الامن.. الحلقة المفقودة للاحتلال والسعودية والحلفاء

الامن.. الحلقة المفقودة للاحتلال والسعودية والحلفاء
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:٠٤ بتوقيت غرينتش

رسمت تصريحات قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني المؤيدة للمواقف التي اتخذها الرئيس الايراني حسن روحاني بشان تصدير النفط من الخليج الفارسي واميركا والكيان الاسرائيلي رسمت افقا جديدا حول التواجد الايراني في المنطقة.

العالم - قضية اليوم

وقد انسحب الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن الاتفاق النووي بزعم انه اتفاق ناقص ويضر بمصالح بلاده وعلى هذا الاساس ومن اجل التعويض عن الخسائر المزعومة التي لحقت باميركا جراء الاتفاق قد طرح شروطا مسبقة على راسها اجبار ايران على وقف صناعتها النووية وحضورها في المنطقة والقضاء على قدراتها الصاروخية.    

وفور الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي احتفل الكيان الاسرائيلي والسعودية وحلفائهما  بهذا الانسحاب واشادوا بالخطوة الترامبية المخلة بالامن والاستقرار بالمنطقة والعالم في حين ان الامن في منطقة الخليج الفارسي لايمكن استيراده او شراؤه وان العداء الذي يكنه المسلمون للكيان الاسرائيلي الممتد منذ سبعين عاما امر بديهي لايمكن انكاره بتاتا، وهو ما اكد عليه مجددا اعلى مسؤول تنفيذي في ايران من قلب اوروبا واشاد به احد الاقطاب العسكرية الايرانية اي قائد فيلق القدس.   

في الحقيقة ان ترحيب اللواء سليماني بمواقف الرئيس روحاني هو بمعنى التاكيد على الجدية في تطبيق هذه التهديدات.. كما ان من الناحية النظرية والعملية تعتبر الجمهورية الاسلامية الايرانية الكيان الاسرائيلي كيانا لقيطا وغير شرعي.. كما ان تصور وجود خليج فارسي دون ان تتمكن ايران من تصدير نفطها عن طريقه هو عمليا بمعنى عدم تمكين الاخرين من استخدام هذا الممر المائي لتصدير نفطهم.

         

عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي لم ينظر الى الاوراق المتعددة الرابحة التي تمتلكها ايران وعلى هذا الاساس لم ياخذ التهديد الايراني بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي على محمل الجد.. كما ان اول خطأ ارتكبه ترامب في حساباته هو انه كان يظن بانه في ظل تصعيد التهديدات ومن خلال اعادة فرض الحظر سيجبر ايران على الرضوخ والمصالحة.

 ان اكثر طرف سذاجة من رجل الاعمال غير الناضج (ترامب) هو الجانب (السعودي والاماراتي) الذي تعهد خلال الايام الاخيرة لترامب بانه سيملأ الفراغ الناجم عن غياب ايران في سوق النفط في ظل الحظر المفروض عليها بحيث ان السعوديين وعدوا بتوفير مليوني برميل والاماراتيين مائة الف برميل يوميا من النفط.              

كما ان الخطأ الثاني الذي ارتكبه ترامب في حساباته هو عدم معرفته بالمجتمع الايراني، بحيث من خلال تقسيم المسؤولين الايرانيين الى المرهقين من الكفاح والمصرين على التصدى لاميركا والكيان الاسرائيلي وضع اغلبية المجتمع والمسؤولين الايرانيين في الصنف الأول وكان يعتقد بانه من خلال تصعيد التهديدات والحظر واثارة التفرقة في الاراء السياسية في ايران سيحقق اهدافه في حين ان المواقف الصريحة للرئيس روحاني وقائد فيلق القدس قد احبطت والغت جميع الحسابات الترامبية.   

وفي الوقت الذي تشهد جبهات الحرب مع الكيان الاسرائيلي في لبنان وسوريا وعلى حدود فلسطين المحتلة تحركات وتتزايد التهديدات سيما التهديدات السياسية والامنية ضد وجود هذا الكيان فعلى السعودية والامارات والدول التي تدور في فلكهما بالمنطقة ان تفكر مليا بامنها الاقتصادي الذي يعتمد اساسا على تصدير النفط من الخليج الفارسي وان لاتراهن على الوعود الترامبية.  

ومما لاشك فيه فانه الى جانب هاتين الرسالتين اللتين حملتهما جولة الرئيس الايراني الاوروبية فان الرسالة الثالثة التي تعني الاوروبيين هي انه في حال عدم التزام الجانب الاوروبي بتعهداته المنصوصة في الاتفاق النووي فان ايران ستعيد النظر فيه، الامر الذي تم التاكيد عليه مجددا خلال اللقاء الذي جرى مساء امس الاربعاء بين الرئيس روحاني ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو.

ابورضا صالح