كيف تواجه الحكومة السورية القضايا الانسانية في درعا؟

كيف تواجه الحكومة السورية القضايا الانسانية في درعا؟
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

منذ إعلان كل من روسیا والولايات المتحدة والأردن، عن اتفاق حول إنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، فی تموز/ يوليو 2017، يحاول الجيش السوري على السير في خط المفاوضات مع الجماعات المسلحة لتأمين خروج آمن للمدنيين في تلك المناطق من دون اراقة دماء، حيث شجعت الحكومة المسلحين الذين لم يرتكبوا جرائم، في تسوية اوضاعهم.

العالم - سوريا

وفي هذا السياق سوّت السلطات السورية تسوية اوضاع نحو 1000 شخص في قرية شعارة في ريف درعا الشمالي الشرقي بينهم عشرات المسلحين في إطار الجهود المبذولة لحقن الدماء. 

وعملت الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في درعا الى تسوية أوضاع 450 شخصا في قرية شعارة بريف درعا الشمالي الشرقي بينهم 250 مسلحاً قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم والباقي من المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الاحتياطية والإلزامية.

ولفتت مصادر سورية الى ان الجهات عملت على  تسوية اوضاع 400 شخص في بلدات كريم الجنوبي وايب وجدل والرويسات بينهم 31 مسلحا سلموا انفسهم واسلحتهم و100 من المتخلفين عن الخدمة الالزامية والاحتياطية إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 150 شخصا بينهم عدد من المسلحين في قرية الشرائع.

وتحرص الدولة السورية على تعزيز المصالحات المحلية في مختلف المناطق بالتوازي مع عمليات الجيش والقوات المسلحة المتواصلة لاجتثاث الإرهاب التكفيري وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأراضي السورية.

هذا ولجأ مئات الأهالي والعائلات من أهالي مدينة داعل وبلدة ابطع في ريف درعا الشمالي الى نقاط الجيش السوري شرق وجنوب المدينة والبلدة لتخليصهم من المجموعات الارهابية التي تسيطر على منطقتهم والقوات السورية تعمل على تأمينهم.

وخصصت الحكومة السورية معابر لخروج المدنيين من ريف درعا حيث قال محافظ درعا خالد الهنوس بأنه تم اليوم الأربعاء فتح ثلاث معابر لخروج المدنيين من ريف درعا، مشيرا إلى أن المعابر بدأت بالعمل.

واضاف المحافظ: "تم تجهيز مركز إقامة مؤقتة للمدنيين الخارجين من المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية المسلحة".

يبدو ان حرص الحكومة السورية على ارواح المدنيين لم يرق الكثيرين الذين حرصوا على افشال هذ الخطوات لذلك انتشرت شائعة انسحاب روسيا من اتفاقية منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سوريا.

الامر الذي نفته الخارجية الروسية واصدرت بيانا قالت فيه: "أنباء وكالة أنباء الأناضول التركية المنقولة عن صفحة مزورة لقاعدة حميميم في شبكات التواصل الاجتماعي حول مزاعم عن "انسحاب روسيا من الاتفاقية حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية لا تطابق الواقع". 

و من ناحية اخرى تحاول المجموعات الإرهابية التأثير على سير المصالحات وعرقلتها عبر استهدافها أعضاء لجان المصالحات، حيث اغتالت في الأشهر القليلة الماضية 18 عضوا من مخاتير ورؤساء بلديات ووجهاء، لهم هيبتهم بين الأهالي في مناطق انتشار الإرهابيين في درعا.

كل هذا لم يسن الحكومة السورية عن استمرار العمليات التفاوضية التي تسير جنبا الى جنب مع العمليات العسكرية مع الجماعات  التي ترفض انهاء الازمة بسلام.

وخلال اليومين الماضيين نفذ الطيرن السوري عدة غارات جوية استهدفت مواقع الارهابيين في ريف السويداء المحاذي لدرعا، كما نفذ الجيش السوري رمايات مدفعية باتجاه مواقع المسلحين في ريف درعا الشرقيلإ كما وبسطت وحدات الجيش السوري سيطرتها المطلقة على بلدة بصر الحرير ومليحة العطش شرق إزرع.

اصرار الجيش السوري على تطهير جنوب بلاد ونجاحه في العمليات العسكرية سيقهر كل محاولات العرقلة التي سيواجهها في الايام القادمة.

102-114