لعبة الامم بين الكبار ...هذه المرة روسيا و امريكا

لعبة الامم بين الكبار ...هذه المرة روسيا و امريكا
الجمعة ٠٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٤ بتوقيت غرينتش

العالم

اميركا و روسيا تاريخيا ...

بدأ التجار الروس منذ اواسط القرن السابع عشر بممارسة التجارة بنشاط في أراضي أمريكا الشمالية وفي جزر المحيط الهادئ وشبه جزيرة ألاسكا وفي أراضي ولايات كاليفورنيا واوريغون وواشنطن الحالية، واسسوا مراكز سكنية ومدنا خاصة بهم اطلقت عليها تسمية " أمريكا الروسية". وفي عام 1799 شيد الكسندربارانوف  رئيس الجاليات الروسية في أمريكا حصنا على جزيرة ارخبيل الكسندر وبنى إلى جانبه مدينة نوفوارخانغلسك (مدينة سيتكا حاليا) التي أصبحت في عام 1808 عاصمة المستوطنات الروسية في القارة الأمريكية.

جرى أول اتصال روسي – أمريكي على ارفع مستوى حين التقى القيصر بطرس الأكبر مع وليام بين مؤسس المستوطنة البريطانية بنسلفانيا في أمريكا في عام 1698 والذي يعتبر في الواقع أحد مؤسسي الدولة التي أصبحت فيما بعد الولايات المتحدة الأمريكية. وناقش الارستقراطي البريطاني مع القيصر الروسي فكرة نظام الدولة العادل.

وفي الواقع ساعدت روسيا على أن تكسب الولايات المتحدة الاستقلال حين رفضت تقديم المعونة العسكرية إلى بريطانيا من اجل إخماد الانتفاضة التي اندلعت في عام 1775 في 13 مستعمرة بريطانية في أمريكا واعلنت روسيا حيادها لاحقا.

وجرى تبادل السفراء بين الدولتين في عام 1809. وكان الشاغل الرئيسي للسفراء هو معالجة القضايا المتعلقة بالاساكا والممتلكات الروسية الأخرى في أمريكا والتي تم بيعها في عام 1867 إلى الولايات المتحدة. وفي الفترة من 1842 إلى 1851 كان المهندسون الأمريكيون المستشارين الرئيسيين لمد طريق السكك الحديدية بين موسكو وبطرسبورغ.

وفي أثناء الحرب العالمية الاولى التي بدأت في عام 1914 دعمت الولايات المتحدة بلدان انتانتا – تكتل البلدان الذي ضم روسيا أيضا. وبعد قيام ثورة عام 1917 في روسيا رفضت الدولة الأمريكية الشمالية الاعتراف بحكومة البلاشفة التي استولت على السلطة وقدمت الدعم إلى الجيش الأبيض الذي حارب السلطة الجديدة بتزويده بالمال والمواد الغذائية. وفي اعوام 1918–1920 شاركت القوات الأمريكية سوية مع قوات بريطانيا وفرنسا واليابان في التدخل العسكري في شرق وشمال روسيا.

كانت الولايات المتحدة في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين الدولة الكبرى الوحيدة التي لم تعترف بالاتحاد السوفيتي حيث كانت تطلب كشرط مسبق لذلك تسديد جميع الديون وتعويض ارباب الأعمال الأمريكيين عن الاضرار التي لحقتهم بنتيجة مصادرة ممتلكاتهم بعد ثورة عام 1917 في روسيا. ومع ذلك فأن الاهتمام المتبادل في تنسيق افعال البلدين بسبب توسع العدوان الياباني في الشرق الأقصى قد أدى إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في عام 1933.

لكن التعاون الاقتصادي السوفيتي – الأمريكي بدأ تطوره منذ عام 1920 بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.

انضم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في أثناء الحرب العالمية الثانية إلى الائتلاف المعادي لهتلر. وفور الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران عام 1941 اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما للأتحاد السوفيتي واخذتا تقدمان المساعدات الاقتصادية اليه.

بدأت المجابهة في منتصف الاربعينات من القرن الماضي وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات.

