"إسرائيل" تستنفر بسبب استخبارات محور المقاومة..

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٨ - ٠٤:١٤ بتوقيت غرينتش

للفضيلة أشكالها وأبهاها عندما تصبح على هيئة بندقية، نكس شهود يهوى أعلامهم حزناً ودندن المسلحون عبارات التلمود استغاثةً، هناك في الجنوب حيث غليان الأمور وتحصيل ما في الصدور، لقد هجرت الملائكة المآذن المزخرفة وانتدبت نفسها لتكون على اكتاف الشجعان ، هناك في الجنوب حيث ثبت الجبابرة فكان أثرهم في المعركة كعبق الزوفا والسنديان والزعتر البري مع مساحات محررة من الإرهاب.

العالم - مقالات وتحليلات

لا حديث للإعلام الغربي والعبري والعربي إلا عن معركة الجنوب ومفاعيلها، مواقف مفاجئة للبعض كالأمريكي الذي ما إن أنهى كأس خمرته حتى أعلن بأنه لن يتدخل في معركة الجنوب ولن يدعم مسلحيه، ليجيبه الإسرائيلي عبر إعلامه بالقول أن "إسرائيل" سلمت بعودة الجيش السوري للانتشار في الجنوب.

ما يحدث في الجنوب السوري كان سبباً للقاءات هامة، حيث التقى الملك الأردني برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في عمّان، لتتكلل زيارة العبراني في الأردن بلقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وهو ما اعتبره الإعلام الإسرائيلي بمثابة إعلان عن عودة الأردن بقوة إلى “محور الاعتدال” والتحضير لخطة ضد محور المقاومة.

في البداية تساءل كثيرون لماذا أعلنت واشنطن عدم تدخلها في الجنوب؟! هل هناك اتفاق روسي ـ أمريكي تبادلي الجنوب للسوري والشرق لحلفاء الأمريكي، أم أن هناك حكاية أخرى؟!

الأمريكي براغماتي حتى النخاع وهو يعرف بأن دعمه للمسلحين في الجنوب مقامرة خاسرة بكل المقايسس، لذلك فضل الإعلان عن موقفه الحالين فضلاً عن رغبته التفرغ للشرق هناك حيث تتواجد قواعده، ولديه مشكلة الملف الكردي المعقدة والحليف الأطلسي الذي لا يريد خسارته أي تركيا.

بالعودة للإسرائيلي ومتابعته لمعركة الجنوب، نجد الإعلام الصهيوني يمهد نفسياً للرأي العام بعودة الجيش السوري إلى حدود الأراضي المحتلة، ويعترف مقدماً باستحالة ثبات مسلحي الجنوب أمام قوات الجيش السوري كما قالت القناة الثانية، كما لفت النظر وجود مخاوف إسرائيلية من استغلال المخابرات السورية والإيرانية واستخبارات حزب الله من مسألة علاج المسلحين في المشافي الإسرائيلية، حيث يُعتقد إمكانية استغلال هذه الظاهرة لزج عناصر استخبارات محور المقاومة بين المصابين للولوج إلى المشافي الإسرائيلية أو حتى الداخل الإسرائيلي خارج تلك المشافي وهو ما حذرته منه القناة الإسرائيلية السابعة عن طريق إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت.

كما أن هناك امتعاض إسرائيلي من مشاركة روسيا لحليفتها دمشق في الغارات على مواقع الإرهابيين في الجنوب، وهذا يدل كذب المزاعم التي قالت بأن موسكو أعطت وعوداً لتل أبيب فيما يخص حسم معركة الجنوب أوتهدئة المنطقة وإعادتها لخفض التصعيد مع بقاء المسلحين فيها.

بعدما سبق، لا سيما من مخاوف تل أبيب من عمليات استخباراتية تخترق المشافي الإسرائيلية، هل وصلت معلومات لتل أبيب بنشاط استخباراتي سوري أو إيراني أو لحزب الله في الداخل الإسرائيلي؟!

كما حدث في معركة الغوطة سيحدث في معركة الجنوب، ستتساقط المناطق والقرى بوتيرة متسارعة، والتعهد الوحيد الذي يمكن لموسكو تقديمه هو ضمان عدم أي احتكاك عسكري على الحدود مع السوري وحلفائه الإيرانيين اللهم إلا إن أقدمت "إسرائيل" على عدوان من نوع ما، بالمحصلة فإن علم النجمتين الخضراوين سيعود ليرفرف على أرض حوران كما حدث سابقاً في الغوطة وحلب وحمص، لن يكون لغرفة الموك سوى وظيفة لوجستية استخباراتية للمراقبة، ولن تنفع ميليشيا جيش سورية الجديد الموجودة في التنف الأردنية سوى لتكون إكسسوار انقرضت موضته، لتبقى معركة الشرق التي يمكن أن تستنزف الأمريكي وبعدها معركة الشمال المرشحة لتسوية بسبب تعقيدها.

علي مخلوف / عاجل

109-2