الجهاد الاسلامي: الإجراءات العقابية تعبد الطريق أمام تطبيق صفقة القرن

الجهاد الاسلامي: الإجراءات العقابية تعبد الطريق أمام تطبيق صفقة القرن
الإثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، أن الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، من شأنها تسهيل وتعبيد الطريق أمام تطبيق صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، داعياً رئيس السلطة محمود عباس إلى رفع الإجراءات فوراً وتحقيق الوحدة الفلسطينية لمواجهة الصفقة بموقف فلسطيني موحد.

العالم - فلسطين المحتلة

وأوضح القيادي المدلل في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن المشروع الأمريكي الذي جاء به دونالد ترامب فيما يعرف بصفقة القرن، يهدف أساسا لتصفية القضية الفلسطينية وتثبيت العدو كواقع في قلب الأمة العربية والإسلامية. ولفت إلى أن إرهاصات صفقة القرن بدأت باعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، وما تبعه من قرارات أمريكية بحق الأونروا من خلال تقليص الدعم المقدم لها، وهي المؤسسة الوحيدة الشاهدة على النكبة الفلسطينية وحالة اللاجئين الفلسطينيين المأساوية الذين هُجروا من ديارهم قسراً من خلال إجرام العصابات الصهيونية قبل 70 عاماً، ما يعني عملية شطب حق العودة. وبذلك يكون أهم الثوابت الفلسطينية "القدس وحق العودة" تم شطبها، إضافة إلى الوضع العربي الموجود الآن والمأساوي وما يعيشه من صراعات أكدت أن التربة خصبة لدى الدول العربية للقبول بما تمليه عليهم الإدارة الأمريكية.

وحيال الموقف العربي من صفقة القرن، وما إذا كانوا داعمين للموقف الفلسطيني الرافض لها، أم متماهين مع الموقف الأمريكي، أوضح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أنه من الواضح أن بعض الأنظمة العربية تمارس عملية الهرولة والتطبيع باتجاه العدو الصهيوني وصنع علاقات قريبة معه، إلى جانب المؤتمرات التي يتم عقدها في بعض الدول العربية كالبحرين والمغرب وغيرها، وما جرى مؤخراً من وإسقاط ملف القدس من المؤتمر البحريني؛ ودعوة الوفود الإسرائيلية إلى زيارة بعض الدول العربية وإقامة سفارات صهيونية في بعض الدول العربية، إلى جانب العلاقات التي بدأت واضحة للعيان، كلها مؤشرات تعطي الشرعية للإدارة الامريكية لتمرير صفقة القرن، إضافة إلى ما نعيشه من انقسام فلسطيني، والذي يضعف الموقف الفلسطيني بالرغم من وجود إجماع فلسطيني برفض صفقة القرن.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تقبل بصفقة القرن، ونضال الشعب مستمر حتى تحقيق أهدافه وطموحاته بالتحرير والعودة. مستدركاً أن الغرابة في موقف رئيس السلطة محمود عباس والذي أعلن رفضه للصفقة، والتي من أساسها فصل غزة عن الكيان الفلسطيني وتشكيل كنتونات في الضفة الغربية، مؤكداً أن الإجراءات العقابية التي يتخذها محمود عباس ضد قطاع غزة هي عملياً إجراءات تسهل وتعبد الطريق لتمرير صفقة القرن، وتسهل أيضا موضوع فصل غزة.

وأوضح أن أمريكيا من خلال خطواتها التي تقوم بها تهدف إلى تحويل قضية فلسطين من قضية حقوق وطنية وسياسية إلى قضية إنسانية، وهذا بالفعل يضعنا أمام شبهات كبيرة من خلال هذه الخطوات التي تتخذها الإدارة الأمريكية بمساعدة وشراكة بعض الأنظمة العربية وإسرائيل وأوروبا أيضاً بتحويل قضية فلسطين والوضع الكارثي الذي يعيشه أهلنا في غزة بلا شك أنه يعبد الطريق لتمرير الصفقة المشبوهة.

ولفت إلى أن مصداقية عباس على المحك في رفضه لصفقة القرن وجديته، مؤكداً أنه لا يمكن أن يتم رفض الصفقة والوقوف في وجهها في ظل الانقسام الفلسطيني، كما لا يمكن صدها في ظل هذه الإجراءات العقابية؛ والكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا في غزة الذي هو جزء أساسي بل هو المخزون المقاوم للشعب الفلسطيني.

