حفريات إسرائيلية أسفل الأقصى.. والتشبث بالهيكل المزعوم

حفريات إسرائيلية أسفل الأقصى.. والتشبث بالهيكل المزعوم
الإثنين ١٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

يواصل الكيان الصهيوني الحفريات التي بنفذها حول وأسفل المسجد الاقصى بهدف البحث عن بقايا الهيكل المزعوم خاصة في القدس وجوار المسجد الاقصى، الا ان حفرياته لم تصل الى نتيجة بل اصبحت تشكل تهديدا حقيقيا للمسجد الاقصى، وطالب الفلسطينيون مؤسسة اليونسكو التابعة للامم المتحدة بالتدخل لإنقاذ الاقصى.

العالم - تقارير 

وفي محاولة لإيجاد دليل أو بقايا دليل على الأرض الموعودة والهيكلين الأول والثاني تركزت أهم هذه الحفريات حول المسجد الأقصى من الجهة الغربية بالمسجد الأقصى الـمبارك قرب باب الـمغاربة.

حفريات إسرائيلية أسفل المتحف الإسلامي بالأقصى

وقد كشفت دائرة أوقاف القدس وشؤون الـمسجد الأقصى الـمبارك، اليوم الاثنين، عن حفريات للاحتلال الإسرائيلي أسفل المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى.

ووفق بيان لدائرة الأوقاف؛ فإن معلومات خطيرة جدا تواردت إليها من مختصين، عن حفريات للاحتلال أسفل القسم الشمالي من منطقة الـمتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من الـمسجد الأقصى الـمبارك قرب باب الـمغاربة.

ورأت في ذلك دليلا على نشاطات سرية وجهود إسرائيلية لربط الأنفاق الـمتعددة أسفل محيط الـمسجد الأقصى الـمبارك، خاصة في منطقة القصور الأموية أسفل مبنى الـمتحف الإسلامي.

وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال تصور الـمكان بشكل يومي، مؤكدة ملاحظة وجود حفريات في الطبقات التاريخية والفراغات التي في أسفل محيطه، وكذلك اختفاء الـمياه التي وضعت في أماكن مختلفة في حديقة الـمتحف لفحص إذا ما كان هناك احتمال تجمعها أو تسريبها وتغلغلها إلى العمق.

فلسطينيون يناشدون اليونسكو التدخل لانقاذ المسجدالاقصى 

وطالب مدير عام الأوقاف، عزام الخطيب، مؤسسة اليونسكو بالتدخل بإرسال بعثة رسمية للكشف على هذا الـموقع وغيره من الـمواقع التي تجري فيها الحفريات في محيط الـمسجد الأقصى الـمبارك.

كما طالب أيضا من الشرطة الإسرائيلية السماح للجنة خاصة تعينها الحكومة الأردنية للدخول إلى هذه الـمواقع لـمعرفة ما يجري فيها من حفريات قد تضر بالـمسجد الأقصى الـمبارك، وأن تعمل هذه اللجنة بحريّة تامّة دون تقييدات من الشرطة في تحركها.

الأساطير اليهودية وخرافة الهيكل

يقدم أحد المرشدين السياحيين الإسرائيليين عرضا للرواية التاريخية اليهودية عن القدس، ويقول إن الملك سليمان بنى الهيكل قبل ثلاثة آلاف عام تقريبا على جبل موريا، "هذا هو البناء نفسه وهذه هي الجدران التي أحاطت بكل جبل موريا ومن بينها حائط المبكى".

ويتابع أن الحائط هو الجدار الذي يقع في أقصى "جبل الهيكل"، وهو في الواقع جدار استنادي لدعم الجبل، "لقد حدث هذا قبل ألفي عام وبعد عدة سنوات تدمر الهيكل، إذ حدث تمرد ضد الرومان ودمر الرومان الهيكل وأجلوا اليهود عن القدس".

ويرد رئيس قسم التراث والمخطوطات في المسجد الأقصى ناجح بكيرات قائلا "للأسف هناك خرافة عند الصهاينة، خرافة الهيكل، وعند الإسرائيليين أنهم يعتقدون بأن الهيكل موجود تحت المسجد الأقصى، هذه الخرافة طُبّل وزمّر لها كثيرا".

ويؤكد أن المسجد الأقصى هو مسجد منذ التاريخ وعبر مراحل العصور التاريخية، هذا "عبارة عن مسجد وليس هناك أي هيكل، مواصفات الهيكل ليست هي مواصفات المسجد".

من جهته، يؤكد أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب شلومو زند أنه لن يشوه التاريخ من أجل إعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ويقول "أريد أن أشدد على أنني أعتبر هذا استعمارا صهيونيا، وأعتقد أن كل المبررات التاريخية كذب وافتراء".

الى ماذا يهدف الاحتلال من الحفريات والانفاق تحت الاقصى

بشكل عام هدف الحفريات والأنفاق هو البحث عن بقايا أثرية يهودية قد تشكل دليلا أو شاهدا على وجود تاريخ لليهود في القدس، ولكن وجه الخصوص هو البحث عن بقايا وأدلة على وجود الهيكل الأول أو الثاني، لنسج رواية استعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم.

كما تهدف سلطات الاحتلال إلى استحداث تاريخ عبري موهوم عبر ادعاء ربط الموجودات الأثرية في الفترة العبرانية بالقدس.

أما الهدف الآخر فهو طمس وتدمير الآثار الإسلامية والعربية العريقة التي تشكل الدليل الحقيقي على الحضارة والعربية والإسلامية العريقة في القدس.

كما تعمل السلطات الإسرائيلية على استجلاب باقي اليهود إلى الأرض الموعودة، وربط السياح الأجانب بهذه الأرض، خاصة المسيحيين، إضافة إلى بناء مدينة يهودية تاريخية، عوضا عن عدم العثور على بقايا وأدلة على الهيكل المزعوم.

مخاطر  الحفريات الاسرائيلية أسفل القدس والأقصى

أدت الحفريات إلى تدمير ممنهج لكثير من الآثار فوق الأرض وتحتها، وهدم طبقات أثرية من كل الفترات العربية، ثم الإسلامية، من الأموية وحتى العثمانية.

كما أدت إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد الأقصى، ومباني القدس القديمة، وسلوان، في محاولة لتهويد محيط الأقصى وتغييب المعالم الحضارية، خاصة العليا والعملاقة.

كما ينتج عن هذه الحفريات تثبيت السيطرة على الأرض، ما فوقها وما تحتها، وتحويلها الى منشآت استيطانية تهويدية تخدم المشروع الصهيوني، حيث باتت كثير من الأنفاق تحتوي على كنس يهودية ومزارات توراتية تلمودية.

اقتحامات صهيونية لباحات المسجد الأقصى المبارك

هذا ويقوم المستوطنون الصهاينة وبشكل شبه يومي باعمال استفزازية تحت حماية جنود الاحتلال ويقتحمون المسجد الاقصى ويدنسونه غير ابهين بحرمة المسجد عند المسلمين وعند الفلسطينيين خاصة، فتدور سجالات ومناوشات بين حراس المسجد والفلسطينيين المتواجدين في المسجد.

واقتحم عشرات المستوطنين ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، فيما دعت الجماعات اليهودية لتنظيم مسيرة ليلية بالقدس القديمة في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، تطوف حول أسوار البلدة القديمة بالقدس المحتلة.