اخفاق معركة الساحل الغربي يخلط الاجندات الاماراتية بالسعودية!

اخفاق معركة الساحل الغربي يخلط الاجندات الاماراتية بالسعودية!
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٤٩ بتوقيت غرينتش

أستطيع الجزم أن معركة الساحل الغربي وإخفاق قوى العدوان بهذه المعركة وسعت درجة الخلافات بين الأجندات الإماراتية في الجنوب من جهة ومن جرائها إزدادت الخلافات بين أجندات الإمارات والسعودية من جهة أخرى.

العالم - اليمن

كل ذلك لم يأت من باب الصدف بل لعدة أسباب منها غياب الانسجام بين كوكتيل هذه الأجندات بسبب مشاريعهم المختلفة وشعورهم بحجم الخسائر الذي تجرعونها في تهامة خلال هذه الفترة دون تحقيق أي إنتصار مع خشيتهم ويقينهم أن الاستمرار بالمغامرة بهذه المعركة لن تكون سوى إستهلاك ما تبقى منهم في الساحل الغربي بل سيكون بلا شك تدميرا للمشاريع التي كانوا يحملونها ويحلمون بها الأمر الذي جعل كل هولاء المرتزقة كلا يحمل الإخفاق والفشل للطرف الآخر كما برزت بتصريحات إحدى قيادات الجنوب الذي يدعى أبو اليمامة اليافعي ضد طارق عفاش مع توجيه له سيل من الشتائم بل اصبحون يعتبرونه سبب الفشل بساحل تهامة وقناعتهم ان دوره يهدف لتصفيتهم في الساحل الغربي ليكون الجنوب فيما بعد خاليا من أي شخص يعترض قوى الفيد والفتوى .

موقف أبو اليمامة مؤشرا أن أجندات ال نهيان بالجنوب لا يرغبون في الاستمرار بمعركة الساحل الغربي نظرا للأسباب السالفة بل يؤكد رغبتهم في الانسحاب لكن القرار ليس بيدهم بل بيد الإمارات ومن المعروف وما نحن علي يقين فيه ان الإمارات ليس القرار بيدها بل بيد بريطانيا وليس أمام مرتزقة الجنوب سوى وضع مبررات للخروج من ذلك من خلال تصعيد خلافاتهم مع طارق عفاش .

اما في حال وافقت على إنسحاب من يرغبون بذلك بإعتقادي سيكون عاملا لقصفهم وتصفيتهم والزج بطارق نحو استهدافهم وطالما أبو اليمامة هو حراكي وله بصمات صيف 94م بالوقوف ضد قوى الفيد والفتوى التي استهدفت الجنوب دليل انه غير مرغوب من الفرق الداعشية والعفاشية المنضوية تحت أبط الإمارات لأنهم يعتبرونهم أعداء للعفاشية والداعشية  لكن ذلك مؤشرا على أن الطرف المحسوب عليه أبو اليمامة لا يرغب الاستمرار بمعركة الساحل الغربي وموقفه هذا هو موقف بقية الحراكيون الذين يقودهم الزبيدي وشلال .

كل ذلك يعطي مؤشرا أن الحراكيون المدعومون اماراتيا أدركوا خطورة الاستمرار بمعركة تهامة عليهم كحراك لديه مشروعا انفصاليا وعلى مستقبل القضية الجنوبية برمتها وان الطريق الذي يسيرون عليها بالساحل الغربي لا تودي لانتصار قضيتهم بل لقتلها سريريا. وهذا يؤكد أن المجاميع العفاشية والداعشية الإرهابية ممثلة بالسلفيون متوحدون ضد الحراك التابع للزبيدي وشلال وشركاء على استهلاكهم  بالعديد من المشاريع منها معركة تهامة .

هذه الخلافات توضح إستمرارية التصدع بين الأجندات الإماراتية وما قد تفضى إليه نحو الدور الإماراتي باليمن .

هذه الخلافات برهنت عجز ال نهيان على توحيد تلك الأجندات التابعة لها في ظل خلافاتهم مع أجندات السعودية وما ترتب عليه من حساسية تزداد بين الرياض وأبو ظبي وصلت لحساسيات بين لندن وواشنطن .

كما هو واضحا أن الحراكيون التابعون للإمارات شعروا بورطة كبيرة من جراء دخول طارق عفاش بالمعركة بجانب السلفية الداعشية يعطى مؤشرا أن طارق بنظر الإمارات أفضل من الحراكيون على إعتبار أن ال نهيان يعتبرون أن العفافيش ساهموا بإدخالها الجنوب وأجزاء من تعز وصولا لبعض مناطق تهامة من خلال خيانتهم لحلفائهم الأنصار بينما الحراكيون لم يحققوا ذلك .

إذا ليس أمام من هم على شاكلة أبو اليمامة إما التراجع عن خوض معركة الساحل الغربي والقبول بقرار العقوبات الإماراتية أو إعلان التوبة الوطنية والانضمام للقوى المناهضة للعدوان حفاظا على ما تبقى من ابناء الحراك الجنوبي وايقاف الاستنزاف المستمر لهم وللقضية الجنوبية وفي هذه الحالة سيكون ذلك عاملا لإيقاف الدعم الذي يأتي لهم من الإمارات ومن هو مع الانتصار للمبادئ الوطنية سيتخلى عن الإمارات ومن هو مرتزق سوف يظل يلهث ورائها  ويقدم تنازلات على حساب الأرض والعرض .

لكن ربما أن الحراكيون ينظرون أن خروجهم من الورطة لن يأتي إلا من خلال تصعيد خلافاتهم مع طارق عفاش أو فتح معركة معه وهذا سيجعلهم فريسة أخرى لاجندات السعودية .

على نفس السياق كما شعر الحراكيون بورطتهم فإن الإمارات هي تحمل نفس الشعور ولا تستطيع اتخاذ قرار الانسحاب لأن القرار بيد النيتو وتحديدا بريطانيا بل تنظر أن إنسحابها من المعركة دون موافقة لندن سيترتب عليه غضب الغرب  عليها خصوصا وهي تلمس هبوب عاصفة من رسائل التهديد المبطنة التي تأتي من مطابخ النيتو من خلال تصعيد قضايا السجون السرية والانتهاكات الجنسية . ونشر غسيل الفضائح الأخلاقية كما هي تروج الجزيرة بالفضائح المشتركة بين أبناء زائد وسلمان مع جورج نادر هذا ما يجعلهم يخشون ذلك لكن ما باليد حيلة .

ال نهيان يعتبرون في قرارات ذاتهم أن انسحابهم يعني تسليم الأمر للسعودية والعودة  الي حضنها ذليلة ومسلوبة الإرادة ومزيدا من إذلالها.

كل ذلك يؤكد أن التصدع بين مرتزقة العدوان سوف يستمر تناميه وليس أمام كل ذي عقل من الجنوب سوى الاحتكام لعين العقل ومراجعة ضميره الوطني  وتحكيم المنطق ولا طريق لهم نحو الوطن غير الانسحاب من مساندة العدوان مع إعلان التوبة الوطنية شعارا جهارا بالوقوف ضده من خلال الوقوف مع القوى المناهضة للعدوان لأن القضية التي تحملها هي وطنية بإمتياز.

فوق هذا وذاك ستظل القوى المضادة للعدوان أكثر تماسكا من الطرف المضاد .

ستظل ترفض الخنوع والخضوع لاي وصاية دولية وهو الموقف الصحيح نحو إنقاذ اليمن من شمال الشمال لأقصى الجنوب.

فهمي اليوسفي