بريطانيا.. خلافات على البريكسيت تجبر بوريس جونسون على الاستقالة

بريطانيا.. خلافات على البريكسيت تجبر بوريس جونسون على الاستقالة
الإثنين ٠٩ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

بعد بضعة ساعات قليلة من استقالة وزير البريكسيت البريطاني دافيد دافيس من حكومة تيريزا ماي، أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن استقالته هو أيضًا من الحكومة في ظل الخلافات بينهما وبين رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول مسار واستراتيجية الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي.

العالم - اوروبا

وأعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد ظهر الاثنين أن رئيسة الوزراء قبلت استقالة بوريس جونسون - وزير الخارجية البريطاني، وشكرت "الوزير على عمله المتفاني في هذا المنصب"، مؤكدة اعلان بديله في وقت قصير.

وتأتي استقالة الوزيرين رفيعي المستوى عقب يوم من موافقة المجلس الوزاري البريطاني على استراتيجية الخروج البريطانية من الاتحاد الأوروبي والتي عرضتها ماي على الحكومة.

وإثر قراره للاستقالة كان ديفيس قد عبر عن تشكيكه في المسار المتبع في المفاوضات للخروج من الاتحاد الأوروبي. وعقب ذلك أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية يوم الاثنين (الثاني من يوليو) تعيين دومينيك راب المشكك بالاتحاد الأوروبي خلفا لديفيس.

وتعتبر استقالة ديفيس ضربة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي كانت تأمل بإطلاق يدها في مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت لاحق أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية الاثنين (الثاني من يوليو) تعيين دومينيك راب المشكك بالاتحاد الأوروبي، وزيرا لبريكست في الحكومة خلفا لديفيس. وكان راب البالغ من العمر 44 عاما وزير دولة لشؤون الإسكان، بعد أن تولى منصب وزير دولة للشؤون القضائية في حكومة ماي.

وجاءت استقالة ديفيس بعد يومين من اجتماع بين ماي ووزرائها خلص إلى الإعلان عن اتفاق حول الرغبة في الحفاظ على علاقة تجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه. لكن ديفيس البالغ من العمر 69 عاما والمعروف بمواقفه المشككة في الاتحاد الأوروبي اعتبر في رسالة استقالته أن الطريق المتبع لن يوصل إلى ما صوت البريطانيون من أجله.

وأفاد ديفيس وهو أحد قدامى الحزب المحافظ "في أحسن الأحوال، سنكون في موقع ضعيف للتفاوض" مع بروكسل. مضيفا في رسالته التي نشرتها الحكومة "المصلحة الوطنية تتطلب وجود وزير لبريكسيت يؤمن بشدة بنهجكم، وليس مجرد جندي متردد".

واستقالة ديفيس تلتها أيضا بحسب وسائل إعلام بريطانية، استقالة وزيري الدولة لشؤون بريكست ستيف بايكر وسويلا برايفرمان.

ويذكر أن ديفيس عين في منصبه في تموز/يوليو 2016، وكان قد هدد مرارا بالاستقالة بسبب خلافات مع ماي، بحسب وسائل إعلام.

وقال النائب المحافظ بيتر بون إن ديفيس "فعل الصواب" من خلال الاستقالة، معتبرا أن مقترحات ماي حول بريكسيت "غير مقبولة".

ويتوقع أن تغادر بريطانيا رسميا الاتحاد الأوروبي في آذار/ مارس المقبل، وتخوض الحكومة بمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول شروط الخروج على أن تحافظ على حقوق المواطنين الأوروبيين في بريطانيا والبريطانيين في أوروبا، وترسم ملامح العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي عقب الخروج من الاتحاد الأوروبي، خصوصا وأن المملكة المتحدة كانت من اكبر وأبرز الدول المساهمة في الاتحاد والتي شكلت أحد اعمدته الأساسية. وتطمح ماي للتوصل الى اتفاق كهذا قبيل نهاية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

وفي الأسابيع الماضي حذر وزير الخارجية المستقيل بوريس جونسون في أكثر من مناسبة، من ما وصفه على أنه هزيمة بريطانيا في المفاوضات للخروج من الاتحاد الأوروبي – البريكسيت، معتبرا أن  المفاوضات الأخيرة "دخلت مرحلة أكثر شراسة مع بروكسل"، وحذر من أن هذه العملية التي لا رجوع عنها، "قد لا تكون بالشكل الذي نريده نحن".

وتابع: "عليكم القبول بواقع أن الأمر قد ينهار الآن، ولكن لا أريد أن يصاب أي شخص بالهلع" مطالبا رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالتحلي بشجاعة أكبر واتخاذ موقف حازم وأكثر صرامة وتشددا بمواجهة المفاوضين الأوروبيين.وأثارت تصريحات جونسون جدلًا في البلاد، وطالب سياسيون، بينهم  رئيسة الوزراء الاسكتلندية - نيكولا ستورجين، بإقالته على خلفيتها.

وصوّت البريطانيون بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في استفتاء جرى في 23 حزيران/ يونيو 2016، وفي آذار/ مارس الماضي أبلغت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الاتحاد الاوروبي رسميا بنية بلادها الخروج من الاتحاد لتبدأ مفاوضات تستمر عامين، مفاوضات كانت انطلقت في 19 حزيران/يونيو 2017.

ورغم آمال تيريزا ماي التي تولت رئاسة الحكومة خلفا لدافيد كاميرون بعد الاستفتاء المذكور، في تعزيز الأغلبية التي تتمتع بها في البرلمان، فشلت بذلك وخسرت من قوتها، لدرجة اضطرت للتحالف مع حزب ايرلندي متطرف لتشكل حكومة جديدة تقود عملية انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي - بريكسيت، متممة وعدها الانتخابي بالاستمرار بالعملية تلبية للمطالب الشعبية. ومع انضمام حزب الاتحاد الديمقراطي الايرلندي الشمالي الذي فاز بعشرة مقاعد، الى الحكومة برئاستها وأعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 318 من أصل (650 مقعدا) يعطيها هذا الدعم أكثرية ضئيلة لتمضي بعملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبعد ساعات من استقالة جونسون حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بروكسل من احتمال انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي "بصورة غير منظمة ودون اتفاق" إذا استمر نهج الاتحاد الأوروبي الحالي.

وقالت ماي إن الحكومة البريطانية وافقت على الإسراع بالاستعدادات للانسحاب من دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدة سعي لندن إلى شراكة اقتصادية مع بروكسل والحفاظ على التعاون معها حتى بعد الانسحاب.

كما أعلنت ماي أن الحكومة ستنشر يوم الخميس المقبل الوثيقة النهائية حول استراتيجية "بريكست".