التعذيب في السعودية.. بين الواقع والتفنيد غير المدعوم بالدليل

التعذيب في السعودية.. بين الواقع والتفنيد غير المدعوم بالدليل
الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٣٢ بتوقيت غرينتش

التعذيب في سجون المملكة العربية السعودية لا يزال مستمراً، على رغم تفنيد وتكذيب السلطات التي لا تقدّم دليلاً على ماتقول وتزعم.

العالم - السعودية

تمّ إعتماد نص إتفاقية مناهضة التعذيب بعد تصديق 20 دولة عضواً بالأمم المتحدة في 10 ديسمبر/كانون الأول 1984 ودخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في 26 يونيو/ حزيران 1987، وتكريماً لهذه الإتفاقية الدولية يُعدّ يوم 26 يونيو اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب.

وتؤكد التقارير أن التعذيب الممنهج في سجون دول عربية ولا سيما السعودية منتشر و متّبَع بإستمرار، رغم إدعاء أنظمتها أنها تحترم حقوق الإنسان ولكن دون السماح للصحفيين أو المقررين الدوليين المعنيين بزيارة سجونها والإطلاع عن كثب على ما يجري فيها من فظائع وجرائم على يد السجانين.

ومن الذرائع التي تستخدمها السلطات السعودية لتبرير ما يتمّ الكشف عنه بين حين وآخر من تعذيب المعتقلين أنها حالات فردية وسيتمّ ملاحقة ومحاكمة ومعاقبة الجاني.

التعذيب يشمل المواطن والمقيم على حد سواء

الشهادات التي يرويها من عانوا التعذيب في السجون السعودية توضح أنه ليس هناك من فرق بين المواطن السعودي وغيره من المقيمين في التعرض للتعذيب في السجون، إن كان المقيم دخل السعودية بصورة شرعية أم لا.

وأصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً في أكتوبر/تشرين الأول 2017 تطرقت فيه إلى مدى عدم مشروعية المحاكمات التي يخضع لها المعتقلون في السجون السعودية، قائلة: يُحكم على العديد من الأشخاص بالإعدام في المملكة العربية السعودية عقب إجراءات قضائية معيبة على نحو خطير، لا تلبّي في العادة الحد الأدنى من مقتضيات المعايير الدولية للمحاكمة العادلة. فكثيراً ما يُدان هؤلاء إستناداً إلى إعترافات يتمّ الحصول عليها بواسطة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، ولا شيء غير ذلك، ويُحرمون من التمثيل القانوني، في محاكمات تغلّفها السرية، ودون إخبارهم بسير الإجراءات القانونية في قضاياهم.

وأضافت المنظمة الحقوقية الدولية في تقريرها السنوي : السعودية تتبع أساليب وحشية للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة لإنتزاع إعترافات من المحتجزين لإستخدامها دليلاً ضدهم في المحاكمة.

وجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم) وهي جمعية حقوق إنسان غير حكومية أسسها 11 ناشطاً حقوقياً وأكاديمياً عام 2009، تؤكد أن وزارة الداخلية السعودية تصدر توجيهات صريحة تأمر فيها السجانين بتعذيب المعتقلين وتشرف الوزارة نفسها على تنفيذ توجيهاتها.

التعذيب حتي الموت

وهناك حالات وفاة بين المعتقلين لشدة ما يعانونه من التعذيب على يد السجانين بحيث تشير التقارير الحقوقية عن وفاة عدد من المعتقلين تحت التعذيب في سجن "ذهبان" وهو سجن مركزي ذو حراسة مشددة يقع على بعد 19 كيلومتراً إلى الشمال من وسط مدينة جدة ويُعتبر من أكبر السجون في السعودية.

إجبار النساء المعتقلات بخلع ملابسهن للتفتيش

والنساء اللاتي زُجّ بهن في السجون السعودية بإتهامات مختلفة، إن كن مواطنات سعوديات أم مقيمات، لاتسلمن مثل الرجال من التعذيب الوحشي إذ تشير تقارير حقوقية إلى أن المعتقلات يتعرضن للضرب بالسياط، مع تصويرهن أثناء التعذيب بالكاميرات المحمولة من قبل ضباط الأمن السعوديين، كذلك يُؤمرن بخلع ملابسهن للتفتيش!

214