من طهران - الحج الايرانية: علاقاتنا لاتزال موجودة مع مسؤولي الحجّ في السعودية

الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:١٢ بتوقيت غرينتش

صرح ممثل الولي الفقيه في منظمة الحج والزيارة ورئيس بعثة الحج الإيرانية حجة الإسلام سيد علي قاضي عسكر أن ظروف الحج للحجاج الإيرانيين مقارنة بنظیراتها في العام الماضي باتت أفضل. حيث كانت الأجواء في السابق مشحونة ومتوتّرة جدّاً وذلك بسبب الأحداث التي تبلورت في السنوات السابقة.

واضاف قاضي عسكر ان موسم الحجّ عام 2017 سبّب في أن یحجّ الایرانیون في أوضاع أمنیة کاملة وبعزّة وشرف، کما أنّ التعاون الثنائي بلغ مداه وکان جیّداً. لذا، فأنّ تلك الأجواء الملتهبة قد ولّت هذا العام .

وفيما يلي نص المقبالة...

 

قاضي عسکر: بسم الله الرحمن الرحیم. أحیّیکم والمشاهدین الأعزّاء، وأتمنّی من الله أن یکونوا موفّقین وناجحین حیثما کانوا.

إجابة السؤال الأوّل:

ظروفنا مقارنة بنظیراتها في العام الماضي أفضل. وکما تعلمون قبل توجّه المواطنین لأداء فریضة الحجّ العام الماضي، کانت الأجواء مشحونة ومتوتّرة جدّاً وذلك بسبب الأحداث التي تبلورت في السنوات السابقة، وعلی الأخصّ عام 2015. الکثیر من الذین یدخلون علی الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي کانوا یطرحون هذا الموضوع والسؤال: لماذا یجب الذهاب إلی الحجّ مع وجود هذه الحوادث؟ ولکن موسم الحجّ عام 2017 سبّب في أن یحجّ الایرانیون في أوضاع أمنیة کاملة وبعزّة وشرف، کما أنّ التعاون الثنائي بلغ مداه وکان جیّداً. لذا، فأنّ تلك الأجواء الملتهبة قد ولّت هذا العام . بدأنا ببرامجنا في الوقت المناسب، کنّا من أوائل الوفود التي أغلقت ملفّ برنامج الحجّ لهذا العام مع وزیر الحج في السعودیة. کما أنّ إتّفاقیتنا هي کإتّفاقیة العام الماضي التي نصّت علی أنّ یقوم البلد المضیف بالحفاظ علی کرامة وعزّة وأمن الحجّاج الایرانیین، وبعد أن تمّ التوقیع علی الإتّفاقیة بدأ أصدقاؤنا بالتحرّك لإستئجار المنازل والتنسیق في مجال التغذیة والمؤن وغیرها من الأمور اللوجستیة، وکلّ هذه الأمور تبلورت في الوقت المحدّد لها. والآن، وأنا أتحدّث إلیکم، فأنّ الأرضیة قد تهیّأت لاداء فریضة الحجّ ، وإن شاء الله أوّل مجموعة من مواطنینا ستغادر البلاد بتاریخ السابع والعشرین من تیر، الموافق للثامن عشر من تمّوز/ یولیو الحالي متوجّهة إلی الأراضي السعودیة.

 

إجابة السؤال الثاني:

بالطبع، وکما یعلم الجمیع، للأسف فأنّ العلاقات السیاسیة بین البلدین غیر عادیة، ونحن نشهد توتّرات کثیرة علی مختلف الأصعدة بینهما، لکن ما قمنا بتنسیقه مع وزارة الحجّ السعودیة یتمثّل في قیامهم بفصل قطاع الحجّ عن العلاقات السیاسیة بین الدولتین. قبل مسؤولو الحجّ هناك بهذا الموضوع، وعلی الرغم من عدم وجود سفارة وقنصلیة لنا هناك، إلا أنّ علاقاتنا وصلاتنا لاتزال موجودة مع مسؤولي الحجّ. بالطبع، وفقاً لما تمّ التوقیع علیه في الإتّفاقیة المذکورة بین الجانبین، سوف یرافقنا إلی الحجّ عشرة من موظّفي وزارة الخارجیة حیث سیقومون بمهامّ سفارتنا وقنصلیتنا إن شاء الله.

