تل أبيب: العلاقات المصريّة الإسرائيليّة وصلت لعصرها الذهبيّ

تل أبيب: العلاقات المصريّة الإسرائيليّة وصلت لعصرها الذهبيّ
الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨ - ١٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

قال الجنرال في الاحتياط، رونين إيتسيك، قائد سلاح المدرعّات السابق في جيش الاحتلال، إنّ العلاقات المصريّة الإسرائيليّة، وتحديدًا في مجال الأمن ومُحاربة الإرهاب، وصلت إلى مرحلةٍ غيرُ مسبوقةٍ.

العالم - مصر

وأكد أنّ القاهرة وتل أبيب "تعملان بدون كللٍ أوْ مللٍ وبتعاونٍ وتنسيقٍ كاملين من أجل المُحافظة على الأمن في المنطقة، وأنّ هذا الهدف يتفوّق على كلّ خلافٍ قد ينشب بينهما" بحسب تعبيره.

ولفت في الوقت عينه إلى أنّ هذا التعاون الأمنيّ الذي لم تعرفه العلاقات المصريّة-الإسرائيليّة منذ التوقيع على اتفاق السلام بينهما، المعروف باتفاق (كامب ديفيد)، يُوجّه رسالةً حادّةً إلى حركة حماس، فيما يتعلّق بالمصالح الإستراتيجيّة التي تتوثّق بين مصر و"إسرائيل"، على حدّ تعبيره.

الجنرال إيتسيك، أضاف في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم)، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أضاف أنّه منذ انتخاب المُشير عبد الفتّاح السيسي، الجنرال السابق في الجيش المصريّ، رئيسًا لبلاد الكنانة، تبينّ بالدليل القاطع أنّ العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تحسّنت وتوثقت أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وأنّ هذه العلاقات المتينة لم تعرفها في الماضي، على حدّ تعبيره.

وكال الجنرال إيتسيك المديح للرئيس المصريّ قائلاً إنّ السيسي يتمتّع بقدرةٍ كبيرةٍ لتحليل الوضع الإستراتيجيّ، إذْ أنّه على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الهدف الرئيسيّ هو المُحافظة على حكمه، في الوقت الذي تُحاول قوى مًتطرفّة، تهديد موقعه في سُدّة الحكم، كما أنّه يعمل على مدار الساعة من أجل تثبيت الأمن في شبه جزيرة سيناء.

ورأى أنّ أحد الأمثلة التي تؤكّد نظريته بأنّ الاستقرار بات وشيكًا في سيناء، هو مرور فترةٍ طويلةٍ دون أنْ تتعرّض مدينة إيلات (أم الرشراش) في الجنوب إلى قصفٍ صاروخيٍّ، وهذا الأمر أكّد أكثر من أيّ شيءٍ آخرٍ على نجاح الجيش المصريّ والقوّات الأمنيّة في السيطرة على الوضع.

وأردف قائلاً إنّه من وجهة نظر صنّاع القرار في القاهرة، من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، فإنّ عامل القوّة الأكثر تأثيرًا في المنطقة هو كيان الاحتلال الإسرائيليّ، وبالتالي فإنّ المصلحة المُشتركة بين مصر و"إسرائيل" لبسط السيطرة الأمنيّة في سيناء وإعادة الهدوء إليها، يقود إلى تعاونٍ إستراتيجيّ غيرُ مسبوقٍ بينهما،  على حدّ قوله.

ووفقًا لقائد سلاح المدرعّات السابق في جيش الاحتلال، إنّه "من العجب العجاب أنّ الدولة، التي كانت حتى قبل أربعين عامًا العدّو اللدود لإسرائيل تحولّت إلى الحليفة رقم واحد للدولة العبريّة"، مُضيفًا أنّ الخطوات المصريّة من السيطرة على معبر “فيلاديلفي” وهدم الأنفاق وتضييق الخناق على حماس في معبر رفح، أدّت إلى إضعاف تنامي قوّة حماس العسكريّة في قطاع غزّة.

وأضاف أنّ العلاقات الأمنيّة غيرُ المسبوقة بين الدولتين أدّت إلى توثيق العلاقات الاقتصاديّة بين البلدين، وتحديدًا في قضية الغاز، زاعمًا أنّ مصر ترى في "إسرائيل" قوّةً عظمى في مجال المياه، ولن تتورّع عن تطوير العلاقات معها في هذا المجال، حسب قوله.

واختتم قائد سلاح المدرعات الإسرائيليّ السابق قائلاً إنّ العصر الذهبيّ في منظومة العلاقات الإسرائيليّة - المصريّة، يُشكّل لبنةً مهمّةً للأمن القوميّ لهما، إنْ كان ذلك في العلاقات الأمنيّة، وأيضًا الاقتصاديّة، وما من شكٍّ بأنّ هذا الحلف بين تل أبيب والقاهرة سيزداد متانةً بسبب التحدّيات العالميّة والإقليميّة التي تُسيطر على الأجندة، بحسب قوله.