بالفيديو .. مكان من العالم حيث تصبح جميع الآذان صماء

الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٠٢ بتوقيت غرينتش

قمعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حشدا من الفلسطينيين تصدوا لآليات عسكرية اقتحمت قرية "الخان الأحمر" البدوية شرقي مدينة القدس المحتلة، تمهيدا لهدمه. واعتدت قوة عسكرية بالضرب على العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء تم خلع حجابهن واعتقالهن كما ظهر في مقاطع مصورة وثقت عمليات القمع والاعتقال. كذلك تم الاعتداء على عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وزير شؤون القدس عدنان الحسيني.

العالم-فلسطين

وأصيب 35 فلسطينياً، واعتقل 10 آخرون الأربعاء ماقبل الماضي ، أثناء تفريق الجيش الإسرائيلي لعدد من الناشطين حاولوا التصدي لآليات عسكرية اقتحمت تجمع "الخان الأحمر" السكني شرقي القدس المحتلة، تمهيداً لهدمه

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، إن طواقمها، قدمت العلاج لـ 35 فلسطينياً، نقل أربعة منهم للعلاج في المستشفيات، أثناء تفريق الجيش لتجمع ناشطين في الخان الأحمر. وقال سكان محليون إن الجيش الإسرائيلي اعتقل عشرة ناشطين بينهم سيدة، خلال تفريق الحشد

وأدانت الحكومة الفلسطينية مهاجمة الجيش الاحتلال للتجمعين، وهدم عدد من المساكن والمنشآت الفلسطينية بهما. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن الاعتداء الإسرائيلي على التجمعين المذكورين "يعدّ استمراراً لتنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجتها إسرائيل منذ عام النكبة 1948".


وأضاف في بيان أن "ما تقترفه قوات الاحتلال ضد تجمعي أبو نوار والخان الأحمر يضاف إلى سلسلة الجرائم بحق الأرض والشعب الفلسطيني، وإلى الاعتداء على القانون الدولي الذي يحظر على السلطة القائمة بالاحتلال هدم ممتلكات المواطنين وتهجيرهم، والاعتداء على ممتلكاتهم سواء بالمصادرة أو بالتخريب والتدمير".


بدورها، اعتبرت حركة "حماس" على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "الهجمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد أهالي الخان الأحمر، امتداد لسياسة التطهير العنصري التي مارستها الحركة الصهيونية من قبل إقامة كيان الاحتلال". وأضافت الحركة أن هذه "سياسة مستمرة تكشف عنصرية المحتل وإرهابه".

حركة "الجهاد الإسلامي" بدورها قالت في بيان، إن "هدم الاحتلال الإسرائيلي منازل الفلسطينيين في الخان الأحمر، شرق القدس، عدوان جديد على شعبنا". وتابعت أن "هذا العدوان الجديد يأتي في سياق التوسع الاستيطاني في القدس وسائر فلسطين"

إسرائيل" تنوي هدم الخان الاحمر

ورغم الحياة القاسية لبدو "الخان الأحمر" من الفلسطينيين شرقي القدس، وعلى مشارف صحراء فلسطين، إلا أن سكان التجمع يواجهون مخططاً إسرائيليًا لترحيلهم إلى منطقة النويعمة قرب أريحا، في محاولة لتنفيذ المخطط الاستيطاني الكبير المعروف باسم E1 لربط مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس المحتلة وتوسيع حدود المدينة على حساب الفلسطينيين.

وتقطن في التجمع البدوي "وهو جزء من تجمعات بدوية كثيرة في المنطقة" 41 عائلة فلسطينية وفيها مدرسة اشتهرت كثيرًا باسم "مدرسة الإطارات" التي بناها الإيطاليون، ثم توسعت بدعم من الاتحاد الأوروبي، وفيها قرابة 180طالبا وطالبة وتخدم خمسة تجمعات بدوية قريبة من الخان الأحمر، حسب ما أكد أحد العاملين في المؤسسات الأجنبية الداعمة للتجمع الجديد في قضية تجمع "الخان الأحمر" البدوي هو زيارة ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية التابعة للاحتلال لبدو الخان وإبلاغهم بعروض للترحيل الى مناطق تجميع البدو الفلسطينيين في منطقة النويعمة ومناطق مجاورة لها في أريحا تمهيدا لقرار المحكمة النهائي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