 

إجابة السؤال الثالث :

وفقاً للإتّفاقیة الموقّعة، فأنّ هؤلاء الموظّفین الآنفي الذکر سوف یبقون علی الأراضي السعودیة من أوّل شوّال وحتّی نهایة أعمال الحجّ، لکن قبل فترة کانت الدولتان قد إتّفقتا علی حضور وفود من طرفهما لدراسة أوضاع السفارتین والمشکلات الموجودة حالیاً، وقد وقّعت ایران علی تلك الإتّفاقیة، کما تمّ إعلام الطرف الآخر بصدور تأشیرات الدخول ولیست هناك أيّ مشکلة في هذا الصدد، لکن للأسف لم تقم الحکومة السعودیة بالعمل بالمثل ولم یحضر وفدهم إلی ایران. نحن نأمل بأن تبدأ هذه الصلات والعلاقات ونستطیع نحن علی ضوء دیبلوماسیة الحجّ بفتح طریق العلاقات الحسنة بین البلدین.

 

إجابة السؤال :

ما أسلفته لکم حتّی الآن یختصّ فقط بعلاقتنا مع وزارة الحجّ السعودیة، ولیست لنا علاقات مع الوزارات الأخری هناك. من الطبیعي أن یتبلور هذا الأمر عن طریق المسؤولین في البلدین، لکن في مجال عملنا فأنّ هذا الموضوع قد حِلّ، والأعزّاء الذین سیرافقوننا من وزارة الخارجیة سوف یثومون باداء مسؤولیاتهم في ذاك الإطار، ولا شأن لهم بالعلاقات بین البلدین.

 

إجابة السؤال الخامس :

ما أشعر به هو إن شاء الله ستکون ظروفنا أفضل من نظیراتها في موسم الحجّ المنصرم، والسبب أنّ الحکومة السعودیة، وکما أعلنت علی لسان مسؤولیها عدّة مرّات، مسؤولة عن تقدیم الخدمات للحجیج وتوفیر الأمن والأمان لهم، وتهیئة الأرضیة المناسبة لاداء مناسك الحجّ بطریقة مثالیة. حسناً، من الطبیعي أنّنا حینما نتشرّف بالوصول إلی الحرمین الشریفین، یتمثّل هدفنا في اداء أعمال الحجّ بطریقة مثالیة، وکما تفضّل الإمام (ره) بالقول: الحجّ هو حجّ إبراهیمي. لذا، فنحن لم ولن نسعی علی الإطلاق لطرح مواضیع تبعث علی الفرقة والشقاق. وقد قلتُ أنا شخصیاً مراراً وتکراراً، أنّ أمن الحرمین الشریفین مهمّ جدّاً لنا، ونحن نطالب بمثل هذا الأمر. یجب أن یستمرّ هذا التفاهم المتباىل. ما أشعر به شخصیاً هو أنّ الجانب السعودي قد توصّل إلی هذه الحقیقة أیضاً، وهي أنّ هدفنا في الحجّ یتمثّل في الوحدة واداء مناسك الحجّ والإستفادة المعنویة والتحوّل الأخلاقي والروحاني، ونحن لدینا هذا الموضوع في شعار العام. هذه السنة، شعارنا في الحجّ هو التطوّر الروحاني والأخلاقي والنهج الدیني في الحیاة والعزّة والعظمة الإسلامیة. ثلاثة محاور مهمّة، فحینما یتوجّه الفرد إلی هناك لاداء مناسك الحجّ، أول هدف له یتمثّل في التحوّل من وجهة نظر روحانیة وأخلاقیة، وأن یحتذي بأخلاق الرسول (ص)، وبعد أن یعود إلی الوطن یصبح مختلفاً عن ماضیه، ونهج الحیاة الدینیة هو کما ورد في القرآن الکریم:

"لقد کان لکم في رسول الله أسوة حسنة". صدق الله العلي العظیم.