وقد اثبت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مجالين لنفوذهما بتشكيل الكتلتين السياسيتين العسكريتين، وهما حلف شمال الأطلسي أو الناتو الذي تم تشكيله عام 1949 ومنظمة معاهدة وارسو (1955–1991).

ظهرت أول تناقضات بين الحلفاء في التحالف المضاد لهتلر في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين خرج الاتحاد السوفيتي من عملية المباحثات لدعمه فكرة وحدة ألمانيا. فيما خشيت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا توسع النفوذ السوفيتي على دول أوروبا، وقامت بدمج مناطق الاحتلال الثلاث في إلمانيا ضمن منطقة واحدة ودعت إلى اجراء الانتخابات هناك وتشكيل حكومة. وفي عام 1949 تم اعتماد الدستور في تلك المناطق. هكذا نشأت جمهورية ألمانيا الاتحادية. وبعد مضي فترة قصيرة تم إعلان جمهورية ألمانيا الديموقراطية في منطقة الاحتلال السوفيتية. ومنذ ذلك الحين أصبحت أرض البلاد المقسمة حلبة للمواجهة بين المصالح والاستخبارات.

النزاعات الروسية – الامريكية حول الاسلحة

أهم ما اتصفت به الحرب الباردة هو سباق التسلح. وبحلول عام 1945 صنعت الولايات المتحدة السلاح النووي. فيما حصل عليه الاتحاد السوفيتي في عام 1949 فقط. وبات الجيشان الأمريكي والسوفيتي يمتلكان السلاح النووي الحراري في عامي 1952 و1953. كانت كلتا الدولتين تنفقان أموالا طائلة على الصناعة الحربية. وكان يمكن أن تتحول الحرب العالمية الثالثة إلى واقع.

ليأتي عام 1963  حيث وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا معاهدة موسكو لحظر التجارب النووية في الجو والفضاء الكوني وتحت الماء.

وفي عام 1968 وقع كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة مع الدول الأخرى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وفي 30 سبتمبر/ايلول عام 1971 تم توقيع الاتفاقية الخاصة باجراءات الحد من خطر نشوب الحرب النووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة التي نصت على تقديم إبلاغات عن وقوع حوادث لها علاقة بالسلاح النووي عبر خط الاتصال الساخن. واستمرارا في ممارسة هذا النهج تم التوقيع في 22 يونيو/حزيران عام 1973 على اتفاقية درء وقوع الحرب النووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وأكد الجانبان في هذه الوثيقة ان هدف سياستهما هو ازالة خطر الحرب النووية واستخدام السلاح النووي.

في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1969 بدأت في هلسنكي  أول مباحثات في تاريخ العلاقات السوفيتية الأمريكية حول تقليص الأسلحة الإستراتيجية. هلنسكي عاصمة فنلندا وأكبر مدنها. تقع باقليم أوسيما جنوبي البلاد على ضفاف خليج فنلندا في بحر البلطيق . تبعد 400 كم إلى الشرق من العاصمة السويدية استوكهولم، و 300 كيلومتر غرب سان بطرسبرغ الروسية. و هلسنكي هي أكبر مركز سياسي وتعليمي ومالي وثقافي وبحثي في فنلندا.

في عام 2009، اختيرت هلسنكي لتكون عاصمة التصميم العالمي لعام 2012 من قبل المجلس الدولي لجمعياتالتصميم الصناعي . حظيت هلسنكي باللقب بفارق ضئيل عن آيندهوفن الهولندية.

 سبقت المباحثات في هلنسكي  اتصالات سرية أجراها رئيس الوزراء السوفيتي آنذاك ألكسي كوسيغن  مع قيادة الولايات المتحدة وبصورة خاصة مع روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الأمريكي. وتقارب موقفا الجانبين أثناء المباحثات، الأمر الذي أدى إلى توقيع الاتفاقيات السوفيتية الأمريكية الأولى في هذا المجال يوم 26 مايو/آيار عام 1972، وبينها معاهدة الحد من نشر منظومات الدرع الصاروخية والاتفاقية المؤقتة الخاصة ببعض الإجراءات الرامية إلى الحد من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية.

