عودة النازحين السوريين حلا لجميع الاطراف

عودة النازحين السوريين حلا لجميع الاطراف
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

الإنتصارات الميدانية والسياسية الكبيرة التي حققتها سوريا شجعتها في توسيع دائرة انتصاراتها لتشمل جبهة اخرى جديدة ألا وهي موضوع النازحين السوريين، تعمل الدولة السورية على اعادتهم إلى مدنهم وقراهم وبلداتهم المحررة من المجموعات الإرهابية.

العالم- سوريا

ومن هذا المنطلق دعت وزارة الخارجية السورية المواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والإعتداءات الإرهابية على مغادرة البلاد العودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين. 

من هنا يخطط لبنان الى السماح بالسوريين الذين يرغبون العودة الطواعية الى بلادهم في تهيئة الاجواء الى هذه العودة خاصة ان اوضاع هؤلاء في لبنان صعب جدا و لبنان يعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة لايستطيع ان يتحمل اعباء اكثر.

وبلغ اجمالي عدد النازحين السوريين في لبنان اكثر من مليون نازح سوري، غادروا بلادهم بسبب الأزمة المستمرة منذ عام 2011، وقد عاد منهم حتى الان نحو الف وخمسمئة مهاجر على ثلاث دفعات كان اولها في 18 نيسان الماضي حيث عاد ما يقارب 500 نازح باتجاه المناطق الخاضعة لحكم الدولة السورية وذلك بعد تسوية جرت بالتنسيق مع الأمن العام اللبناني ولجان المصالحة الموجودة في بيت جن. ثم عاد حوالى 400 نازح سوري من عرسال في البقاع شرق لبنان إلى فليطا والقلمون الغربي واخيرا، غادر 348 نازحاً سورياً الأراضي اللبنانية عبر وادي حميد بعرسال إلى القلمون السوري بمواكبة الأمن العام اللبناني. وسبق أن أعلنت مفوضية اللاجئين الأممية، أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان بلغ 997 ألف لاجئ، حتى نهاية تشرين الثاني 2017، إضافة إلى لاجئين سوريين غير مسجلين لدى المفوضية، فيما تشير الحكومة اللبنانية إلى أن العدد 1.5 مليون لاجئ.

ودعا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الأمم المتحدة إلى تسهيل عودة النازحين السوريين إلى المناطق السورية الآمنة، لاسيما بعد إعلان المسؤولين السوريين تأمين الحماية للعائدين والاهتمام بهم، لافتاً إلى أنّ ما تحقّق حتى الآن من عودة لمجموعات من النازحين السوريين من لبنان إلى سوريا جرى بناءً على رغبتهم وأمنت الدولة اللبنانية انتقالهم الآمن إلى بلادهم.

ومايؤكد ان لبنان فتح باب العودة الطواعية للنازح السوري تحقيقا لمصلحته ما قاله وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار أبي خليل، في تعليق على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى أنّه بحسب دراسة أجراها برنامج الأمم المتحدة للتنمية "UNDP" سنة 2017، بأن العجز المباشر الناتج عن الخدمة الكهربائية للنازحين السوريين هو 333 مليون دولار أميركي وهو مرشّح إلى الإرتفاع هذا العام مع ارتفاع أسعار المحروقات".

وكشف أن "هناك خطوتين إصلاحيتين سوف تساهمان في خفض العجز أوّلًا، عودة النازحين السوريين الّذين قوّضوا الإقتصاد الوطني وثانيًا، إقفال صندوق المهجرين الّذي فاقت كلفته 3000 مليار ليرة لبنانية دون تحقيق العودة المطلوبة".

هذا وقالت مستشارة وزير الخارجية اللبناني لشؤون النازحين علا بطرس أن خطة تقسيم النازحين إلى فئات تسهل تحديد النزوح الإنساني من النزوح الاقتصادي وتؤمن جدولة العودة المتدرجة، مضيفة: "أكثر من 96 بالمئة من النازحين عبروا عن رغبتهم في العودة، وهذا مؤشر إلى بداية واعدة".

وفي نفس السياق، أطلق وزير الخارجية اللبناني، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل اللجنة المركزية لعودة النازحين السوريين.

وقال باسيل خلال الاجتماع لإطلاق اللجنة، الذي عقد بحضور وزير الدفاع يعقوب الصراف ووزير البيئة طارق الخطيب وعدد من النواب الحاليين والسابقين وغيرهم.

إن "هدف اللجنة تسهيل وتشجيع العودة ومنع أي احتكاك بين الشعبين اللبناني والسوري والاتصال والعمل مع البلديات وبمرحلة ثانية مع المؤسسات، وعلى رأسها الأمن العام".

وقد  أكد وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسين الحاج حسن، أنه "قد تم تجاهل ملف النازحين السوريين طويلاً، وقد قرر حزب الله أن يساهم في حل هذه المشكلة لصالح الأشقاء السوريين، ولصالح المواطنين اللبنانيين، وما نرجوه أن يعي البعض أهمية استفادة لبنان من برامج ومشاريع إعادة إعمار سوريا.

وقال المحلل السياسي محمد خشاب في حوار مع قناة العالم: " ان حزب الله اقدم على طرح مبادرة لتشكيل لجنة لاعادة النازحين السوريين طوعا الى بلادهم نتيجة عدة اسباب منها ما هو رد جميل ومنها ما هو تسليف للمستقبل القادم خاصة وان سوريا تشكل عمق استراتيجي للشعب اللبناني.

وكشف خشاب ان مبادرة حزب الله لاعادة النازحين جاءت في الوقت الذي بدأت فيه نوايا المجتمع الدولي تظهر تجاه اللاجئين والنازحين السوريين في لبنان حيث قامت بعض الدول بعرض حوافز مالية للابقاء على النازحين في لبنان لاكبر مدة ممكنة، نظرا لما يشكل ذلك من تداعيات على الداخل اللبناني تؤدي الى تغيير واقع ديموغرافي معين.

من ناحية اخرى، شهدت مدينة النبطية اجتماعات متلاحقة للنازحين السوريين، لتسجيل أسمائهم للعودة الطوعية والآمنة إلى الأراضي السورية، بدعوة من رابطة العمال السوريين، وتحديداً اللقاء الجامع في كفرتبنيت. وافتتحت الرابطة مكتبين لتسجيل أسماء النازحين الراغبين بالعودة الطوعية في النبطية، على أن تفتح مكتباً آخر في مرجعيون للغاية ذاتها، وهي مكاتب مختلفة عن تلك التي افتتحها "حزب الله" في النبطية وصور والعديسة وبنت جبيل، والتي باشرت عملها منذ فترة بتلقي الاتصالات الهاتفية والاستفسارات ممّن يرغبون العودة، واستكملتها بتسجيل الأسماء لمن يودون بالعودة، وهي تنسق مع الدولة السورية والأمن العام اللبناني.

على خط مواز، دعت بلدية صريفا الجنوبية، في بيان لها، النازحين في البلدة إلى تسجيل أسماء من يرغب منهم بالعودة الى سوريا، ومن المتوقّع أن تحذو بلديات أخرى حذوها، لتخفيف عبء النزوح عنها والحدّ من الضغط الذي شكلّوه على البنى التحتيّة، لا سيما الكهرباء والمياه، خلال السنوات السبع الماضية.

الجيش السوري يحرر وطنه من الارهاب ويؤمن المناطق المحررة لرجوع النازحين، سوريا تحتاج ابنائها لاعادة اعمارها والنازحون في لبنان يتوجهون لتسجيل اسمائهم طواعية لانهم رصدوا الامان في مناطقهم.