أن یتعلّم الحاجّ الحیاة الدینیة من الرسول (ص) ویطبّقها في حیاته. بینما المحور الثالث هو العزّة والعظمة الإسلامیة اللتین نطالب بهما. کنّا دائماً ولانزال نطالب بهما ، کنّا نطالب بأن یضع المسلمون، من الشعوب والدول، أیدیهم بأیدي البعض وأن یتّحدوا وأن یستفیدوا من مقدّراتهم المادّیة والمعنویة، کي یتحقّق شعار الإسلام الدائم "الإسلام یعلو ولایُعلی علیه".

 

إجابة السؤال السادس :

لقد أجبتُ علی هذا الموضوع مراراً وتکراراً، وهو أنّنا لانستطیع فصل الحجّ عن السیاسة، هذا ماأخبرنا به الباري عزّ وجلّ في محکم کتابه الکریم:

"وأذّن في الناس بالحجّ یأتوك رجالاً وعلی کلّ ضامر یأتین من کلّ فجّ عمیق لیشهدوا منافع لهم". صدق الله العلي العظیم.

هذه الآیة الکریمة تعني أنّ السیاسة مدموجة بالحجّ. إذا کانت هناك فوائد في الحجّ، کما هو مذکور في روایاتنا، فهناك فوائد أخرویة أیضاً، من الطبیعي أنّها تتأتّی من السیاسة، فالسیاسة هي عبارة عن تنظیم شؤون الناس والمجتمعات الإسلامیة، مانقوله نحن هو إمکانیة الإستفادة من الحجّ في مصلحة وحدة الأمّة الإسلامیة، کما یمکن الإستفادة من الحجّ في إقامة سوق إسلامیة مشترکة بهدف توسعة فرص العمل وإزدهار الإقتصاد في المجتمعات الإسلامیة. نحن نقول بإمکانیة الإستفادة من الحجّ لرفع الخلافات، بمعنی حیثما توجد خلافات، وکما ذکر القرآن الکریم: "فأصلحوا بینهما"، یمکننا جمع العلماء والمفکّرین والمثقّفین والشخصیات المقبولة في العالم الإسلامي مرّة في السنة في الحجّ کي یضعوا حدّاً للخلافات ویواجهوا الفقر والحرمان المنتشریْن في بعض الدول، وکما تشاهدون الآن هذا الموضوع یتبلور في الإتّحاد الأوروبي، حینما تواجه الیونان مشکلة وکذلك ایطالیا تتقدّم الدول الأخری وتضع رأ سمال من میزانیاتها لمساعدة الدول المحتاجة أو المتضرّرة، والهدف هو عدم إنهیار هذا الإتّحاد. نحننعتقد بأنّ الحجّ یتضمّن مثل هذه الأجواء وبإمکاننا الإستفادة منها، ولو قبلنا بهذا فأنّ هذا الأمر یعني أنّه یجب أن نری الحجّ مدموج بالسیاسة. لکن إذا ما قالوا لنا أنّکم تریدون الإستفادة السیاسیة من موسم الحجّ، کلا، نحن لن نقبل بهذا الأمر لأنّنا نحن نوصي حجیجنا بشدّة ألا یطرحوا المواضیع التي تسبّب الفرقة والشقاق بین المسلمین في موسوم الحجّ. کان الإمام (ره) یوصي الحجّاج، وکذلك قائد الثورة الإسلامیة لایزال یوصي، بمشارکة الإخوان السنّة في صلواتهم سواء في المسجد الحرام أو مسجد النبي (ص) وحتّی في المساجد الأخری في المناطق. کنّا ولانزال نسعی للمصاحبة والإستفادة الروحانیة والأخوّة الدینیة. لهذا نحن لانقبل بمثل هذا الکلام، نحن لسنا بصدد الإستفادة السیاسیة من موسم الحجّ علی الإطلاق.