وشدد على أن مسيرة العودة وكسر الحصار أعطت الضوء الأحمر في وجه هذه الصفقة، وأعادت القوة للقضية الفلسطينية كقضية وطنية وسياسية، لذا كان لا بد من عباس إذا كان صادقا في الوقوف في وجه الصفقة أن يعمل على دعم الفلسطينيين في مسيرة العودة ويعطيهم القوة والإسناد من أجل إشعال الانتفاضة في الضفة الغربية في وجه المخططات الصهيوامريكية، وأن يوقف هذه الإجراءات العقابية حتى يعيش الشعب حياة كريمة كما كل الشعوب، ونستطيع سوياً أن نقف موحدين في وجه الصفقة، لأن الوحدة هي العامل الأقوى في الوقوف في وجهها.

وبشأن بحث الاحتلال الإسرائيلي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أكد المدلل على أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الدعاية أن يجمل صورته القبيحة، وأنه مهما حاول ذلك فإن رصاصاته التي قتل أطفال وشيوخ ونساء فلسطين واحتلاله لأرض الفلسطينية وتدنيسه للمقدسات والاعتقالات وحصاره لغزة ستكشفه للعالم أجمع. وأن كل ما تتحدث به "إسرائيل" عن إجراءات إنسانية في قطاع غزة هو لذر الرماد في العيون، لأن السبب الحقيقي للمأساة الفلسطينية والكوارث الإنسانية الفلسطينية المستمرة، والحصار والشتات الذي يعيشه الفلسطينيون سببه الاحتلال الإسرائيلي.

وحيال تهديدات قادة الاحتلال برد عسكري كبير على غزة، قال المدلل:" نحن في فصائل المقاومة لا نأمن جانب العدو الصهيوني وقد يقوم بأي حماقة، لأنه عدو مجرم لا يعرف للإنسانية معنى ولا للبشرية وجود، ومارس إجرامه ولا زال يمارس ضد الشعب الفلسطيني. لافتاً إلى أن الاحتلال عندما يقتل الأطفال والشيوخ عندما يذهبون للسك الزائل بصدورهم العارية في مسيرة العودة التي هي حراك جماهيري سلمي، فهو يعيش حالة إرباك وفشل في مواجهة المسيرة، وهو يحاول أن يغير قواعد الاشتباك، ويحاول أن يحرف الأنظار عن مسيرة العودة التي حققت إنجازات للقضية وأربكت العدو وحاصرته وأكدت إجرام هذا العدو أنه عدو مجرم والضحية هو الشعب الفلسطيني.

وأوضح، أن العدو الصهيوني له حسابات كثيرة عندما يقرر شن حرب على قطاع غزة لأنه يعلم جيداً أن قدرات المقاومة أكبر مما كانت عليه من قبل، وأن المقاومة قادرة على إيلامه من خلال هذه القدرات المتطورة، والمقاومة لم تعطِ العدو الفرصة لتغيير قواعد الاشتباك، وهي دائما ً تصد محاولات الاحتلال بتغيير المعادلة.

واكد أن المقاومة استطاعت أن تفرض معادلة جديدة في توازن الرعب والردع مع العدو، وأنه أي العدو لن يحتمل ضربات المقاومة، ويحسب حسابات كبيرة قبل أي عدوان مثل حرب 2014 على غزة، في نفس الوقت المقاومة على أتم الجهوزية لصد أي عدوان إسرائيلي، وأنها استطاعت رد الصاع صاعين عندما زاد التوغل في الدم الفلسطيني، واستطاعت أن ترد العدو بعد استهدافه أهداف ميدانية على غزة. مشدداً على أن الحرب على غزة لن تكون نزهة، وغزة لن تكون مضرب رماية للعدو، والمقاومة لحماية الشعب وهذا ما أكدته المقاومة في الميدان.

وفي سياق آخر أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو طارق المدلل، أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من مجلس حقوق الإنسان، هو تأكيد على أن أمريكا لا يمكن أن تكون طرفا نزيها في صراعنا مع العدو الصهيوني، وهي دائما يقف ضد القرارات التي تأتي لصالح الحق الفلسطيني، وانسحابها تأكيد للعالم أنها تكيل بمكيالين وتدعم العدو وتحميه من القرارات الدولية ومن أي مكروه.

وشدد على أن الانسحاب الأمريكي من المجلس هو تأكيد واضح للموقف الأمريكي المنحاز للعدو والجرائم التي ينفذها ضد شعبنا، واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الولايات المتحدة شريكاً للعدو الصهيوني في جرائمه ضد شعبنا، لأنها تحميه من أن يلاحق قادة الاحتلال في المحاكم الدولية.

وختم القيادي المدلل على أن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمها ولا زال يقدمها، وهو مُصر على استمرار مسيرة العودة الكبرى حتى تحقيق أهدافها، لأنها جاءت تعزيزا لروح المقاومة التي وجدت ومبرر وجودها لحماية أبناء شعبها والدفاع عن أراضيها.

6