ما بعد درعا.. القنيطرة تتحدى أمن الكيان "الاسرائيلي"

ما بعد درعا.. القنيطرة تتحدى أمن الكيان
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٤٤ بتوقيت غرينتش

لا تخفى على المراقبين الوجهة التالية للجيش العربي السوري والمتمثلة بتحرير القنيطرة بعد درعا رغم حساسية ملف هاتين المدينتين المحاذيتين للجولان المحتل، للكيان الاسرائيلي.

العالم - مقالات وتحليلات

نعم انها القنيطرة الوجهة التالية للجيش العربي السوري والتي بات تحريرها قاب قوسين او ادنى وذلك بعد تحرير قوات الجيش لدرعا الجنوبية وزيارة مسؤولي الحكومة السورية احياءها، ما يعني انهيار ما يسمى "الخطوط الحمر" الاسرائيلية، التي وضعتها حكومة الاحتلال لملف "درعا" و"القنيطرة" من حساسية قصوي تهيج اعصاب المحتلين، وعلى اعتبار ان "درعا" و"القنيطرة" جزء مهم من محيط الكيان الاسرائيلي وحزامه الأمني. 

من هنا جاءت المساعي الاسرائيلية حثيثة من خلال زيارة نتنياهو موسكو وقبلها واشنطن لمناشدة واقناع رئيسي الولايات المتحدة الاميركية وروسيا اللذين من المقرر ان يلتقيا السبت في قمة هلسنكي عسى ان يؤدي ضغط الرئيس الاميركي دونالد ترامب على نظيره الروسي فلاديمير بوتين العمل على وضع حد لتقدم الجيش السوري المتواصل من خلال ارغام سوريا التوقف عن تحرير اراضيها من المسلحين والارهابيين الذين توسلت بهم "اسرائيل" لقضم المزيد من الاراضي السورية والحاقها بالجولان المحتل بعد تدمير هذا البلد العربي.

الى اي مدى سينجح نتنياهو في حرف اهداف سوريا دوليا؟

لنعرف الاجابة على هذا السؤال لا بد من استعراض نتائج اللقاء الذي جرى بين مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران علي أكبر ولايتي وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد ولايتي بعد لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، أن التعاون الإيراني الروسي سيستمر في سوريا والمنطقة خلافا للشائعات، وان اجراءات رئیس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومزاعمه الفارغة والعبثیة والتدخلیة لن تؤثر على مسیرة تنمیة العلاقات بین ایران وروسیا، وأن هذا التعاون يستهدف دعم الحكومات الشرعية لدول المنطقة.

تصريحات ولايتي تؤكد التوافق الايراني الروسي الذي يعتزم الوقوف امام ضغوط امیركا وبعض الدول العربية واذنابها، ما يجعل مساعي نتنياهو هواء في شبك، في ظل وحدة خط المقاومة حول محور ایران وكذلك التوافق مع روسیا كقوة سیاسیة وعسكریة كبرى في العالم، ما يؤدي الى تعزيز مقومات جبهة المقاومة وانتصارها على قوى العدوان والاحتلال والتخلف في المنطقة.

مساع اردنية بدفع اسرائيلي للاستفراد بالجيش السوري، هل تفلح؟

المناورات الاسرائيلية الدبلوماسية كما اشرنا، حثيثة ومتواصلة على كل المستويات ومنها المستوى العربي والاوروبي وحلف الاطلسي (الناتو).

في بروكسل وخلال قمة دول الـ(ناتو)، شدد وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي من "خلال سلسلة لقاءات واجتماعات عقدها منذ مساء الأربعاء، وحسب ما جاء في بيان صحفي نشرته وكالة -بترا- الرسمية"، أن بلاده لا ترغب في وجود أي قوى غير سورية على حدودها مع سوريا كما نص عليه الاتفاق بين عمان وموسكو وواشنطن لإقامة منطقة خفض التصعيد الجنوبية.

بيان -بترا- ومطالبات الصفدي "الذي تناسى ان تصريحاته تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية"، لم يوضحا سبب جعل الاردن ارضه ملجأ آمنا للمسلحين القادمين من اكثر من 60 بلدا خصوصا من شمال افريقيا قبل توجههم الى سوريا؟

التدخل الاردني في شؤون سوريا لم يكتف عند هذا الحد انما طالب الصفدي ضرورة ما اسماه بـ"تأمين الشعب السوري في جنوب البلاد على أرضه".

هذه التخرصات تعكس مدى انزعاج الكيان الصهيوني من التقدم السوري في هذه المنطقة الحساسة من اراضيه المحتلة اسرائيليا.

هل يطهر الجيش السوري الجولان المحتل؟

كما ان التقدم السوري متواصل على كافة الجبهات فان ردود فعل الاحتلال الاسرائيلي والمعارضة المسلحة لن تهدأ، وما استهداف قوات الاحتلال، عدة نقاط للجيش السوري في محيط حضر وجبّا، بالتزامن مع إطلاق فصائل مسلحة قذائف على مدينة البعث، تسببت بإصابة عدد من المدنيين، إلا تنفيسا لانفعالاتهم وتألمهم مما وصلت اليه قبضة الحكومة السورية، خصوصا بعد وصول تعزيزات للجيش السوري إلى جبهات القنيطرة.

من هنا.. ولكي يحرر الجيش السوري اراضيه المحتلة اسرائيليا، عليه ابتداء تحرير القنيطرة بالكامل وذلك ما يسعى اليه حاليا من خلال رد السهام التي أطلقها ويطلقها الكيان الاسرائيلي ومرتزقته الى نحورهم بعد ان هيأت "اسرائيل" ادواتها (الواجهات التكفيرية المسلحة) لانطلاق ما يسمى بـ"الثورة" من درعا.. من هذه الاراضي القريبة من الجولان المحتل للانطلاق الى العمق السوري لقضم المزيد من الاراضي السورية وتوسيع جغرافية "اسرائيل" الامنية بضم جزء من سوريا الى الجولان المحتل لتحقيق الامن "الاسرائيلي" المفقود على حساب السيادة السورية.

أحلامهم تبخرت جميعها ولم يعد امامهم سوى الرضوخ للامر الواقع.

السيد ابو ايمان