في ذكرى الـ 30 من يونيو ... مازال الشد والجذب مستمرا

في ذكرى الـ 30 من يونيو ... مازال الشد والجذب مستمرا
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

خمس سنوات مرت على ذكرى الـ30 من يونيو التي تسميها جماعة الاخوان المسلمين -المحظورة في مصر- بالانقلاب على الشرعية بينما يسمي من شاركوا فيها بالثورة، خمس سنوات مرت و مازالت حالة الشد والجذب مستمرة وانصار الجماعة يصوبون سهامهم الى كل ما تقوم به الحكومة برئاسة عبد الفتاح السيسي.

العالم - مصر

بكل تاكيد ان انصار الجماعة ليسوا فقط من عبروا عن استيائهم من الاداء الحكومي وخاصة عبد الفتاح السيسي بل ان اطياف الشعب المصري ايضا لم يرحبوا بهذا الاداء ان لم يكونوا في شدة الغضب خاصة بعد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، انقياد مصر وراء السياسات السعودية في اكثر المجالات، ارتفاع الاسعار والضرائب التي انكوى بها المواطن البسيط، وغيرها من السياسات.

في المقابل تقول الحكومة المصرية انها ورثت تركة ضخمة من الديون والمشكلات التي لاتحل في ليلة وضحاها ولذلك على الجميع الصبر والتحمل للخروج من عنق الزجاجة.

هذا ودعا ما يسمى بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" إلى أسبوع ثوري جديد بعنوان (معا ضد العصابة)، مؤكدا أن "الحكم العسكري أذل البلاد والعباد، وفرَط في ثروات الوطن، وجزره ونيله، وقتل الآلاف من أبنائه، واعتقل وعذب وطارد عشرات الآلاف الآخرين، ولا يزال يواصل قمعه للجميع من عارضوه ومن أيدوه".

وقال - في بيان له، إن "خمس سنوات مرت على نكبة 30 حزيران/ يونيو 2013 التي مثلت غطاء مدنيا لانقلاب الثالث من تموز/ يوليو. خمس سنوات من الضياع والفشل، والخيانة، والغلاء والبلاء، وقتل وتصفية المعارضين تحت حكم العسكر الذي لم يرقب في الشعب والوطن إلا ولا ذمة"، مضيفا: "بعد هذا السنوات الخمس العجاف على مصر والمصريين أصبح لزاما على كل من دعم الانقلاب العسكري أن يتطهر من ذلك الدعم احتراما لنفسه، واحتراما لثورة يناير وشهدائها، وهذا التطهر لن يكون مجرد كلمات ولكنه أفعال للخلاص من هذا الحكم العسكري".

فيما أكد المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، حسن صالح، أن "الشعب المصري تعرض لمؤامرة كبرى وخدعة خبيثة على يد عصابة من العسكر والدولة العميقة وفلول المخلوع، تدعمها قوى إقليمية، وتنفق عليها أخرى محلية، فأجمعوا أمرهم على اغتيال مكتسبات الثورة المجيدة"، بحسب تعبيره.

ودعا "صالح" إلى مزيد من الحراك الثوري السلمي الفاعل، ومزيد من العطاء والنضال لإنقاذ مصر من تلك الشرذمة التي لا تألو في الوطن ولا في الشعب إلاًّ ولا رحمة ولا رأفة"، مضيفا: "هلموا إلى ثورتكم من جديد، استردوا عافيتها، وصححوا مسارها حتى تعود مصر كما كانت حرة مستقلة آمنة".

في المقابل، علق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الذكرى الخامسة لـ"ثورة 30 يونيو"، قائلا أن "الشعب المصري قال كلمته بصوت هادر مسموع ينحني العالم احتراما لإرادته، ويتغير وجه المنطقة، وتتغير وجهتها من مسار الشر والإقصاء والإرهاب إلى رحاب التنمية والخير والسلام".

وأردف السيسي قائلا: "في ذلك اليوم المشهود أوقف المصريون موجة التطرف والفرقة التي كانت تكتسح المنطقة، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت"، مستدركا بقوله: "لكن الشعب المصري كعادته عبر التاريخ، كانت له كلمة الفصل والقول الأخير".

 ونعود مرة اخرى الى جماعة الاخوان المسلمين، حيث أصدرت محكمة النقض المصرية قرارا بإلغاء قرار إدراج الرئيس السابق محمد مرسي واللاعب محمد أبو تريكة وأكثر من 1500 آخرين على قوائم الإرهاب، وهو ما أثار ردود فعل واسعة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وفي أول تعليق له غرد أبو تريكة عبر "تويتر" عقب صدور القرار قائلا: "مسامح الجميع من ساند ومن هاجم ومن تطاول ومن مدح، قلبي يسع ويعفو عن الجميع ولكن أكثر البشر فرحا بهذا اليوم ليس معي فهو كان أكثر المتأثرين، رحمة الله عليك أبي. مصر نحبك بل نعشقك أنت الروح والقلب".


تغريدة أبو تريكة لاقت تفاعلا واسعا من النشطاء الذين رددوا التهاني والتبريكات لأبو تريكة والدعوات لوالده بالرحمة، واحتل وسم #أبو_تريكة المركز الرابع في قائمة أعلى الوسوم تداولا عبر "تويتر" بمصر حيث تتابعت التغريدات المهنئة له ولبقية الأشخاص المدرجة أسماؤهم في قرار النقض، مع تخوفات بإدراج أسمائهم مرة أخرى في قضية أخرى، ومطالبات لأبو تريكة بعدم العودة إلى مصر خشية تعرضه للاعتقال أو الاختفاء القسري. 

وكانت الجريدة الرسمية قد أعادت نشر قرار جنايات القاهرة بإدراج 1529 شخصا منهم أبو تريكة على قوائم الإرهاب، وذلك مساء أمس الثلاثاء قبيل صدور قرار النقض بساعات، وهو ما وصفته الصحف المحلية بأنه تأكيد للاتهامات الموجهة لأبو تريكة والآخرين بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، في حين وجه النشطاء انتقادا حادا للجريدة.

في موضوع متصل، الغت اعلى محكمة طعون في مصر، الاربعاء، عقوبة السجن لمدة 10 سنوات بحق 113 شخصا ادينوا في احداث عنف بمحافظة الاسكندرية في صيف 2013 وفق مصدر قضائي. 

وكانت محكمة جنايات الإسكندرية قضت، عبر حكم أولي في أبريل/ نيسان 2017، بمعاقبة المتهمين الـ113، بجانب 13 آخرين (غيابيًا)، بالسجن 10 سنوات.
وآنذاك أدانتهم المحكمة بتهم مرتبطة بـ"أحداث عنف وقعت بمحافظة الإسكندرية، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة الكبرى عام  احتجاجا على اسقاط حكومة الاخوان الملسلمين2013".

على كل الحال لايزال في مصر ضبابي هل سيحدث صلح بين الجماعة والحكومة ام هذا السؤوال ستجاوب عليه الايام المقبلة لكن لايبدوا انها ستكون قريبة.