روسيا و اميركا في القرن 21...

مبادئ حوار الشراكة الثنائي بين روسيا و امريكا في اعلان موسكو  أتى حول العلاقات الاستراتيجية الجديدة  و الذي وقعه الرئيسان الروسي والأمريكي في مايو/أيار عام 2002. وحددت الاتجاهات الاولية للتعاون الثنائي وهي العمل المشترك لصالح الامن الدولي والاستقرار الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب الدولي ومواجهة الأخطار والتحديات الاخرى الشاملة الجديدة ودعم حل النزاعات الاقليمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وتوسيع الاتصالات بين الافراد.

وفي اللقاء الذي جرى عام 2006 في بطرسبورغ عشية قمة مجموعة "الثماني" صدر البيان المشترك للرئيسين الروسي والأمريكي المتعلق بالتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية ومقاومة الانتشار النووي وكذلك الإعلان المشترك حول المبادرة الشاملة في مكافحة الإرهاب النووي.

وفي ختام المباحثات التي جرت في عام 2007 اصدر الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس جورج بوش في كينيبانكبورت(ولاية مين) البيان حول صناعة الطاقة النووية وعدم الانتشار الذي يتضمن برنامج الخطوات الملوسة في مجال تعميق التعاون الثنائي والدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية بشرط الالتزام الصارم بنظام عدم الانتشار.

وفي 6 أبريل/نيسان عام 2008 صدر في ختام قمة سوتشي إعلان الاطر الإستراتيجية للعلاقات الروسية الأمريكية الذي عكس الطابع الشامل للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة في الاتجاهات الرئيسية بهدف ضمان التواصل المستقر في المستقبل. وتتضمن الوثيقة بصورة موجزة ما تم تحقيقه في الأعوام الأخيرة في مجال الامن وعدم الانتشار ومكافحة الإرهاب وبضمنه الإرهاب النووي وتطوير الذرة في الأغراض السلمية والمضي قدما في الشراكة بمجال الاقتصاد والتجارة وصناعة الطاقة. كما عكس الإعلان الخلافات الجدية بين الجانبين حول بعض القضايا مثل الدفاع المضاد للصواريخ ومعاهدة تقييد القوات المسلحة في أوروبا وتوسيع الناتو وسحب الوسائل الضاربة من الفضاء والتي يجب أن يتواصل العمل في معالجتها.

وأدى دعم واشنطن للعدوان الجورجي في أغسطس/آب عام 2008 ضد قوات حفظ السلام الروسية والأهالي المسالمين في اوسيتيا الجنوبية إلى توتر العلاقات الروسية – الأمريكية.

ومع هذا بدأت ترد من واشنطن بعد أن تولت السلطة في الولايات المتحدة الإدارة الديمقراطية، إشارات حول الرغبة في إعادة التعاون الثنائي إلى مجرى العمل الطبيعي. وصدرت عن الجانب الأمريكي موضوعات حول وجوب "اعادة النظر " في العلاقات الروسية – الأمريكية والاستعداد لإقامة تعاون شامل في حل المشاكل الحيوية. وقد أعطى ذلك نبضة بناءة إلى أول لقاء شخصي بين الرئيس دميتري مدفيديف والرئيس باراك اوباما في أول أبريل/نيسان عام 2009 على هامش قمة " العشرين" في لندن. وتبادل الرئيسان الآراء حول جميع قضايا العلاقات الثنائية والوضع الدولي وحددا الأولويات واجندة العمل في الفترة القريبة القادمة. وصدر بيانان مشتركان – حول المباحثات بصدد التقليص اللاحق للأسلحة الاستراتيجة الهجومية والاطر العامة للعلاقات الروسية – الأمريكية.