إجابة السؤال السابع :

فیما یخصّ موضوع البراءة، کما أشرتم في السؤال، فأنّ هذا الموضوع قرآني. لدینا آیات متعدّدة في سور القرآن الکریم، من ضمنها سورة التوبة، أو البراءة، والتي تطرح هذا المبدأ بصفته مبدءً قرآنیاً، حیث کان الرسول (ص) والأنبیاء السابقین له (ع) یعلنون البراءة من المجرمین والظالمین. حسناً، هذا طبیعي، فالمراسیم تتمیّز ببعدها الدیني، وکما کان یقول الإمام (ره) أيّ حجّ من دون البراءة لیس بحج، لهذا السبب فأنّ الحجّ مدموج بالبراءة. بشکل مطلق، فأنّ البراءة قد طُبّقت في الحجّ، ففي زمن رسول الله (ص) أمر أمیر المؤمنین (ع) بتنفیذ هذا الأمر بالقرب من الکعبة وفي صحراء منی. لذا، فأنّنا لانری في البراءة بصفتها مصلحة سیاسیة أو إستثمار سیاسي لنا، بل هي أصل دیني وإشمئزاز وتذمّر من الظلمة في جمیع أنحاء العالم، لذا فأنّ هذا الموضوع دیني مهمّ بالنسبة لنا. "ولاترکنوا إلی الذین ظلموا فتمسّکم النار". صدق الله العلي العظیم.

حسناً، انظروا الآن في أمریکا مثلاً، الآلاف من اللاجئین ، تمّ فصل أبنائهم القُصّر منهم ونقلوهم إلی مکان آخر، مهما بکوا وذرفوا الدموع وصرخوا لایوجد أحد یهتمّ بهم، ألیس هذا بظلم؟ ألیس من المفترض منّا أن نبدي ردّة فعل لهؤلاء؟ أو في فلسطین مثلاً، حیث یقوم المعتدون والمحتلّون بقتل وإصابة أعداد من الشعب الفلسطیني وتدمیر المنازل خلال مسیرات العودة التي یقیمها هذا الشعب المظلوم، ألیست هذه الصرخة للمظلومین في فلسطین هي نفسها البراءة الدینیة، کي نأتي ونعلن البراءة من محتلّي القدس؟ فالبراءة لها مفهوم دیني. نحن لانعتبر هذا الموقف مصلحة سیاسیة من موسم الحجّ.

 

إجابة السؤال الثامن :

للأسف خلال السنوات التي شهدت توتّراً في العلاقات بین البلدین، تأخّرنا عن تحقیق هذا الهدف إلی حدّ ما. ففي السابق حینما کنتُ ألتقي ببعض المسؤولین السعودیین، کنتُ أطرح هذا الموضوع علی بساط البحث وأقول إلی متی یجب أن نشغل أذهاننا بهذه المواضیع؟ حسناً، فلیحضر علماؤکم ویجلسوا مع علمائنا ویتبادلوا الحدیث ووجهات النظر بالمنطق. فالحوارات العلمیة لیست بتلك الحوارات التي تُحلّ من خلال النزاع والمعارك وتبادل التهم، علیهم أن یجلسوا سویّاً ، والقرآن الکریم قد أوضح لنا الطریق.

"فبشِر عباد الذین یستمعون القول فیتّبعون أحسنه". صدق الله العلي العظیم.

بکلمات أخری، أن یجلس العلماء من الطرفین سویّة ویطرحوا وجهات نظرهم بالمنطق والإستدلال، علی کلّ توجد خلفیة قویّة لأيّ موضوع.

دأبتُ علی القول في رابطة العالم الإسلامي لبعض السادة أنّکم کنتم تتّهموننا بصورة منتظمة ولمدّة سنوات في موضوع حرف آیات القرآن الکریم، في حال أنّکم ترون لدینا إذاعة القرآن الکریم علی مدار الساعة، وکلّ هذه النسخ المطبوعة من المصحف الشریف ، حسناً کانت هذه کذبة من الماضي لذا یجب مسحها من الأذهان. الکثیر من هذه الأمور مصدرها تخیّلات وأوهام، ویبدو واضحاً أنّ العدو هو الذي یزرع بذور الفرقة والشقاق. من الأفضل لنا أن نجتمع علی مستویین، الأوّل مستوی العلماء ومستوی الشخصیات العلمیة والجامعیة، والآخر علی مستوی البعد السیاسي، علی أیّة حال لایجب لهذه المواضیع السیاسیة أن تستمرّ، في قضیّة الأوس والخزرج کما تعلمون إستمرّ القتال بین القبیلتین لمدّة مائة وعشرین عاماً، إلی أن حضر النبي (ص) وأقام السلام بینهما. علی الجمیع أن یجلسوا سویّاً في یومٍ ما ویصلوا إلی إتّفاق في مجال المواضیع السیاسیة.

