ترامب في لندن.. ضيف غير مرحب به يتهرب من مواجهة المحتجين

ترامب في لندن.. ضيف غير مرحب به يتهرب من مواجهة المحتجين
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

في زيارة مثيرة للجدل وحافلة بالأحداث، وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الخميس إلى بريطانيا، في زيارة رسمية تعتبر هي الأولى للرئيس الأمريكي منذ توليه الرئاسة، والتى تستمر أربعة أيام. والتقى ترامب برئيسة الوزراء تيريزا ماي في مأوى «تشيكرز» في باكينغهام، قبل أن ينضم إلى الملكة فى قلعة وندسور.

العالم - اوروبا

وكانت القمة الأمريكية الروسية حاضرة بقوة في تصريحات ترامب من بريطانيا حيث أكد ترامب أنه سيناقش إمكانية تقليص الترسانة النووية لكل من روسيا وأمريكا، خلال اجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أشار إلى أن ما وصفه بـ"الغباء" في أمريكا هو السبب بعدم قدرته على بناء علاقات جيدة مع موسكو، كما تطرق إلى قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وعلاقته برئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعهما اليوم الجمعة في تشيكرز حيث المقر الصيفي لرئيسة الحكومة في شمال غرب لندن.

وخلال محادثاتهما نظم الآلاف مسيرة عبر وسط لندن احتجاجا على زيارة الرئيس الأمريكي، وهي واحدة من أكثر من مئة احتجاج جرى التخطيط له خلال زيارته.

وقال ترامب عن القضايا التي سيطرحها مع بوتين خلال الاجتماع المرتقب في العاصمة الفنلندية، هلسنكي، إنه سيناقش معه إمكانية "تقليص ترسانة البلدين النووية"، وأشار إلى ان السلاح النووي "هو المشكلة الأكبر في العالم"، لافتا إلى أن التخلص منه بشكل نهائي سيكون بمثابة "الحلم".

أما عن العلاقات الأمريكية-الروسية، فأكد الرئيس الأمريكي أنه لم يقدر على بناء علاقة طيبة مع روسيا بسبب "المشاكل السياسية" في الداخل الأمريكي، وليس بسبب تصرفات موسكو العدوانية حول العالم، ولفت إلى أن ما وصفه بـ"الغباء" في أمريكا يصعب مهمة تطوير العلاقات مع روسيا، وختم حديثه عن القضية قائلا: "أنا أحب أمريكا ولكنني أريد أن أبني علاقات مع روسيا والصين والدول الأخرى".

في سياق منفصل، أكد ترامب أنه لا يمانع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بـ"البريكست" بشرط أن يبقى التبادل التجاري قائما بين لندن وواشنطن.

وقال الرئيس الأمريكي إن الانتقادات التي وجهها لخطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي كانت مبنية على تقارير قرأها وأشارت إلى أن بريطانيا لن تستطيع اعتماد "التجارة الحرة" مع أمريكا، لافتا إلى أن رئيسة وزراء بريطانيا أكدت له أن التبادل التجاري بين البلدين سيبقى قائما.

بالمقابل، أكدت ماي على أنه لن يكون هناك حدود للعلاقات التجارية بين بلادها والدول الأخرى حتى بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

بدوره، كشف ترامب أنه تقدم باعتذار لرئيسة الوزراء البريطانية، على الانتقادات التي وجهها لها خلال مقابلة له مع صحيفة "The Sun" البريطانية، وأشار إلى أنها أجابته قائلة: "لا تقلق، إنها الصحافة"، قبل أن يؤكد أنه قال عن ماي أمورا جيدا لكن الصحف دائما تنشر "الأخبار الكاذبة".

وبدورها أكدت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، خلال لقائهما اليوم الجمعة، على أهمية خوض الحوار مع روسيا من موقف القوة.

وقالت ماي: "اتفقنا على أهمية خوض الحوار مع روسيا من موقف القوة والوحدة، لكن من الضروري مواصلة صد كل الجهود الموجهة لتقويض ديمقراطياتنا".

وأشارت ماي إلى أنها "رحبت بلقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي يوم الاثنين"، وأعربت عن شكرها لترامب خلال محادثاتهما على دعم الولايات المتحدة لبريطانيا فيما يخص قضية سالزبوري، لا سيما طرد الإدارة الأمريكية "60 عنصرا من الاستخبارات الروسية"، حسب تعبيرها.

أشادت رئيسة الوزراء البريطانية بالتعاون بين لندن وواشنطن، مضيفة أن مستوى الشراكة سيزيد مع سعي الدولتين للتوصل لاتفاق التجارة الحرة.

وفي جانب آخر من حديثها قالت ماي، "في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، فإن لندن ستبرم اتفاقًا طموحًا للتجارة بين الولايات المتحدة وبريطانيا"، مؤكدة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس 2019 سيحقق آمال الشعب البريطاني ويمكّن لندن من وضع سياسات خاصة في مجالات مختلفة.

استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث بعد ظهر الجمعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قصر ويندسور، في تشريف ينظر إليه العديد من البريطانيين باستياء. ويقوم ترامب بزيارة رسمية وليس زيارة دولة إلى المملكة المتحدة، كانت ستتطلب المزيد من التشريفات. وسبق استقبال الملكة لترامب لقاء بينه وبين رئيسة الوزراء تيريزا ماي رافقتها مظاهرات نظمها الآلاف جابت شوارع العاصمة لندن احتجاجا على الزيارة.

وبعد اللقاء مع رئيسة الوزراء ماي ووسط استياء كبير من البريطانيين استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث دونالد ترامب في تشريف في قصر ويندسور.

وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف" ونشرت نتائجه الخميس، يرى حوالى نصف (49%) المستطلعين الـ1648 أنه لا يجدر بالملكة استقبال ترامب.

وفي العام الماضي، وقع حوالى 1,9 مليون شخص عريضة لمنع ترامب من القيام بزيارة دولة "لأن ذلك سيتسبب بالإحراج لجلالة الملكة".

وأعطى عمدة لندن، صادق خان، الذى لا تربطه علاقة جيدة مع ترامب، ومجلس المدينة، الضوء الأخضر لإطلاق منطاد على شكل «طفل ترامب» قرب البرلمان.

وقد بدأت الاحتجاجات في لندن منذ الخميس الماضي، بسبب سياسات ترامب وأسلوبه في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

وشملت التظاهرات غضب المتظاهرين الذين للتعبير عن غضبهم من سياسة إدارة ترامب مؤخرًا بشأن فصل الأطفال عن عائلاتهم على الحدود.

وتجمهر المتظاهرون أمام مسكن السفير الأمريكي في بريطانيا بمنطقة ريجنت بارك، حيث سيقضي الرئيس ليلته الوحيدة في لندن.

فيما قالت شابير لاخا أحد منظمي الاحتجاج بشأن قضية فصل ترامب للاطفال في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز: "لقد كان حديثًا مؤلمًا، وأردنا التأكد من قول ترامب له".

وأضافت: "نريده أن يعرف أن وجهات نظره وسياساته غير مرحب بها هنا في المملكة المتحدة".

وسيقضي ترامب ليلة واحدة في العاصمة البريطانية، ومن المتوقع أن يقضي معظم زيارته خارج المدن الكبرى ومعزول عن الجمهور في مختلف القصور أو البلدات.

وفي السياق ذاته، هاجم رئيس بلدية لندن صادق خان، الرئيس ترامب، بسبب ربط الأخير بين ارتفاع معدلات الجريمة في العاصمة البريطانية والهجرة.

وقال خان لشبكة "بي بي سي" اليوم الجمعة: "إن تلقي مسئولية ذلك على الهجرة من أفريقيا هو في اعتقادي أمر مناف للعقل وعلينا أن ننتقده عندما يفعل ذلك".

وكان ترامب قد قال لصحيفة صن إن رئيس بلدية لندن "قام بمهمة سيئة للغاية في مكافحة الإرهاب" وتحدث عن الجرائم التي "دخلت المدينة".

وقال ترامب: "أعتقد أنه قام بمهمة سيئة للغاية في مكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة".

ذكر وزير بالحكومة البريطانية أن انتقاد الرئيس الامريكي دونالد ترامب لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وعمدة لندن صادق خان، وإشادته بالمنافس السياسي لماي، بوريس جونسون، لم يكن أمرا وقحا، لكنه يعكس أسلوبه الشخصي المثير للجدل.

وقال آلان دونكان، وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية لبرنامج (توداي) بالاذاعة الرابعة لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "دونالد ترامب شخص مثير للجدل من نواحي عديدة، هذا هو أسلوبه وهذا هو اللون الذي يجلبه إلى المسرح العالمي".

وأشار دونكان إلى التصريحات التي أدلى بها ترامب في مقابلة نشرتها صحيفة (ذا صن) الشعبية اليمينية، مساء أمس الخميس قائلا: "وهو بهذا المعنى غير تقليدي للغاية. لا أعتقد أننا نرى ذلك وقاحة".

وكان ترامب قد انتقد موقف رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست) في مقابلة أجراها مع صحيفة "ذا صن" البريطانية.

وقال ترامب: "أعتقد أن الاتفاق الذي تبرمه (ماي) ليس هو الاتفاق الذي صوت عليه الشعب، إنه ليس الاتفاق الذي كان في الاستفتاء".

وأضاف: "لقد عرضت على تيريزا ، التي أحبها، وجهات نظري حول ما يجب القيام به وكيفية التفاوض ... وأود أن أقول إنها ربما مضت عكس ذلك." وتابع: "هذا أمر جيد، عليها أن تتفاوض على أفضل طريقة تعرفها".

وأردف قائلا: "لكن ذلك سيؤثر بالتأكيد على الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، بطريقة سلبية".

هذا وتجمعت عشرات النساء قرب مبنى بي بي سي عند كنيسة "أول سولز" عند منتصف اليوم، وكن من أعمار وأعراق وأديان مختلفة وانتقدن سياسة ترامب تقريبا في كل شيء: الهجرة، والمناخ، وموقفه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيضا تعامله مع المسلمين، فترامب عندما كان مرشحا عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2016 دعا إلى منع تام وكامل من دخول المسلمين لفترة من الوقت إلى الولايات المتحدة.

والنساء كن يقرعن على أوان أحضرنها من منازلهن. قالت متظاهرات بريطانيات إن الرئيس ترامب غير مرحب به في إنكلترا فهو "ينشر الخوف، والكراهية، والصراع في أنحاء العالم".

وركزت اللافتات على قضايا مختلفة، مثل لافتة حملت شعار "كلنا متساوون"، وأخرى طالبت بوقف "سباق ترامب للتسلح النووي".

وكتب المتظاهرون على لافتاتهم ضد ترامب خارج مقر بي بي سي بوسط لندن: "أوقف الكراهية" و"ترمب ليس فقط غبي. إنه غبي على نحو خطير" و"لا للحرب النووية".

وأدت التظاهرات ضد زيارة ترامب إلى إغلاق أغلب الشوارع الحيوية بوسط لندن منها بوتلاند بليس ولانغهام بليس وأوكسفورد ستريت (من بورتمان ستريت إلى توتانام كورت روود).