تظاهرات أهالي محافظة البصرة.. أسباب وجذور

تظاهرات أهالي محافظة البصرة.. أسباب وجذور
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

فيما ينتظر الشارع العراقي انتهاء إعادة العد والفرز اليدوي للأصوات في الانتخابات البرلمانية لترى الحكومة الجديدة النور وتبدأ أعمالها، تتواصل الاحتجاجات في محافظة البصرة جنوب البلاد احتجاجا على نقص الخدمات والبطالة وأزمة السكن. حيث شارك اليوم الخميس المئات من أهالي قضاء شط العرب في محافظة البصرة في تظاهرة احتجاجية تضمنت قطع أحد الطرق المؤدية الى منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران.

العالم - العراق

وطالب المتظاهرون الحكومة بتحسين الخدمات ومعالجة ظاهرة البطالة وأزمة السكن، فضلا عن الاهتمام بمحافظتهم التي وصفوها بالمنكوبة من جراء تفاقم أزمة ملوحة وشح المياه وكثرة انقطاع التيار الكهربائي.

 وكان عشرات المتظاهرون اقتحموا مساء الأربعاء شركة نفط الجنوب بالبصرة بعد تخطي الحواجز الأمنية وسيطروا عليها بالكامل حسب شبكة روداو العراقية.

وتشهد مناطق مختلفة من البصرة منذ أيام احتجاجات شعبية غاضبة احتجاجاً على تردي الخدمات، تضمنت إغلاق طرق وحرق اطارات وترديد هتافات تطالب بـ"انصاف المحافظة"، وسط تزايد ارتفاع درجات الحرارة في المحافظة الجنوبية المعروفة بجوها الخانق صيفاً، بالإضافة إلى ذلك تشكو المحافظة ايضاً من ملوحة مياه الإسالة وتزايد في أعداد العاطلين عن العمل رغم انتشار شركات النفط في المحافظة.

وقد تصاعدت وتيرة الاحتجاجات بعد مقتل متظاهر شاب يوم الأحد الماضي وإصابة آخرين خلال تظاهرة خرجت في منطقة باهلة القريبة من حقل غرب القرنة النفطي شمالي البصرة.

وبعد مقتل متظاهر أثناء الاحتجاجات وجه الرئيس العراقي فؤاد معصوم السلطات الأمنية والقضائية بفتح تحقيق عاجل في مقتله وإصابة آخرين خلال تظاهرة في منطقة باهلة في محافظة البصرة جنوبي البلاد.

وأصدر معصوم بيانا، اكد فيه على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الكفيلة، ومحاسبة المسؤولين عن الحادث.

وكان شيخ عشيرة المنصوري في البصرة هدد بحضور المحافظ أسعد العيداني، بقطع النفط في المحافظة إذا لم تسلم السلطات الأمنية قاتل أحد المتظاهرين، حسبما أفاد به مقطع مصور تداوله نشطاء.

لكن الجيش العراقي قال في بيان له، إن "القتيل كان مسلحا ولم يكن له علاقة بالمحتجين، وكان ضمن مجموعة مسلحة حاولت عرقلة عمل شركات النفط".

وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مقطعا مصورا يظهر محاولة متظاهرين عراقيين السيطرة على أحد آبار النفط بمحافظة البصرة، احتجاجا على نقص الخدمات وقتل متظاهر قبل أيام.

وذكرت مواقع محلية أن العشرات شاركوا في تظاهرة قرب حقل غرب القرنة (1)، بالتزامن مع انطلاق تظاهرة ثانية قرب حقل غرب القرنة (2)، وذلك للمطالبة بتحسين الخدمات واستنكارا لمقتل متظاهر وإصابة آخرين خلال تظاهرة سابقة.

وتعليقا على الاحتجاجات في البصرة قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الخميس إن المواطن البصري لن يعرض امن محافظته للخطر، معتبرا اياه "احرص" عليها من غيره، فيما أشار الى وجود "عناصر مندسة" تريد الاساءة للمتظاهرين والقوات الأمنية.

وأضاف العبادي، "الحكومة حريصة على توفير الخدمات في البصرة بشكل سريع".

فيما قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن "على المواطنين تطبيق ترشيد وتنظيم صرف الكهرباء في المنازل والمحال والمقرات والشوارع وغيرها، وعدم التعدي على خطوط الكهرباء بطريقة غير شرعية وغير قانونية، ودفع اجور الكهرباء بصورة قانونية سلسة"، داعيا الى "تحلي التظاهرات مع ضرورتها بالسليمة وعدم التشتت، ولو شئتم أن نتظاهر سوية في مظاهرة مليونية محددة فلا بأس بذلك بدل أن تضيع جهودكم بالعنف والفرقة".

