هيئة الأسرى تُقدّم شهادتها للمقرر الخاص للأمم المتحدة..ما هي؟

هيئة الأسرى تُقدّم شهادتها للمقرر الخاص للأمم المتحدة..ما هي؟
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

قدّم رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية "عيسى قراقع" شهادته حول الوضع الصحي للمعتقلين الفلسطينيين أمام المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة "مايكل لينك" واللجنة المعنية بالتحقيق في ممارسات الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وذلك في العاصمة الأردنية عمان أمس الجمعة.

العالم - فلسطين 

وكانت سلطات الإحتلال الإسرائيلي منعت المقرر الخاص من دخول الأراضي الفلسطينية حيث يعمل على إعداد تقرير عن حالة حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة والذي سيقدّمه في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/سبتمبر 2018.

وإستعرض قراقع إنتهاكات الإحتلال بحق الأسرى المرضى بما يخالف إتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي إعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحذّر من أن سياسة الإهمال الطبي المتصاعدة والإستهتار بحياة وصحة الأسرى المرضى يشكل خطراً على حياة المئات من المعتقلين وقد يؤدي لسقوط شهداء في صفوفهم حيث توجد 700 حالة مرضية خطيرة في السجون مصابة بأمراض مزمنة وصعبة.

وبيّن قراقع أن أهم الإنتهاكات هو الإهمال الصحي المتكرر والمماطلة في تقديم العلاج والإمتناع عن إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض بأشكال من الأساليب الإحتجاجية من أجل تلبية مطالبهم بذلك، إلى جانب غياب الأطباء الإختصاصيين داخل السجن، ما أوقع الكثير من الأخطاء الطبية التي أدت إلى تدهور خطير على صحة أسرى مرضى وإفتقار عيادات السجون لأطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة.

وتابع أن من أهم الإنتهاكات هو عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين حيث يوجد العديد من الحالات النفسية التي تستلزم إشرافاً طبياً خاصاً، وعدم توفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الإحتياجات الخاصة كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية وأجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو وإلتهابات القصبة الهوائية المزمنة، كما تُلزم سلطات السجون الأسير على دفع ثمن تكاليف هذه الأجهزة من أجل الحصول عليها وعدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة للأسرى تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها كأمراض السكري والضغط والقلب والكلى وغيرها.

وأضاف قراقع أن من بين الإنتهاكات عدم وجود غرف أو عنابر عزل للمرضى المصابين بأمراض معدية كإلتهابات الأمعاء الفيروسية الحادة والمعدية والجرب؛ ما يهدّد بإنتشار المرض بسرعة بين صفوف الأسرى نظراً للإزدحام الشديد داخل المعتقلات، وعدم وجود غرف خاصة للأسرى ذوي الأمراض النفسية والعصبية؛ ما يشكّل تهديداً لحياة زملائهم، ونقل الأسرى المرضى إلى المستشفيات وهم مكبلين في سيارات شحن عديمة التهوية بدلاً من نقلهم في سيارات إسعاف مجهزة ومريحة.

وأوضح أن الأسرى المرضى يعانون من ظروف إعتقال سيئة ومن أماكن إحتجاز غير ملائمة تتمثل في قلة التهوية والرطوبة الشديدة والإكتظاظ الهائل، بالإضافة إلى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة والمبيدات الحشرية والحرارة الشديدة صيفاً والبرد الشديد شتاءاً، إلى جانب إستخدام العنف والإعتداء على الأسرى بما فيهم المرضى وإستخدام الغاز لقمعهم، ما يفاقم خطورة حالتهم الصحية.

وأشار قراقع إلى إفتقار مستشفى سجن الرملة الذي يُنقل إليه الأسرى المرضى، إلى المستلزمات الطبية والصحية حيث لا يختلف عن السجن في الإجراءات والمعاملة القاسية للأسرى المرضى.

كما تعاني الأسيرات من عدم وجود أخصائي أو أخصائية أمراض نسائية إذ لا يوجد سوى طبيب عام، خاصة أن من بين الأسيرات من أُعتقلن وهن حوامل وبحاجة إلى متابعة صحية، خاصة أثناء الحمل وعند الولادة، إلى جانب إجبار الأسيرات الحوامل على الولادة وهن مقيدات الأيدي دون الإكتراث بمعاناتهن من آلام المخاض والولادة.

كما تعمل سلطات الإحتلال على إستغلال الوضع الصحي للمعتقل إذ يعمد المحققون إلى إستجواب الأسير المريض أو الجريح من خلال الضغط عليه لإنتزاع الإعترافات والمماطلة في إدخال أطباء من خارج السجون لإجراء الفحوصات للأسرى المرضى وعلاجهم ورفض أغلبية الطلبات المقدمة للإفراج المبكر عن الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصحية الخطرة.

وإستند قراقع في شهادته إلى حالتي الشهيد عزيز عويسات والفتى حسان التميمي كنموذج للجرائم الطبية التي تُمارس في سجون الإحتلال وتفاقم إنتشار الأمراض الخطيرة في أجساد المعتقلين.

وذكر قراقع أن الشهيد عزيز عويسات من بلدة جبل المكبر في القدس المحتلة (52 عاماً) ومعتقل منذ عام 2014 سقط شهيداً يوم 20/5/2018 بعد تعرضه لضرب وحشي حتى الموت على أيدي السجانين الإسرائيليين رغم معرفة أطباء وإدارة السجون بأنه مريض ويعاني من مشاكل في القلب وقد أصيب بجلطة حادة وبحالة صدمة قلبية وفشل في كافة أعضاء الجسم حسب تقرير التشريح الطبي.

وقال قراقع في شهادته إن الفتى حسان عبد الخالق مزهر التميمي (18 عاماً) من محافظة رام الله والبيرة تعرض هو الآخر لإهمال طبي من قبل إدارة وأطباء السجون برغم معرفتهم أنه يعاني من مشاكل في الكلى والكبد ويعيش على نظام غذائي وعلاج محددين ولم يقدّم له أطباء السجون العلاج المناسب خلال فترة إعتقاله منذ 7/4/2018، ما أدى لتدهور حالته الصحية وفقدانه النظر.

وطالب قراقع بتوفير الحماية الدولية للأسرى وفتح الملف الطبي للمعتقلين من خلال العمل على الإفراج عن كافة الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصحية الخطيرة، خاصة المصابين بأمراض السرطان وذوي الإعاقة والشلل لتمكين أسرهم وذويهم من رعايتهم والعناية بهم، وتشكيل لجنة تقصي حقائق من الدول الأطراف بإتفاقية جنيف أو مجلس حقوق الإنسان لزيارة مراكز الإحتجاز والسجون والإطلاع على أوضاع وظروف إحتجاز ومعاملة الإحتلال الإسرائيلي للمعتقلين ومدى تطبيقه للمعايير الدولية في تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمعتقلين.

ودعا قراقع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي لتفعيل دورهما في زيارة الأسرى المرضى ومتابعة أوضاعهم الصحية والتحرك لتحسين شروط علاجهم.

وجدّد دعوة الأمم المتحدة والبرلمانات الدولية إلى التحرك لإلغاء قانون الإطعام القسري بحق الأسرى المضربين الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية وإلغاء مشروع قانون يمنع الفلسطينيين من تقديم شكاوى إلى المحكمة العليا الإسرائيلية.

كما دعا المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في فتح تحقيقات حول إستشهاد أسرى داخل السجون بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاجات اللازمة لهم ومساءلة مسؤولي الإحتلال وأطباء السجون عن هذه الجرائم التي أُرتكبت بحق الأسرى المرضى.

214

تصنيف :