القارة العجوز  تفشل في احتواء أزمة المهاجرين.. والسبب؟

القارة العجوز  تفشل في احتواء أزمة المهاجرين.. والسبب؟
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

تشهد أوروبا أخطر موجات الهجرة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي كان سببها في المقام الأول عدد من الصراعات المسلحة والمشاكل الاقتصادية في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط.

العالم - أوروبا

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة، في إحصاء سابق، أن أكثر من 3 آلاف مهاجر اختفوا في عرض البحر الأبيض المتوسط، منذ بداية عام 2018، فيما وصل نحو 171 ألف مهاجر عن طريق البحر إلى أوروبا، ثلاثة أرباعهم في إيطاليا حوالي 119 ألف شخص، بينما تشير التقديرات إلى أن عدد المهاجرين التقريبي في ليبيا يتراوح بين 700 ألف إلى مليون شخص.

وضعت كارثة غرق المئات من المهاجرين غير الشرعيين، في أوسع موجة هجرة بشرية عبر التاريخ، الدول الأوروبية في موقف محرج أمام العالم، بعد أن فشلت مرارا في احتواء هذه الأزمة، بما جلعها تتفاقم في ظلّ غياب توافق كامل حول سياسات معالجة هذا الملف المزمن والقديم بما يضع حدا لجحافل مراكب الموت العابرة للمتوسط.

بسبب المهاجرين.. روما تريد إغلاق موانئها أمام سفن إوروبا

قال وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، إن إيطاليا ترغب في إغلاق موانئها أمام السفن الدولية عندما يكون على متنها مهاجرون أنقذوا قبالة سواحل ليبيا.

وقال سالفيني على تويتر "الخميس سأطلب خلال الاجتماع الأوروبي في انسبروك إغلاق موانئ إيطالية أمام سفن المهمات الدولية"، في إشارة إلى اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين في النمسا.

وأضاف "للأسف الحكومات الإيطالية خلال السنوات الخمس الأخيرة وقعت اتفاقات لتنقل كل هذه السفن مهاجريها إلى إيطاليا".

 وهناك عدة دوريات في المتوسط، ولم يوضح سالفيني أي سفن معنية. وأبرزها هي عملية صوفيا للتصدي لمهربي البشر التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في 2015 ووضعت تحت قيادة إيطالية ومقرها العام في روما.

وهناك، أيضا، عملية تريتون التي أطلقتها في 2014 الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي فرونتكس. وتشارك سفن تابعة لحلف شمال الأطلسي أيضا في هذه العملية.

ووضعت الحكومة الإيطالية الجديدة سياسة ترمي إلى وقف تماما وصول المهاجرين إلى سواحلها.

ومنع سالفيني، وهو أيضا زعيم الرابطة (يمين متطرف)، السفن التي تستأجرها منظمات غير حكومية من الدخول إلى موانئ إيطالية.

 ومنذ الأول من كانون الثاني/يناير وصل 16687 شخصا إلى السواحل الإيطالية بينهم 11 ألفا من ليبيا، أي أقل ب80% من العام الماضي خلال الفترة نفسها بحسب أرقام نشرتها الخميس وزارة الداخلية.

إيطاليا تغلق الموانئ بوجه سفينتين للمهاجرين... ومنظمة حقوقية تتهم وزير الداخلية بـ"الفاشية"

أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، أن موانئ البلاد لن تكون متاحة أمام سفينتين أخرتين لمنظمات غير حكومية معنية بإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط.

وكتب سالفيني في "فيسبوك": "في حين أن السفينة "أكوريوس" تتجه نحو إسبانيا (من المقرر وصولها صباح الأحد)، وصلت سفينتان أخرتان للمنظمات غير الحكومية تحت العلم الهولندي إلى ساحل ليبيا تحسبًا لدفعة جديدة من الأشخاص الذين تخلى عنهم مهربون غير شرعيين".

إيطاليا ترفض استقبال سفينة مهاجرين وترسلها إلى مالطا... والأخيرة ترفض

قالت الحكومة الإيطالية: إن إيطاليا سترفض السماح لسفينة تابعة لمنظمة إنسانية تقل أكثر من 600 مهاجر بالرسو في أي من موانئها، وطلبت من جزيرة مالطا فتح أبوابها أمام السفينة.