 

إجابة السؤال التاسع :

نحن نشعر أنّ الأنشطة العمرانیة قد توقّفت وأنّ مشروع توسعة الحرم کما کان یحدث في الماضي ومشاریع البناء حول الحرم أصابها الرکود نوعاً ما بسبب المشاکل والصعوبات الإقتصادیة التي یعانون منها في تلك البلاد. حسناً، کلّ هذه الأمور دفعتنا إلی عدم إبقاء مواطنینا في المدینة المنوّرة لفترة تطول عن الستّة أیّام، في حال أنّنا في الماضي کنّا نبقیهم لمدّة ثمانیة أیّام. تقوم السلطات بتشیید ضاحیة بالقرب من المدینة المنوّرة لکنّ العمل الجاري فیها بطئ أیضاً. من الطبیعي علی المسؤولین إنهاء العمل في هذه الضاحیة إذا کانوا ینوون جذب أکبر عدد من الحجّاج، ومن ضمنهم حجّاجنا،خاصّة بعد أن إنتهی العمل في توسعة المسجد الحرام. منذ سنوات والمواطنین ینتظرون دورهم للتشرّف بالحجّ، لکنّنا في هذا العام سوف نرسل خمسة وثمانین ألف ومائتي مواطن إن شاء الله. أمّا في الغد فسوف یُطرح موضوع العمرة، نحن قمنا في السنوات الأخیرة بإرسال سبعمائة وخمسین ألف شخص لاداء العمرة ، من الطبیعي إذا کان من المفترض أن یحدث هذا الأمر مرّة أخری یجب علیهم الأخذ بمشروع التطویر والتوسعة علی محمل الجدّ. إنّه لأمر طبیعي حینما ترید دولة ما من جذب المزید من السائحین أو الزوّار، علیها أن توفّر الإمکانیات اللازمة وتقضي علی النواقص والعیوب الموجودة، حسناً بعض هذه النواقص تمّ حلّها، علی سبیل المثال موضوع تأشیرات الدخول، نحن نحصل هنا علی تأشیرات الدخول عن طریق شبکة الإنترنت، لذا فأنّ المشکلات السابقة قد إنتهت ولاوجود لها، وبالنسبة للمواضیع الأخری نأمل إن شاء الله أن تُرفع هذه النواقص بالتدریج عن طریق المحادثات والحوارات.

 

إجابة السؤال العاشر :

طُرح هذا الموضوع العام الماضي، لکنّنا لم نلمس أيّ دلیل أو أثر من أنّ مراقبة الحجیج قد أُعطیت لتلك الشرکات. کنتُ ضیفاً علیکم العام الماضي أیضاً، وقد طُرح موضوع "الأساور الالکترونیة" حیث قام البعض بنشر إشاعة تقول أنّ هذا الأمر یتبلور هناك بالتعاون مع الشرکات الصهیونیة، لکن لأنّنا قمنا بتصمیم هذه الأساور في البلاد لم نواجه أيّ مشکلة في هذا الصدد، ونأمل أن تصل مثل هذه الأمور إلی نقطة مثالیة، وأن تُوضّح للجمیع ویُخبر الرأي العام بها، کي نتمکّن من اداء مناسك الحجّ في أمن وأمان وبالتعاون والتنسیق بین البلدین.

