احتجاجات العراق... بين المطالبات الشرعية وعمليات التسييس

احتجاجات العراق... بين المطالبات الشرعية وعمليات التسييس
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٤ بتوقيت غرينتش

رقعت التظاهرات في محافظة البصرة وبعض المحافظات في العراق على ما يبدو اخذة في الاتساع على الرغم من الاجراءات الحكومية لمعالجة الملفات الخدمية والوظائف، وعلى ما يبدو ان تراجع المتظاهرين عن احتجاجاتهم رهن بتطبيق الوعود على ارض الواقع.

العالم - العراق

جملة اجراءات اتخذتها الحكومة لتلبية احتياجات سكان البصرة وبعض المحافظات ابرزها توفير عدد من الدرجات الوظيفية وحلول عاجلة لمواجهة ازمة مياه الشرب فضلاً عن تعزيز الملف الامني لحماية المتظاهرين والمنشآت النفطية والدوائر الحكومية.

تراجع مؤشرات الخشية من انزلاق الامور الى منحذر اللا عودة جاء ووفق مراقبين بعدالتطمينات المتبادلة حكومياً وشعبياً ببقاء الاحتجاجات في خانة المطالب المشروعة.

موقف المرجعية العليا في العراق من الاحتجاجات الشعبية ...

أعلنت المرجعية الشيعية في العراق تضامنها مع المحتجين مطالبة الحكومة بإيجاد حلول سريعة، وقال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل المرجع الديني علي السيستاني، في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء “ليس من الإنصاف ولا من المقبول أبدا أن تكون هذه المحافظة المعطاء (البصرة) من أكثر مناطق العراق بؤسا وحرمانا.

وأضاف “على المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية التعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة.

لكن المرجعية تمنت على المواطنين “عدم اتباع أساليب غير سلمية وحضارية، وألا يسمحوا للبعض من غير المنضبطين أو ذوي الأغراض الخاصة” بالقيام بعمليات تخريب لأن ذلك "سيعوض من أموال الشعب نفسه".

العبادي يسعى الى احتواء المتظاهرين ويصدر 7 قرارات مهمه ...

اصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، سبعة قرارات بشأن مطالب التظاهرات التي شهدتها البلاد، من بينها حلّ مجلس ادارة مطار النجف.

وقالت مصادر عراقية انه "على ضوء تواصل رئيس الوزراء حيدر العبادي مع المواطنين والعشائر والاستماع الى مطالبهم ومتابعة اللجان الوزارية، اصدر سبعة قرارات".

واضافت المصادر انه "تقرر اطلاق تخصيصات لمحافظة البصرة تقدر بـ (3.5) ترليون دينار عراقي فورا"، مشيرا الى انه "تقرر ايضا استخدام التخصيصات المطلقة لتحلية المياه وفك الاختناقات بشبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة".

وتابعت "توفير التخصيصات اللازمة لفك اختناقات الكهرباء للمحافظات"، لافتا الى "سيتم توسيع وتسريع افاق الاستثمار للبناء بقطاعات السكن والمدارس والخدمات".

واكدت المصادر انه "تقرر اطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وفق نظام عادل بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية"، لافتا الى انه "تقرر زيادة الاطلاقات المائية وبالاخص انصاف محافظات، البصرة وذي قار والمثنى والديوانية لوقوعها جنوب الانهر، وعلى وزارة الموارد المائية والقيادات الامنية بالمحافظات منع التجاوز على الحصص المائية".

وصرح المصدر أيضا أن رئيس الوزراء العراقي قرر حل مجلس إدارة مطار النجف الاشرف.

اتساع رقعة الاحتجاجات في العراق لتطال محافظات جنوبية اخرى ...

كما تظاهر مئات الأشخاص السبت في محافظتي النجف وبابل جنوبي العراق، حيث تجمع مئات المحتجين وتوجهوا للتجمع في ساحة ثورة العشرين وسط مدينة النجف، لكن قوات الأمن تصدت لهم بإطلاق نار كثيف بالهواء في محاولة لتفريقهم.

وأعلن المحتجون غضبهم من الخدمات التي تقدمها الحكومة، والتي وصفوها بالمزرية، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، بينما الكهرباء تنقطع، والمياه شحيحة.

وأكد الناشط المدني في الحراك الشعبي عادل صادق وكر أن المرافق الخدمية في غاية السوء، مشيرا إلى أن الناس يحتاجون إلى إجراءات فعلية على الأرض لإيقاف احتجاجاتهم، ومبرزا أن الحلول الترقيعية لن تجدي نفعا.