لكن سخرية القدر أن تأتي زيارة الإدارة المدنية وتبليغ البدو بعروض الترحيل تزامنًا مع ذكرى توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في البيت الأبيض الأمريكي، وهو الاتفاق ذاته الذي لم تلتزم به إسرائيل وتواصل تهجير الفلسطينيين من أرضهم للاستيلاء على مزيد من الأرض وتوسيع الاستيطان وقتل حل الدولتين

وكان عشرات المواطنين وأهالي الخان الأحمر تصدوا لجرافات الهدم وساندهم دبلوماسيون أوروبيون من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وطلبوا إعادة النظر في هدم الحي الفلسطيني وإلا فإن أوروبا سترد حيث زاروا تجمع الخان الأحمر واطلعوا على الأوضاع فيه.

الاحتلال يواصل التجريف

هذا وأكد منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، مازن العزة، أن قوات الاحتلال تحاصر منطقة الخان الأحمر، شرقي القدس المحتلة، وتواصل عمليات التجريف داخله؛ تمهيدا لهدمه.

وأضاف العزة في تصريح صحفي مساء أمس الأربعاء، أن قوات الاحتلال تمنع طواقم وسيارات الإسعاف من الدخول إلى الخان الأحمر، وتسعى لحجب الحقيقة من خلال منع الصحفيين عن أداء عملهم وتوثيق جرائم جنود الاحتلال بحق أهالي المنطقة.

وأشار العزة إلى أن جرافات الاحتلال تواصل العمل داخل منطقة الخان، وتمنع المتضامنين من الوصول إلى المنطقة من الصباح و حتى المساء.

وفي وقتٍ سابقٍ، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن سلطات الاحتلال تنوي خلال الأيام القليلة المقبلة العودة لهدم تجمع "الخان الأحمر" شرقي مدينة القدس المحتلة؛ على الرغم من وجود أمر مؤقت من المحكمة العليا بمنع الهدم.

الخان الأحمر، تحت الحصار

محمود أبو دهوك المتحدث باسم أهالي قرية خان الأحمر قال إن هناك معركة مع الحكومة الإسرائيلية منذ مدة حول أراضي القرية لأنها رفضت إعطاء تصريح للأهالي ببناء المنازل وتحاول تهجير المواطنين وهدم البيوت والجيش الإسرائيلي يحاصر تجمع الخان الأحمر ويعتقل متضامنين عربا وأجانب وأشار أبو دهوك إلى أن "السكان صامدون، ما جعل إسرائيل تقوم بإطلاق الرصاص على الأهالي واعتقال 6 منهم ومن بينهم امرأة وفرضت حظر التجوال ومنعت المواطنين من الذهاب إلى مزارعهم وعندما حضر الدبلوماسيون الأوربيون لمساندة أهالي القرية تم منعهم من الدخول للتجمع.

وقال أبو دهوك إن أسباب إصدار المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا يجمد إجراءات الحكومة الاسرائيلية باستمرار الهدم في "خان الأحمر" لحين سماع الالتماس الذي تقدم به الأهالي جاء نتيجة الضغظ الدولي وحضور 7 قناصل أوروبيين، أن "هناك مؤشرا لعودة القوات الإسرائيلية مرة أخرى لأنهم مصرون على ترحيل المواطنين من المكان"، منوها بأنه توجد في الخان الأحمر مدرسة وحيدة ويستفيد منها باقي التجمعات وإسرائيل تريد هدمها أيضا ما يخلق مشكلة كبيرة للساكنين في القرية.

وأكد أبو دهوك أن هناك 54 عائلة وعدد أفرادها حوالي 185 فردا وهناك أمر عسكري بمصادرة الأراضي التي يقيمون عليها وقرار بمصادرة 10 دونمات بدعوى شق طرق عسكرية داخل تجمع مساحته حوالي 140 دونم.

وتابع المتحدث باسم أهالي القرية أنهم "جاهزون لتقديم الأوراق والمستندات لإصدار التراخيص ولكن إسرائيل ترفض ذلك". وقال إن هناك "التفاف جماهيري ومتابعة من القيادة الفلسطينية وكل القوى الفلسطينية التي تعرف أن فلسطين ككل مستهدفه".