فرنسا.. شغف الكأس أفسده شغب الشعب !!

فرنسا.. شغف الكأس أفسده شغب الشعب !!
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٣٣ بتوقيت غرينتش

واخيرا.. اختتم مونديال "روسیا 2018"، بفوز فرنسا بالكأس الذهبية للمرة الثانية في تاريخها، بعد مباراة قوية مع كرواتيا انتهت لصالح الديوك برباعية واحتفل الآلاف من المشجعين الفرنسيين المنتشين بعودة منتخب فرنسا الفائز الى بلاده، ولكن ...

العالم - تقارير   

انعكاسات كأس العالم 2018 على الساحة الفرنسية قبل وبعد الفوز 

وقد بدا تأثير كأس العالم 2018 على التجارة واضحا في المدن الفرنسية الكبرى مثل باريس، حيث ارتفعت نسبة التردد على المقاهي والحانات والمطاعم بشكل ملحوظ، فيما تجهزت البلديات بشاشات كبيرة في الأماكن العامة للسماح لمحبي الكرة المستديرة لمتابعة كأس العالم 2018.

من جهة أخرى، ارتفعت أيضا نسبة شراء شاشات التلفزيون وبعض الأجهزة الإلكترونية حسب المحلل الاقتصادي لودوفيك سوبران، الذي قال في تصريح لجريدة "لوفيغارو"قبل الفوز :

إنه "في حال فازت فرنسا بكأس العالم، فإن الفرنسيين سيصرفون أموالهم أكثر من المعتاد"، موضحا في الوقت نفسه أن "ارتفاع نسبة النمو الاقتصادي خلال الصيف سيتبعه في فصل الخريف انخفاض ملحوظ في نسبة الاستهلاك".

"ضرورة الفوز بالكأس"

وتجدر الإشارة إلى أن الناتج المحلي الخام قد ارتفع بنسبة 6 بالمائة في 1998 بسبب فوز فرنسا بكأس العالم من جهة وبفضل الكم الهائل من السياح والمناصرين الأجانب الذين تدفقوا من مختلف مناطق العالم لمؤازرة منتخباتهم التي كانت تلعب في فرنسا من جهة أخرى.

أما على الصعيد السياسي، فيحاول الرئيس ماكرون أن يستغل حمى المونديال لتعزيز صورته لدى الفرنسيين لا سيما الذين ينتمون إلى الطبقات الوسطى والفقيرة، والذين يصفونه بـ"رئيس الأغنياء".

وكان إيمانويل ماكرون كان قد سافر بعجالة إلى روسيا لحضور مباراة نصف النهائي التي جمعت فرنسا ببلجيكا (1-0 لصالح فرنسا) فيما بعث برسالة هاتفية مقتضبة لمدرب المنتخب الوطني الفرنسي ديدييه ديشان قال فيها: "الآن يجب الفوز بالكأس".

الفوضى تعم بعد الفوز !

في حين كان مئات آلاف الفرنسيين إحتفلوا بفوز بلادهم بكأس العالم في كرة القدم،فاقتحم حوالي 30 شاباً، مركزاً تجارياً في شارع الشانزليزيه في باريس، وعاثوا فيه خراباً ونهبوا بعض محتوياته قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع.

وقالت صحيفة لوباريسيان الفرنسية :" أن الشبان الذين كان بعضهم ملثماً اقتحموا مركز، دراغستور بوبليسيس، التجاري من مدخله الرئيسي الواقع في جادة، مارسون وعاثوا فيه خراباً ثم خرجوا ضاحكين يتأبطون زجاجات الكحول نهبوها من المركز التجاري، وإلتقطوا لأنفسهم صوراً بهواتفهم النقالة.

وتابعت الصحيفة :إن شخصين قتلا في الاحتفالات التي عمت البلاد ليلة أمس، وأصيب 45 من رجال الأمن بجروح طفيفة.

من جهتها تصدّت قوات الأمن للسارقين الذين رشقوها بمقذوفات لترد عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب المصدر نفسه.

واستمرت المواجهة بين قوات الأمن والمشاغبين حوالي 15 إلى 20 دقيقة تفرق بعدها هؤلاء تحت وابل قنابل الغاز المسيل للدموع،في حين تول الأمن حراسة مدخل المركز التجاري.

ولكن الوضع لم يستتب تماماً بعد ذاك إذ ما هي إلا دقائق حتى دخلت مجموعة من حوالي 20 شاباً إلى مقهى المركز التجاري المطل على جادة الشانزليزيه لتتصدى لهم قوات الأمن مجدداً بالغازات المسيلة للدموع.

كدمات وجروح في نيس

أما في مدينة نيس فذكر مسؤول محلي إن 27 مشجعا لكرة القدم أصيبوا في تدافع بعدما أشعل محتفلون ألعابا نارية قبل لحظات من إطلاق صفارة نهاية مباراة قبل النهائي في بطولة كأس العالم لكرة القدم التي فازت فيها بلادهم على بلجيكا.

وسلط الحادث الضوء على التوتر الذي لا يزال يخيم على المدينة الواقعة على ساحل الريفيرا بعد عامين من هجوم شنه متشدد إسلامي بشاحنة دهس خلاله حشدا كان يحتفل باليوم الوطني مما أسفر عن مقتل 86 شخصا.

وقال جان غابرييل ديلاكروا المسؤول بمجلس المدينة "حدث تدافع بعد إشعال الألعاب النارية" مضيفا أن 27 شخصا أصيبوا، أن معظم الإصابات كانت جروحا وكدمات نجمت عن السقوط على الأرض.

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية مارة مذعورين يقفون حول طاولات ومقاعد مقلوبة وشظايا زجاج متناثرة على الأرض.

وماذا عن شعبية ماكرون بعد الفوز!!...

ويرى فريدريك دابي وهو نائب مدير معهد "إيفوب" لاستطلاعات الرأي أن "هناك إمكانية صغيرة أن ترتفع شعبية الرئيس ماكرون لدى الفرنسيين تدريجيا،بعد فوز منتخب الديوك بكأس العالم، لكن هذه الشعبية لن ترتفع بشكل كبير ولن تحدث تغييرا كبيرا في الصورة التي يسعى الرئيس الفرنسي تسويقها لدى الفرنسيين.

ويعتقد نفس المحلل أن كرة القدم "مهما كان الحب الذي نكنه لها، لا يمكن لها أن تخفي المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الفرنسيون، وعلى رأسها انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ومشكلة الهجرة غير الشرعية".

ويبقى جاك شيراك الرئيس الفرنسي الوحيد الذي استفاد سياسيا من الفوز الذي حققه المنتخب الفرنسي في كأس العالم عام 1998، حسب فريدريك دابي الذي أكد أن التعايش السياسي آنذاك بين جاك شيراك من اليمين ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان من اليسار، هو الذي عزز مكانة شيراك السياسية في قلوب الفرنسيين.

ف.رفيعيان