 

إجابة السؤال الحادي عشر :

لحسن الحظّ، لأنّنا قمنا بشراء العملات الصعبة في أواخر العام الهجري الشمسي الماضي من المصرف المرکزي، فهذا التقلّب في الأسعار لم یمسّ المواطنین الذین سیتشرّفون بالذهاب إلی الحجّ، ووفقاً للوعود التي قطعناها وبالنظر إلی التوفیر الذي حصل في العام الماضي، فأنّ أسعارنا لم تشهد قفزة کبیرة. حسناً، هناك فارق بین سعر صرف الدولار العام الماضي وهذا العام، کن لم یکن الفارق کبیراً بسبب قیامنا بشراء العملات الصعبة، لذا لن یکون هناك إختلاف کبیر في أسعارنا لهذا العام وأسعار العام الماضي. کانت لدینا مشکلة تتمثّل في تحویل العملات الصعبة إلی السعودیة عن طریق المصرف ، بسبب عطلة عید الفطر السعید، ولحسن الحظّ فأنّ عملیة هذا التحویل دخلت مرحلة التنفیذ منذ أیّام، أنا شخصیاً أتوقّع عدم حدوث أيّ مشکلة أخری. فیما یخصّ رحلات الطیران، طبقاً للإتّفاقیة الموقّعة في هذا الصدد، فأنّ الخطوط الجوّیة للجمهوریة الإسلامیة في ایران سوف تقوم بنقل نصف المواطنین إلی الحجّ، بینما تقوم الخطوط السعودیة بنقل النصف المتبقّي.

 

إجابة السؤال الثاني عشر :

لاحظ معي، قسم منه یتعلّق بنا، إفترض مثلاً موضوع الأضاحي، أو موضوع المواصلات والإنتقال في مکّة، أو الذهاب من المدینة المنوّرة إلی مکّة المکرّمة أو العکس، نحن وضعنا هذه التکالیف في أسعار الحجّ. لذا، فأنّ الحاجّ لن یدفع مقابل تلك الخدمات ولیست هناك مشکلة في هذا السیاق. کما أنّ الوجبات الغذائیة مسؤولیة منظّمة الحجّ والزیارة وفقاً للمعتاد. لذا، فأنّ الحجّاج سیحصلون علی رزمة متکاملة من الخدمات، ومن هذا الباب لایواجه الحاجّ أيّ مشکلة. أمّا ما یشتریه هناك فالأمر یعتمد علی کمّیة العملة الصعبة التي بحوزته. لکن، وفقاً للشعار الذي طرحه قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله بدایة هذا العام الهجري الشمسي، والمتمثّل في دعم ومساندة البضائع والمنتجات الایرانیة، والإهتمام أکثر بالإزدهار الإقتصادي وتوفیر فرص عمل أکثر، نحن نأمل هذا العام أن یقوم حجّاجنا بالشراء من داخل البلاد أکثر من هناك، وأن یستفیدوا من الجانب الروحاني خلال مدّة شهر من الزمان أو أکثر بقلیل، وحقّاً أنّه لخسارة أن یفقد الحجّاج هذه الفرصة التي لن تتکرّر لهم سوی مرّة واحدة في العمر ویقضوا جلّ وقتهم في الأسواق. هذا العمل لایلیق بالحاجّ الایراني. بالطبع، نحن لانتدخّل في الشؤون الشخصیة للأفراد، فقد أعلنّا دائماً أنّ إحضار الهدایا عمل مستحبّ، لربّما یرید أحدهم شراء هدایا لأقاربه لایمکننا في الأساس أن نقول له إفعل أو لاتفعل! لیس هذا في مکانتنا ومنزلتنا کما أنّه لیس في منزلة الحاجّ الایراني علی الإطلاق. ولکن یبدو وبالنظر إلی شعار هذا العام، فأنّ الحجّاج سوف یضعون شعار قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله نصب أعینهم وبصورة جدّیة.