ويتضمن البيان المشترك حول الاطر العامة للعلاقات عمليا جميع جدول العمل الآني وثبت ليس فقط مبادئ التعاون الرئيسية (وجود مصالح مشتركة كثيرة، والتصميم على العمل المشترك من اجل تعزيز الاستقرار الاستراتيجي والامن والمواجهة المشتركة للتحديات الشاملة وتسوية الخلافات بروح الاحترام المتبادل والاعتراف بمصالح بعضهما البعض)، وكذلك اعداد المهام للمستقبل.

العلاقات الروسية _ الأمريكية في عهد ترامب

في عام 2017، التقى بوتين وترامب لأول مرة في هامبورغ على هامش اجتماع مجموعة العشرين، وبعد ذلك ببضعة أشهر تم التواصل بينهما لفترة وجيزة على هامش "قمة أبيك" التي عقدت في فيتنام.

و في 28 يونيو/ حزيران عام 2018  تم الاعلان رسميا عن القمة الرسمية بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .

وأعلن الكرملين  و البيت الأبيض أن لقاء قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب سيعقد في 16 يوليو المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وذكرت الرئاسة الروسية في بيان أصدرته أن الزعيمين سيبحثان خلال الاجتماع واقع العلاقات بين موسكو وواشنطن وآفاق تطويرها، علاوة على مسائل ملحة مطروحة على الأجندة الدولية.

 

 لكن لماذا يخشى الكثيرون في أمريكا وأوروبا من لقاء ترامب مع بوتين؟

اعتبرت صحيفة "إندبندنت" أن أي اتفاق بين الرئيسين الروسي والأمريكي بوتين وترامب يخيف الكثيرين في الغرب، ويفقدهم وضعا سياسيا مريحا قائما على تصويرهم موسكو "كعدو أبدي" للغرب.

وكتبت المحللة السياسية، ماري ديجيفسكي، في إندبندنت تقول: "لذلك ليس من المستغرب أن يعيق الكثيرون في الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية لقاء الزعيمين".

وأوضحت أنها كانت تعتقد بأن الخطط المبكرة لتنظيم قمة بين رئيسي البلدين كانت ستلقى التفاهم والدعم، لكن تبين لها للمرة الثانية خلال عام (بعد اجتماع ترامب مع زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون)، أن رد فعل معظم الدول الغربية هو عكس ذلك تماما.

وتابعت هذه المحللة السياسية المعروفة تتساءل: "منذ متى كانت المواجهة العسكرية (سوريا)، والنزاعات الإقليمية التي لا تجد حلولا (أوكرانيا) والمشاحنات (المزاعم غير المثبتة بتلقي ترامب مساعدات روسية) أفضل من اللقاء الشخصي بين الرئيسين الذي يمكن أن يخفف التوتر بين الشرق والغرب؟ فلا أحد يحتاج إلى أن تكون القمة المرتقبة دراما أو خيانة للعالم الغربي، ولكن مجرد بداية لعملية يمكن أن تعزز الأمن الدولي وتنقذ الأرواح".

وأردفت محللة الصحيفة البريطانية تقول: "في أوروبا، يعتقد الكثيرون أن حديث بوتين وترامب عن "السلام" يمكن أن يدمر الصورة المفيدة التي يروجونها عن روسيا كعدو دائم. وبالنظر إلى حقيقة أن بطولة العالم لكرة القدم (في روسيا) قد بددت التحذيرات الغربية "الهائلة" بشأن أمان الرحلات والسفر إلى روسيا، فقد اتضح أنه إذا استطاع قادة الدولتين بالإضافة إلى ذلك طرد "شبح حرب باردة جديدة"، فإن الوضع سيتخذ منعطفاً سيئاً للغاية بالنسبة لهؤلاء"، حسبما تعتقد ديجيفسكي.

وحسب رأيها، فإن "هناك موضوعات كافية للحديث بين الزعيمين. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطوط عريضة غامضة حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في المستقبل يجعل العالم أكثر أمنا. فمع روسيا، كما مع كوريا الشمالية، يراهن ترامب على قدرة العلاقات الشخصية، على إحداث تغيير في الأجواء العامة يمكن أن يقود إلى أكثر من ذلك بكثير. فالقمة مع كيم قد أثبتت بالفعل أن هناك فرصة لتخفيف حدة التوتر في المنطقة وتسريع التنمية الاقتصادية في كوريا الديمقراطية (الشمالية). ويمكن رؤية لمحات من شيء مشابه، ولكن فقط بمقاييس كبيرة، إذا ما قرر دونالد ترامب وفلاديمير بوتين التوافق".

