قمة ثلاثية في الخرطوم لإنهاء أزمة جنوب السودان

قمة ثلاثية في الخرطوم لإنهاء أزمة جنوب السودان
الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

إستأنفت عملية السلام نشاطها في جمهورية جنوب السودان للحيلولة دون تشديد العقوبات على جوبا وأيضاً حلّ أزمة قد تمتدّ نيرانها إلى الدول المجاورة.

العالم - أفريقيا

إنطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم محادثات بين الفريقين المتصارعين في دولة جنوب السودان برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) بمشاركة الرئيس "سلفا كيير مايارديت" وزعيم المعارضة المسلحة "رياك مشار" وقادة عدد من الفصائل الجنوبية المعارضة الأخرى وبحضور الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الأوغندي يوري موسفيني وذلك بعد جولة سابقة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وتُعقد هذه المحادثات التي تستمر جولتها الأولى بالخرطوم نحو أسبوعين وفقاً لما أقرّته القمة الإستثنائية لمنظمة الإيغاد التي عُقدت بأديس أبابا مؤخراً.

وتناقش هذه الجولة المسائل المتعلقة بالحكم والترتيبات الأمنية في جنوب السودان بالإضافة إلى الإجراءات الخاصة بإعادة تأهيل الاقتصاد عبر التعاون الثنائي بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان.

وفشلت الجولة الأولى من المحادثات رعاها رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" في أديس أبابا الخميس الماضي في تحقيق أي إختراق.

وإستضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم 20 يونيو 2018 رئيس جنوب السودان سيلفا كيير مايارديت ونائبه السابق رياك مشار للتفاوض حول إقرار السلام في هذه الدولة التي تعاني من حرب أهلية منذ ديسمبر 2013.

هذه المفاوضات التي جرت بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" لم تستطع تقريب المسافات بين طرفي النزاع حيث أكدت نتائج المفاوضات تشبث كل طرف بموقفه الرافض للآخر وأن فرص تطبيق إتفاق السلام الموقّع بينهما في أغسطس 2015 تكاد تكون مستحيلة.

ودخول السودان على خط الوساطة لاحقاً وإستضافة العاصمة السودانية الخرطوم لقاءاً بين مايارديت وماشار يوم 25 يونيو 2018 جاء كمحاولة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لأن مجلس الأمن الدولي طالب مؤخراً الأطراف المتصارعة بضرورة التوصل لتسوية قبل يوم 30 يونيو الحالي وحذر من فرض عقوبات على ستة من كبار المسؤولين في جوبا.

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر قرار تمديد بعض العقوبات على جنوب السودان لمدة 45 يوماً تنتهي منتصف يوليو 2018 والذي ينذر أن هناك مرحلة قاسية تنتظر النظام الحاكم في جوبا والمتمردين، ما لم يتمّ التوصل إلى سلام دائم.

والجهود المضنية التي تبذلها دول مجاورة لجنوب السودان تؤكد أن رسالة مجلس الأمن الدولي وصلت إليهم وثمة عزيمة للتعامل بجدية أكبر مع الحرب الأهلية الطاحنة في هذا البلد الأفريقي الوليد قبل أن يتعرض البلد لمزيد من التدخلات الدولية التي سوف تنعكس تأثيراتها السلبية على الدول المجاورة له.

دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد لعبت دوراً هامّاً في إنفصال جنوب السودان عن السودان وزعمت أن هذا البلد الغارق في الأزمات المختلفة إذا ما حصل على الإستقلال سوف يكون واحة للديمقراطية والحريات والعدالة ونموذجاً تحتذي به القارة الأفريقية في النماء والرخاء!

المزاعم والأوهام التي أطلقتها الدول الداعمة لإنفصال جنوب السودان، ذهبت هباءاً إثر إندلاع الحرب الأهلية وتشريد ربع السكان البالغ عددهم 12 مليون نسمة بدليل عجز هذه الدول عن وقف حرب فضحت مواقف بعض القوى الدولية والإقليمية التي لم تكتف بالتقاعس عن نجدتها بل إنحازت لأحد طرفي الصراع بصورة مدّدت عمر الحرب الأهلية التي جعلت أهالي بعض القرى يأكلون أوراق الأشجار لعدم حصولهم على الغذاء ومنعت 70 بالمئة من الأطفال من الذهاب إلى المدارس، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

الطريقة التي تُدار بها المحادثات تشير إلى أنها لن تتمكن من حل الإختلافات بين الغريمين، كير وماشار. اللقاء الذي عُقد بينهما في الخرطوم لن تختلف نتائجه عن نظيره الذي عُقد في أديس أبابا لأن أدبيات الحوار لم تتغير وأنماط التعامل مع الأزمة لم تتبدل.

لا يهتم المجتمع الدولي بالحرب الأهلية في جنوب السودان كثيراً لأن تداعيات الحرب لم تعرّض مصالح القوى الفاعلة في هذا البلد الأفريقي للخطر لأن النفط الذي تمتلك جنوب السودان منه كميات وفيرة، يتمّ إستخراجه وتصديره بإنتظام.

يبدو أن تعاون طرفي الصراع في جنوب السودان وإجتماعهما مرة أخرى في حكومة واحدة سيكون أمراً صعباً، كما أن فكرة إقصاء أحدهما عن المشهد بإعتبارها حلاً مناسباً، بالغة الصعوبة.

214

تصنيف :