وختم الصدر بيانه قائلا، "اما من جهتنا فاننا سنرسل وفودا للمتظاهرين الحاليين للاطلاع على معاناتهم ومطالبهم لارسالها للمختصين بشرط سلمية التظاهر".

هذا واعلنت اللجنة الوزارية في محافظة البصرة، اليوم الخميس، عن تخصيص 10 الف فرصة عمل وتنفيذ خطط قصيرة ومتوسطة وبعيد الامد لمشاريع خدمية بالمحافظة، فيما قررت نصب وحدة تحلية المياه بطاقة 3 الاف متر مكعب وايقاف التجاوزات وضخ كميات من المياه لشط العرب لتقليل الملوحة.

وأفادت خلية الاعلام الحكومي نقلا عن وزير النفط جبار علي اللعيبي إنه "تم مناقشة جميع المشاكل والاحتياجات الرئيسية للمحافظة ومناقشة ورقة العمل المقدمة من المجلس للجنة الوزارية والتي تتعلق بمحاور الخدمات (المياه والامن والكهرباء والصحة والخدمات العامة)".

واضاف اللعيبي، ان "اللجنة وضعت ثلاث خطط لتنفيذ المشاريع الخاصة بمحافظة البصرة وتم تصنيفها الى خطة عاجلة الامد تنفذ خلال اسبوعين الى شهر واحد، تتعلق بمحاور الخدمات (المياه والكهرباء والصحة والخدمات العامة والامن)، وخطة متوسطة الامد فترة تنفيذها (3-6) اشهر وخطة بعيدة الامد لا تتجاوز السنتين".

واضاف الوزير، أنه "بالنسبة لموضوع الماء والملوحة قررت اللجنة الوزارية نصب وحدة تحلية المياه بطاقة 3 الاف متر مكعب وايقاف التجاوزات وضخ كميات من المياه لشط العرب لتقليل الملوحة ، فضلا عن ذلك تنفيذ الخطط الستراتيجية الموضوعة سابقا فيما يخص القرضين الياباني والبريطاني، ومنح دائرة ماء البصرة (2مليار دولار) لتحسين وتطوير قطاع الماء الصالح للشرب و تزويد وتجهيز المواطنين بالماء الصالح بكميات اضافية".

وفيما يخص الكهرباء، اوضح رئيس اللجنة الوزارية انه "سيتم زيادة ساعات التجهيز بعد استئناف العمل بالخط الايراني (اليوم او غدا)".

واضاف وزير النفط ان "اللجنة قررت تخصيص 10 الاف فرصة عمل لابناء المحافظة وسوف يتم تقسيمها بحسب الكثافة السكانية للاقضية والنواحي المشمولة بالتعيينات".

وتضامنا مع الاحتجاجات في البصرة تظاهر العشرات من أهالي بغداد اليوم الخميس وسط العاصمة تضامنا مع "الاحتجاجات" التي تشهدها المحافظة الجنوبية على واقع تردي الخدمات، فيما طالبوا بتلبية طالباتهم ومحاسبتهم "المعتدين" عليهم.

وأكد المتظاهرون انهم خرجوا تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية الذي حصلت في البصرة، لافتا الى ان المتظاهرين طالبوا بتوفير الخدمات والكهرباء والماء ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين في البصرة.

وكان المئات من العاطلين عن العمل في محافظة البصرة خرجوا في تظاهرة يوم الخميس الماضي أمام ديوان محافظة البصرة، للمطالبة بايجاد فرص عمل لهم، مبينا انهم عبروا عن امتعاضهم من إيقاف التعيينات في معظم الدوائر والمؤسسات الحكومية بالمحافظة منذ ثلاثة اعوام.

وانتقد المتظاهرون التعيينات المحدودة التي تكون بالواسطات، واحتكارها من قبل المسؤولين لعوائلهم ومعارفهم.

يذكر أن البصرة تعد رسمياً عاصمة العراق الاقتصادية، وهي تضم أضخم الحقول النفطية في البلاد، فضلاً عن خمسة موانئ تجارية نشطة، ومنفذ حدودي بري مع إيران، وآخر مع الكويت، وعلى الرغم من النشاط التجاري المتنامي في البصرة إلا أن نسبة كبيرة من أبناء المحافظة يعانون من البطالة، خاصة في ظل إيقاف التعيينات في معظم المؤسسات الحكومية منذ ثلاثة أعوام.

وينتظر العراق انتهاء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة تنتظرها ملفات متعددة منها نقص الخدمات وأزمة البطالة ومحاربة الفساد في إطار عمل الأطراف السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية بوعودها لحل مشاكل البلد.