"بويان في الأدغال"، عنوان مقال "كوريير" للصناعات العسكرية، يعرض رأي ياكوف كيدمي الذي يقول "إن الأمريكيين بدأوا يفهمون أن وضعهم أسوأ بكثير"، في الصراع مع روسيا.

وجاء في المقال، نقلا عن المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي السابق ياكوف كيدمي أن الولايات المتحدة لا تملك الحماية من الأسلحة الدقيقة. والاستجابات الروسية غير المتناظرة للتهديدات تضع الولايات المتحدة في طريق مسدود.

 الرئيس الأمريكي ترامب، أعرب عن رغبته القوية في التحدث على انفراد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل بداية الاجتماع المقرر في هلسنكي يوم 16 الجاري، وفقا لما ذكرته قناة "سي إن إن" التلفزيونية، نقلا عن مصادر في البيت الأبيض.

ووفقا للقناة، يرغب ترامب، في التحدث مع بوتين على انفراد قبل أن ينضم إليهما أعضاء الوفدين الآخرين كما حصل في قمة بيونغ يانغ مع الرئيس الكوري كيم جونغ أون .

سفير روسيا في واشنطن، أناتولي أنطونوف ردا على سؤال، عمّا إذا كان يمكن توقع أن يلتقي بوتين وترامب وجها لوجه (على انفراد بدون أعضاء الوفدين)، قال أن "هذا اللقاء الثنائي وارد وممكن، كما أعتقد، وهو يمكن أن يساعد على خلق ما يسمى بـ الكيمياء بينهما".

وأضاف الدبلوماسي "ربما يمزحون، لا أعرف... وآمل أن تساعدهم هذه الكيمياء على حل مهامهم وإزالة المسائل العالقة بين روسيا والولايات المتحدة".

وأضاف أنطونوف، "هذه فرصة للجلوس معا، والنظر لبعضهم البعض وبدء الحديث"، مشيرا إلى أنه "من المستحيل التغلب على جميع العراقيل في اجتماع واحد. لكن يمكن توضيح مسار التقدم نحو هذا الهدف. وتحسين العلاقات الثنائية وبدء التفاهم في الشؤون العالمية".

و أما المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز تهربت، من الإجابة على سؤال عما إذا كان من الممكن مناقشة الاعتراف بانضمام القرم إلى روسيا، أثناء قمة الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين.

وحول تقييم الكرملين لانتقاد ترامب حلف شمال الأطلسي (الناتو) وشركاءه الأوروبيين، قال الناطق الرئاسي الروسي: "هذه مسألة مطروحة للنقاش في حلف الناتو. موقفنا هو أن هذا الحلف هو نتاج عهد المواجهة، لأن إنشاءه جرى في زمن الحرب الباردة ولهذه الأغراض أصلا، وهو لا يزال محصورا في مثل هذه المهام، وهذا هو جوهر وجود هذه المنظمة. وموقفنا لم يتغير من اقتراب البنية التحتية العسكرية لهذا الحلف من حدودنا".

وينوي رئيسا روسيا وأمريكا في قمتهما المقررة يوم 16 يوليو الجاري في العاصمة الفنلندية هلسنكي، بحث آفاق إعادة العلاقات المتدهورة بين البلدين إلى طبيعتها، وأيضا مناقشة الموضوعات الراهنة المطروحة على الأجندة الدولية.

وكان الرئيسان، بوتين وترامب، قد التقيا مرتين في اجتماعات غير رسمية، الأولى في قمة مجموعة العشرين بمدينة هامبورغ في يوليو من العام الماضي، والثانية في مدينة دانانغ الفيتنامية على هامش اجتماعات منظمة آسيا-المحيط الهادئ، في نوفمبر من العام الماضي أيضا.

 

سحر عباسي