 

إجابة السؤال الثالث عشر :

أقمنا إجتماعات جیّدة ومثمرة هنا تخصّ هذا المجال. حالیاً، الشرکات التي یشتري منها المواطنون عن طریق شبکة الإنترنت أبدت إستعدادها، وخلال الأیّام القلیلة المنصرمة تمّ إعلام الأفراد الذین سیذهبون لاداء مناسك الحجّ بإمکانیة مشاهدة البضائع علی الموقع ومعرفة الأسعار ومقارنتها مع أماکن أخری ومن ثمّ القیام بعملیة الشراء عن طریق شبکة الإنترنت وإستلامها بعد ثلاثة أو أربعة أیّام في منازلهم. هذا العمل بسیط وسلس وجیّد، ویطبّق في العالم أیضاً، وقد إنتشرت عملیات الشراء عن طریق الإنترنت في العالم بشکل کبیر وواسع. أنا شخصیاً أعتقد أنّ هذه التجربة جیّدة ولو أراد الحاجّ أن یشتري من هناك بإمکانه مشاهدة البضاعة علی الموقع ویقارن الأسعار وإذا لاحظ أنّ الأسعار هنا أنسب له، بإمکانه القیام بعملیة الشراء هنا في البلاد.

 

 

 

إجابة السؤال الرابع عشر :

توصیتنا الأساسیة والرئیسة واضحة جدّاً، من یرید التشرّف بالحجّ علیه أن یتمتّع بثلاثة إستعدادات. الأوّل یتمثّل في الإستعداد البدني، کما تعلم فأنّ الکثیرین من الأفراد لم یعتادوا علی التنقّل من هنا إلی هناك علی أقدامهم بل یستخدمون وسائط النقل الخاصّة بهم، علیهم أن یبدأوا من الآن، کي یتمکّنوا من التنقّل من عرفات إلی المشعر الحرام ومن المشعر الحرام إلی منی مثلاً، أو السعي بین الصفا والمروة، کي لایتعرّضوا إلی أيّ مشکلة. أمّا الإستعداد الثاني فیتمثّل في الإستعداد العلمي الذي یحتاجه الحجّاج، کما أسلفتُ لکم، فأنّ هؤلاء الأفراد یتشرّفون بالحجّ مرّة واحدة طوال حیاتهم، وهناك، أي في مکّة المکرّمة والمدینة المنوّرة، نشوء ونموّ وتقدّم الإسلام، توجد أشیاء کثیرة هناك یجب علی الحجّاج الإنتباه والإهتمام بها. کما لدینا مواضیع کالأحکام العامّة والمناسك وآداب السفر والإختلاط بالآخرین وتاریخ الإسلام والتعرّف علی المذاهب الإسلامیة وعشرات الأمور الأخری، یجب علی الأفراد الذین سوف یتشرّفون بالذهاب إلی الحجّ قراءة المواضیع الآنفة الذکر والحصول علی المعلومات الضروریة، لدینا کتب جیّدة مطبوعة وضعناها علی موقع منظّمة الحجّ والزیارة، بإمکان الأفراد الدخول إلی الموقع والإستفادة منها. أمّا الإستعداد الثالث فهو الإستعداد الروحاني، علی أیّة حال فهم مضطرّون لاداء صلاة اللیل في مسجد النبي (ص) أو المسجد الحرام، کذلك المساهمة في اداء صلاة الجماعة وتلاوة القرآن الکریم بإستمرار، ربّما جزء في الیوم أو جزئین أو أکثر حتّی. کما أنّهم ملزمون بقراءة الأدعیة ذات المضامین العالیة کدعاء عرفة للإمام الحسین (ع) والمتضمّن لمضامین عرفانیة عالیة جدّاً. توصیتنا نحن بشأن هذه الإستعدادات الثلاثة، البدني والعلمي والروحاني، إذا کان الحاجّ متزوّداً بهذه الإستعدادات الثلاثة، یبدو کالظمآن الذي یصل إلی میاه عذبة، کم یستمتع بشرب هذا الماء العذب، وهناك أیضاً یصدق علیه هذا الکلام، بإمکان الفرد أن یحصل علی الکثیر من الفوائد من حضوره في الحرمین الشریفین بسبب الأجواء الروحانیة الموجودة فیهما إضافة إلی وجوده بجوار أفراد من الأمّة الإسلامیة.

 

الضیوف:

ممثل الولي الفقيه في منظمة الحج والزيارة ورئيس بعثة الحج الإيرانية حجة الإسلام سيد علي قاضي عسكر