الجيش يحرر 1800 كم مربع بدرعا ويتأهب لتطهير الحدود

الجيش يحرر 1800 كم مربع بدرعا ويتأهب لتطهير الحدود
الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٤:٣٣ بتوقيت غرينتش

قال الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود "إن الجيش السوري سيطلق خلال الساعات القليلة القادمة عملية عسكرية واسعة باتجاه الريفين الغربي، والجنوبي الغربي لمحافظة درعا، بعد تمكنه خلال الأيام الماضية من تحرير مساحة تزيد على 1800 كيلومترا مربعا في المحافظة".

العالم - سوريا

وأوضح العميد مقصود في لقاء مع وكالة "سبوتنك" أن هذا التقدم يأتي عبر مسارين، الأول عسكري، والثاني هو مسار المصالحات التي لعب الجانب الروسي دورا كبيرا في إنجازها، وآخرها إنجاز اتفاق المصالحة في مدينة بصرى الشام الذي أصبح نافذا.

ويعد ريف درعا الغربي الحدود الشرقية لخط "برافو" المطل على المنطقة العازلة بين الجيش العربي السوري وبين جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وفق اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

وأكد أن الجيش السوري سيطلق خلال ساعات قليلة عملية عسكرية واسعة باتجاه الريف الغربي، والجنوبي الغربي لمحافظة درعا، ضد جماعة "داعش" الوهابية و"جبهة النصرة" الإرهابية، مبينا أن هذه العملية  ستستهدف المجموعات الإرهابية المسلحة في حوض اليرموك "حيط وتسيل وعزوان ونافعة والشجرة"، وفي الحارة، إضافة إلى كفر شمس "هذه البلدة المستعدة قبل كل بلدات محافظة درعا للمصالحة الوطنية، والتي ينتظر أبناؤها وصول الجيش السوري ليكونوا صفا واحدا معه في مواجهة المجموعات المسلحة".

وأضاف العميد: إن لبلدة كفر شمس أهمية استراتيجية في هذه العملية حيث تمثل العقدة التي تربط الريف الجنوبي للقنيطرة مع الريف الشمالي الغربي لمدينة درعا، وسيكون لتحريرها تداعيات كبرى على معركة الجنوب، وخاصة على مدينة نوى التي ينتظر أبناؤها بدورهم قدوم الجيش السوري ليحررهم من سطوة المجموعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة ذراع ومخلب الكيان الصهيوني.

وتابع العميد مقصود: "اتسمت عملية الجيش السوري في الجنوب بكونها عملية مركبة تتحرك على مسارين، مسار الميدان العسكري ومسار المصالحة الوطنية، فكان من الطبيعي أن يقوم الجيش السوري بعمليات حاسمة ببعض المواقع والمناطق والبلدات، فيما شهدت بعض البلدات الأخرى عمليات حسم جزئي الهدف منها خلق الظروف المواتية للمواطنين للتحرر من سطوة الإرهاب والانقلاب عليه والتحرك لمناصرة ومؤازرة الجيش السوري، وبالوقت نفسه تفتح هذه العمليات المجال أمام المجموعات المسلحة الراغبة بإلقاء السلاح والعودة إلى الوطن والانضمام إلى الجيش العربي السوري، وتسوية أوضاع من تخلف عن خدمة العلم".

وأشار العميد مقصود إلى أن العديد من الفصائل سلمت سلاحها وانتقلت إلى صف الجيش، معتبرا أن "الأهالي فيالجنوب السوري في درعا والسويداء والجولان هم بنسبة 99 بالمئة مع الدولة السورية، وهذه المسيرات والحشود التي ترفع العلم السوري وتهتف للوطن والجيش هي دليل على أن المسلحين لم يعد لديهم بيئة يستطيعون الاستمرار فيها، كما أنهم فقدوا مقدراتهم القتالية وخاصة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أمام تقدم الجيش السوري في الجنوب، موقفها بالتخلي عن المجموعات المسلحة".

وتابع العميد مقصود: "أمام هذه التطورات سلمت "اسرائيل" بنصر الجيش السوري وهي الآن تتخذ إجراءات لوقف هذه العملية عند خطوط  اتفاق "فصل القوات" الموقع عام 1974، وهذا ما أعلن عنه المسؤولون "الإسرائيليون" نتيجة القلق الذي تعيشه "إسرائيل" "التي تقف وراء كل عمليات التسويف والمماطلة من قبل بعض الفصائل المسلحة المتعنتة والرافضة للمصالحة، وهذا بالضبط هو سبب تلكؤ بعض الفصائل المسلحة في بصرى الشام وطفس والتي أعلن بعضها مبايعته للواء "خالد بن الوليد" التابع لتنظيم "داعش" الإرهابي "المحظور في روسيا".

وأشار العميد إلى أن المواجهة محسومة قائلا: فمع سيطرة الجيش على تل الزميطية والجملية الواقعتين غرب إبطع، على طريق حربي يفصل شرق درعا عن غربها، باتت المعركة في بعض البلدات محسومة سلفا، وحصلت المصالحات وقام المسلحون بالقاء سلاحهم بدءا من الطيبة وصور وصيدا وأم المياذن ومرورا بعدة بلدات أخرى، وصولا إلى نصيب حيث بات الجيش السوري على بعد 1200 متر من المعبر مع الأردن بعد بسط سيطرته على "الجمرك القديم"، كما أن سيطرة الجيش على تلة سكر فصل الطريق الذي يربط بين جبيب مع  أم ولد ومع تلتها، وهذا أدى إلى انهيار المجموعات المسلحة ومسارعتها إلى إلقاء السلاح وبالتالي حررت هذه البلدات وخرج أبناؤها بمسيرات ترفع العلم الوطني السوري وتهتف للوطن وللجيش".

ولفت العميد مقصود إلى أهمية الدور الذي لعبه الجانب الروسي في إنجاز اتفاقات المصالحة في العديد من بلدات الجنوب السوري، لافتا إلى أن الاتفاق مع "بلدة بصرى الشام" تم إنجازه أخيرا بوساطة روسية، ويتضمن تسليم المجموعات المسلحة لأسلحتها، ودخول الجيش السوري إلى المدينة من دون قتال، موضحا أنه بعد تراجع المسلحين عن الاتفاق، عادوا إليه تحت ضغط أهالي المدينة.

2-10