الأبعاد الاستراتيجية لتحرير الجنوب السوري

الأبعاد الاستراتيجية لتحرير الجنوب السوري
الإثنين ٢٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠١:٣٩ بتوقيت غرينتش

كان لافتاً في الساعات الماضية ما جرى تناقله على نطاق واسع إقليمياً من أن الادارة الأميركية أبلغت حلفاءها في المجموعات الإرهابية المسلحة في الجنوب السوري أنها لن تكون قادرة على مساعدتهم في مواجهة العملية العسكرية التي تتداول معلومات عن أن الجيش السوري سيطلقها هناك لتحرير هذه المناطق من المسلحين. السؤال الذي يطرح نفسه انطلاقا من هذا التبليغ الاميركي، ما هي الظروف التي ادت لاتخاذ هذا الموقف بالتوازي مع الحديث عن قرار دمشق؟

العالم - مقالات

مصدر دبلوماسي مطلع يؤكد لموقع "العهد" الاخباري أن "اطلاق العملية العسكرية يحمل الكثير من الابعاد الاستراتيجية بالنسبة لسوريا وحلفائها"، ويتوقف المصدر عند أهم الأبعاد الاستراتيجية للعملية العسكرية وفق الآتي:

- أولاً: حاولت الادارة الاميركية خلال الأسابيع الماضية اعتماد كل أساليب الكذب والمناورة لمحاولة ليس فقط تضييع الوقت للحؤول دون اطلاق العملية العسكرية، بل الأهم من ذلك، محاولة تمرير بعض التنازلات من جانب سوريا وحلفائها من خلال الاجتماعات التي حصلت في الفترة الماضية في العاصمة الاردنية بين مسؤولين اميركين وروس وأردنيين حول مصير المسلحين وبالأخص بالتحديد الدولة السورية وما تراه مناسباً لفرض سيادتها على هذه المناطق.

- ثانياً: لقد أكدت دمشق بالتنسيق مع الحلفاء، أن المشاريع المعادية التي أسقطتها الانجازات العسكرية الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري بدعم من قوى محور المقاومة والجانب الروسي طوال السنوات الماضية، لن يتمكن الاميركي وحلفاؤه وفي طليعتهم العدو الاسرائيلي من تحقيقها في مفاوضات عمان مهما استخدم هذا التحالف العدواني من المناورات وكل أشكال الدعم والتسليح للمجموعات الارهابية في الجنوب السوري او غيره من المناطق.

- ثالثا: إن قرار القيادة السورية باطلاق عملية تحرير الجنوب السوري وسط كل التعقيدات التي تحيط بالوضع هناك هو تأكيد على ما أعلنه الرئيس السوري بشار الاسد في الساعات الماضية وفي أكثر من محطة سابقة، من أن استعادة كل المناطق السورية التي لا تزال خارج السيادة السورية هو قرار لا عودة عنه مهما كانت الظروف.

لكن يبقى السؤال الآخر، ما هي المعطيات التي دفعت واشنطن لتبيلغ الارهابيين أنها لن تتمكن من مساعدتهم عسكريا في الجنوب السوري؟

المصدر الدبلوماسي يؤكد أن هذا الموقف الاميركي جاء تعبيراً عن أكثر من معطى سياسي وعسكري فرضته المواقف السورية الحازمة على الجانب الاميركي:

ـ المعطى الاول، أن الادارة الاميركية أدركت خلال السنوات الماضية أن موقف دمشق ومن عبرها كل محور المقاومة الى جانب الموقف الروسي، ليس في وارد التراجع عن تحرير كل المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الارهابيين، مهما استخدم الحلف العدواني بقيادة الولايات المتحدة من ضغوط وابتزاز وتدخل عسكري.

ـ المعطى الثاني، أن طبيعة التوازنات العسكرية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان، ستؤدي حتماً بالقيادة السورية الى استكمال هزيمة الارهاب وتحرير ما تبقى من مناطق خارج السيادة السورية، رغم كل ما يمكن ان تقدم عليه واشنطن وحلفاؤها.

حسن سلامة / العهد

109-1