إغلاق مضيق هرمز.. بين التداعيات الاقتصادية والسياسية

إغلاق مضيق هرمز.. بين التداعيات الاقتصادية والسياسية
السبت ٠٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الولايات المتحدة لن تستطيع خفض إيرادات بلاده من النفط إلى "الصفر" وحذر من أن هذه السياسة تنتهك كل القوانين والقواعد الدولية.

العالم - تقارير

وأضاف روحاني في مؤتمر صحفي مع الرئيس السويسري آلان برسيه الثلاثاء الماضي في العاصمة بيرن "طالما مصالحنا محترمة في إطار الاتفاق النووي، وطالما إيران يمكنها الاستفادة من الامتيازات (المنصوص عليها فيه)، سنبقى في الاتفاق".

وردا على سعي واشنطن لوقف صادرات النفط الإيرانية، قال روحاني إن السماح لكل منتجي النفط بتصدير نفطهم باستثناء إيران محض خيال، مضيفا أن تحقق مثل هذا السيناريو يعني أن تفرض الولايات المتحدة سياسة إمبريالية في انتهاك فاضح للقوانين والقواعد الدولية.

وأضاف الرئيس الإيراني موجها حديثه لترامب "إذا كنت قادرا على ذلك فافعل وانظر ماذا ستكون نتائجه".

وكان مسؤول أميركي كبير قال إن الولايات المتحدة تهدف إلى خفض إيرادات طهران من النفط إلى الصفر.

ورغم أن روحاني امتنع عن توضيح ما إذا كانت تصريحاته تتضمن تهديدات لكن قال إنه لا معنى للسماح للدول المجاورة بتصدير النفط وعدم السماح لإيران بذلك.

وبعد يوم من تصريحات الرئيس روحاني اعلن الجنرال في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري الأربعاء إن بلاده ستمنع خروج النفط من الخليج الفارسي إن تم منعها من تصدير نفطها.

وذكّر كوثري أن 20% من نفط العالم يمرّ من مضيق هرمز وأن العالم بحاجة لهذا الممر، مضيفاً أن أي تحرّك عدائي من الولايات المتحدة سيكون له تبعات عليها.

ورأى الجنرال كوثري أن تهديدات كيان الاحتلال الإسرائيلي دليل ضعف الإسرائيليين أمام إيران ومحور المقاومة.

وإيران ثالث أكبر مصدر للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتصدر نحو مليوني برميل من الخام يوميا.

لم يمض أكثر من يوم على تصريحات القيادي في حرس الثورة الإسلامية في إيران إلى أن أشار اللواء محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني الى المواقف الحازمة للرئيس روحاني امام "الاعيب الاميركيين الخبيثة الاخيرة في التخطيط لاجراءات حظر نفطي جديدة ضد ايران" وقال، انه في الظروف المحتملة ومع تفعيل المواقف الاخيرة للمسؤولين التنفيذيين في البلاد في اتخاذ المنهج والرؤية الثورية في ساحة الصراع اليوم مع العدو خاصة اميركا المخادعة والمجرمة، يمكن إفهام الاعداء ماذا يمكن ان تعني عبارة "إما الجميع يستخدم مضيق هرمز وإما لا احد".

وفي المقابل قال كبير المستشارين السياسيين بالخارجية الأميركية براين هوك، إن بلاده تسعى إلى "تصفير" مكاسب طهران من النفط الخام.

وأوضح هوك أن 50 شركة أعلنت نيتها تقليص علاقاتها التجارية طهران.

وأكد المسؤول أن "هدف الولايات المتحدة هو الوصول بحجم واردات أكبر عدد ممكن من الدول من النفط الإيراني إلى صفر في أقرب وقت ممكن"، مشيرا إلى هناك طاقة إنتاجية احتياطية عالمية في سوق النفط تكفي لتغطية انخفاض إمدادات الخام الإيرانية.

وأضاف هوك أن الحزمة الأولى من العقوبات ستدخل حيز التنفيذ يوم 4 أغسطس/آب المقبل، وستشمل قطاع السيارات والتجارة والذهب والمعادن الأخرى، في حين تسري الحزمة الثانية يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وتستهدف قطاع الطاقة وكل الأنشطة المتعلقة بالنفط وعمليات البنك المركزي الإيراني.

وردت السعودية ومن بعدها الإمارات بتأكيدهما أنهما قادرتان على تعويض أي نقص محتمل في أسواق النفط العالمية، دون أن تشيرا لترامب أو إيران.

وكان النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري قد قال قبل أيام من تصريحات روحاني إن أي دولة تحاول انتزاع حصة بسوق النفط من إيران "ترتكب خيانة وستدفع ثمنها".

وفي رسالة تأييد لتهديدات روحاني، وصف قائد فيلق القدس بالحرس الثوري اللواء قاسم سليماني موقف الرئيس بـ "السليم" وأنه "جاء في وقته المناسب وأنه يعبر عن المصالح العليا للنظام" في البلاد.

وأعلن سليماني وقوف الحرس الثوري بقوة خلف مواقف روحاني "المواجِهة لأميركا وإسرائيل وسياستهما في المنطقة" واعتبرها مدعاة للفخر.

وتابع "إنني أقبل يديكم لتصريحاتكم الحكيمة والصائبة هذه التي جاءت في وقتها المناسب، ونعلن الاستعداد لتقديم أي خدمة لمصلحة الجمهورية الإسلامية".

فقبل روحاني و اللواء سليماني كان إسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني كان قد قال إن "أي طرف يحاول انتزاع (حصة) إيران بسوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوما ما".

وبعد يوم من تصريحات الرئيس روحاني قفز الخام الأمريكي يوم الاربعاء 1.17 دولار أو 1.6% إلى 75.11 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2014، فيما ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 1.03 دولار ليصل إلى 78.33 دولار للبرميل.

ورغم أن الإدارة المركزية الأميركية قالت الخميس إن قوات البلاد البحرية مستعدة للدفاع عن حرية الملاحة والتدفق الحر لسير التجارة في المضيق، إلا أن خلق أزمة جديدة في المنطقة لن تكون لصالح المستهلكين الأمريكيين.

كبرى الوجهات التي تقصدها شحنات الخام بعد عبور المضيق هي الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وسنغافورة، وفي تقديرات الوكالة الدولية للطاقة إن 80% من نفط عام 2016 ذهب إلى آسيا. التهديدات بغلق المضيق أدت كالعادة إلى رفع أسعار النفط، فإن تحققت هذه التهديدات على أرض الواقع فالأرجح أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار قد يؤذي المستهلكين العاديين مثل السائقين الأميركان. الجميع سيتضرر (المصدرون، والمستوردون).

216