وجهة نظري، النساء تحتاج إلى وقت طويل ليتسنى لهم معرفة هذه الرموز والإشارات. وهذه الأمور التي أتحدث عنها لا يمكن أن تتعلمها في مدارس القيادة. فبرأيي ما يحدث في الشارع عكس ما يتم تعليمه في المدارس."

أمور أخرى مفترض أن تحدث قبل السماح للمرأة بالقيادة

نضال وهي 30 عاما يضيف،"قرار قيادة المرأة للسيارة في حد ذاته "جيد." و لكن مشكلتي مع الموضوع هو أن المجتمع ليس مستعداً بعد لقيادة المرأة لسيارتها في شوارع المملكة. من وجهة نظري من المفترض أن تحدث أمور أخرى قبل السماح للمرأة بالقيادة، من ضمنها فهم أوسع لدور المرأة في المجتمع، والذي لا يتركز فقط على قيادتها للسيارة. ولكن أيضا في أحيان أخرى أجد أني أميل للرأي الذي يقول أن سماح المرأة بأن تقود السيارة في السعودية ستكون هي الخطوة الأولى لتحقيق هذه المعادلة؟"

السعودية تسمح للنساء بنقل الرجال!

وفي واقعة تعكس مدى التحول الكبير الذي تشهدها السعودية من النقيض إلى النقيض في عهد بن سلمان، أكد المتحدث الرسمي لهيئة النقل العام عبد الله صالح أنه مع دخول قرار السماح للسعوديات بقيادة السيارة حيز التنفيذ، بات مسموحا لها بقيادة سيارة أجرة، دون شرط أن يقلن نساء فقط.

وقال “صالح” في تصريحات لصحيفة “مال” السعودية إن النظام يسمح للمرأة التي تعمل قائدة في سيارات الأجرة أو سيارات النقل التشاركي (خدمة التطبيقات)، بأن تحمل في مركبتها نساء أو رجالا كعملاء على حد سواء، مبيّنا أن النظام ينص على أنه لا تفرقة بين الرجل والمرأة في القيادة، وأن أي امرأة سعودية تحمل رخصة قيادة وتملك سيارة بإمكانها التسجيل في إحدى شركات تطبيقات النقل التشاركي المرخصة، وتعمل دون أن يحدد لها جنس العملاء الذين يجب عليها نقلهم”.

وأشار “صالح” إلى أن هيئة النقل أطلقت مشروعا جديدا باسم (الأجرة العائلية) مقصورا على المرأة السعودية، وفيه تقدم المرأة خدمة نقل الأسرة بشكل عام، والنساء والأطفال على وجه الخصوص، مفيدا بأن مسابقة طرحت لتصميم هوية هذه الخدمة.

وكانت شركة كريم بدأت رسميا تسجيل السعوديات الراغبات في الانضمام لفريقها من الكابتنات والعمل في خدمات النقل عبر التطبيقات الذكية، في خدمة ستكون مخصصة للسيدات والعوائل فقط، بحسب بيان للشركة. وتسعى “كريم” لضم 20 ألف امرأة كقائدة للمركبات التي تستخدم تطبيقها الإلكتروني بحلول 2020.

قيادة المرأة للسيارات يهدد مليون و300 ألف شخص

من جانب اخر توقع خبراء اقتصاد أن ينخفض حجم التحويلات المالية للخارج من السعودية.

وتنفق الأسر السعودية 25 % من دخلها على السائقين، حيث يعمل فى المملكة مليون و300 ألف سائق، تدفع لهم الأسر حوالي 16 مليار ريال سنويا "الدولار يساوي 3.75 ريال"، حسب صحيفة الرياض السعودية.

ويحد قرار قيادة المرأة للسيارات من استقدام سائقين جدد للسعودية.

وترجح تقارير اقتصادية استغناء العائلات السعودية عن 50 % من السائقين العاملين حاليا في المملكة، حسب جريدة الشرق الأوسط.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ودع عدد من المغردين "السائق الأجنبي"، وقالوا:"وداعا للأجنبي الذي كنا نخشى على بناتنا منه في كل يوم يخرجون معه بالسيارة".

106-104