وبحسب "رويترز"، قالت مالطا إنه لا علاقة لها بعملية الإنقاذ، مما يثير احتمال نشوب مواجهة دبلوماسية بين الحليفين العضوين بالاتحاد الأوروبي.

تأتي هذه الخطوة التي اتخذها وزير الداخلية الإيطالي الجديد ماتيو سالفيني، الذي يرأس أيضا حزب الرابطة المنتمي لأقصى اليمين، في إطار جهوده الرامية لتنفيذ وعوده الانتخابية بوقف تدفق المهاجرين على البلاد.

وقال سالفيني في صفحته على فيسبوك "مالطا لا تقبل أحدا. فرنسا ترد الناس على أعقابهم عند الحدود. إسبانيا تدافع عن حدودها بالسلاح، من الآن فصاعدا ستبدأ إيطاليا أيضا رفض تهريب البشر وتقول لا لأعمال الهجرة غير المشروعة".

ووصل أكثر من 600 ألف مهاجر إلى إيطاليا بالقوارب من أفريقيا خلال السنوات الخمس الماضية. ورغم هبوط هذه الأرقام بشدة في الأشهر القليلة الماضية إلا أن عمليات الإنقاذ زادت في الآونة الأخيرة مما يمثل أول اختبار لسالفيني كوزير للداخلية.

وقال سالفيني "هدفي هو توفير حياة آمنة لهؤلاء الشبان في أفريقيا ولأطفالنا في إيطاليا" واستخدم الوزير وسم (هاشتاغ) يقول "سنغلق الموانئ".

تحذيرات من تحول إسبانيا نقطة وصول جديدة للمهاجرين

و بدوره، حذّر مدير الوكالة المكلفة بمراقبة حدود الاتحاد الأوروبي، من أن طريق المتوسط الغربي من المغرب إلى إسبانيا قد يصبح الطريق الرئيسي المقبل للاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا.

وقال فابريس ليجيري، مدير وكالة «فرونتكس»، لصحيفة «فيلت إم سونتاغ»: «إذا سألتني ما هو أكبر مخاوفي الحالية، سأقول إسبانيا». وتشير بيانات منظمة الهجرة الدولية إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا بلغ 6513 مهاجرا في الأشهر الستة الأولى لعام الجاري، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

في المقابل، قال ليجيري إن 6 آلاف مهاجر غير قانوني وصلوا إلى إسبانيا في يونيو (حزيران) الماضي فقط.

وتابع: «إذا واصلت الأرقام الارتفاع كما هي الآن، سيصبح هذا الطريق هو الأكبر». وسجلت اليونان وإيطاليا حتى الآن أكبر عدد من المهاجرين العابرين للمتوسط في طريقهم للاتحاد الأوروبي.

هذا وتسعى الدول الاوربية التي تواجه انتقادات شديدة بسبب عدم تعاملها الجدي مع مشكلة المهاجرين غير الشرعيين، التي اصبحت من اهم المشكلات الدولية، بسبب القوانين الصارمة وازدياد المخاطر والانتهاكات التي يعرض لها الكثير من المهاجرين ممن دفعتم الحاجة والظروف الامنية السيئة الى ترك اوطانهم، الى ايجاد خطط واجراءات جديدة من اجل حل هذه المشكلة او الحد منها.

وعلى الرغم من أن أعداد المهاجرين تراجعت كثيرا عن عام 2016، إلا أن القضية لا تزال تمثل تحديا كبيرا لأوروبا التي تكافح من أجل مواجهة تدفق المهاجرين، وإفريقيا التي تخسر شبابها الذين يغامرون بحياتهم في عرض البحر ليصلوا إلى البلدان الأوروبية.

ويحاول القادة الأوروبيون تضييق الخناق على سفن الإنقاذ الخيرية في حين يسعى الاتحاد الأوروبي التصدي لتدفق المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى القارة الأوروبية.

واتهم عدد من القادة الأوروبيين سفن المنظمات الإنسانية بمساعدة المهربين على الاتجار بالبشر، وطالبوا بأن يتولى خفر السواحل الليبي أمر تنسيق عمليات الإنقاذ وإعادة المهاجرين إلى ليبيا.