وفي مساء يوم الجمعة اقتحم متظاهرون غاضبون، مطار النجف الدولي، وأقدم محتجون آخرون على إحراق مكاتب لبعض الأحزاب في المدينة، قبل أن يعود الهدوء السبت وسط معاينة الأضرار.

وفي السياق كشف رئيس مجلس محافظة النجف الأشرف خضير الجبوري، عن اختراق عناصر مندسة للتظاهرات التي شهدتها المحافظة، مؤكدا أن القوات الأمنية تقوم بملاحقتهم.

وقال الجبوري في تصريح صحفي، إن "هناك عناصر مندسة تمكنت من اختراق التظاهرات التي خرجت في المحافظة، وقامت بحرق بعض المقرات الحزبية ومنازل معينة مستغلة المطالب المشروعة للمتظاهرين والمحتجين".

اقتحام مبنى محافظة كربلاء من قبل متظاهرين في المحافظة ...

وكان محتجون اقتحموا أمس السبت مبنى محافظة كربلاء، بينما اندلعت مظاهرات أيضا في مدينتي النجف والبصرة حيث أعلنت قوات الأمن حظرا شاملا للتجول.

وقالت قوات الأمن، أمس السبت إن سبعة محتجين جرحوا في البصرة، فيما أعلن التلفزيون الحكومي أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قال إن حكومته ستصرف أموالا لمحافظة البصرة من أجل خدمات المياه والكهرباء والصحة.

وفي وقت سابق، أصدر العبادي، الذي يشغل أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة، أمرا بوضع قوات الأمن في حالة تأهب قصوى في محافظات الجنوب ردا على الاحتجاجات.

الحكومة العراقية تعزز اجراءاتها العسكرية للسيطرة على التظاهرات ...

عززت الحكومة العراقية من إجراءاتها الأمنية والعسكرية في محافظة البصرة، جنوبي العراق، تحسباً لأي طارئ قد يحصل في المحافظة بسبب اتساع الحركة الاحتجاجية هُناك.

ومن بين القوات التي ستصل إلى البصرة، قوة المهمات الخاصة التابعة لقوات الرد السريع، التي تُشارك في الطوارئ والحملات الأمنية والعسكرية ذات الأهمية القصوى.

وقال ضابط في قوات الرد السريع "ستصل قوة خاصة من قوات الرد السريع لمحافظة البصرة، وستعمل على التدخل إذا ما حدث أي طارئ".

من جهته قال أحمد سمير، وهو ناشط من المحافظة إن "التعزيزات العسكرية يجب أن تكون لحماية المتظاهرين وتقديم الدعم لهم، لا أن تكون ضدهم".

وأضاف "على القوات الأمنية العمل لمساعدة الناس في أخذ حقوقهم".

اياد خفية وراء تصاعد الاحتجاجات في المحافظات العراقية ...

اتهم النائب العراقي السابق جاسم محمد جعفر، المخابرات السعودية بتأجيج الأوضاع في محافظات العراق الجنوبية بالتعاون مع قيادات بعثية ومباركة من الإدارة الأميركية، مشيرا إلى التظاهرات سرعان ما انحرفت نحو توجهات سياسية.

وقال جعفر، إن "التظاهرات خرجت بشكل عفوي الا أنها سرعان ما توجهت باتجاه سياسي معادي كما جرى في حرق مكاتب الأحزاب السياسية والممتلكات العامة وتعطيل المصالح الاقتصادية في محافظات الجنوب بمخطط معد سلفا".

وأضاف أن "ما يجري هو بمخطط سعودي وبصمة بعثية وبمباركة أميركية واضحة”، مبينا أن "جميع قيادات البعث احتفلت عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعمال العنف التي شهدتها التظاهرات".

وتابع جعفر أن "الحكومة العراقية مطالبة بالإسراع في اعلان التحقيقات ومحاسبة الوزراء المقصرين في الخدمات وإقالة المسؤولين المباشرين، فضلا عن العمل على خطة طارئة لمنع استمرار المؤامرة".

تأهب جارة العراق الكويت من الاحتجاجات العراقية ...

وفي سياق متصل أعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية عن رفع درجة الاستعداد إلى القصوى، تفاعلا مع تسارع مجريات الأحداث في جنوب العراق .

وأضاف المصدر الأمني عن إرسال فرقة من القوات الخاصة للتمترس بالقرب من الحدود الشمالية مع العراق.

كما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية عن إلغاء رحلاتها المتوجهة إلى مدينة النجف وذلك ابتداءً من اليوم السبت وحتى إشعار آخر، بسبب الظروف الأمنية الحالية في مطار النجف.

علي الدمشقي - العالم