هناك من يلعب بامن العراق!

هناك من يلعب بامن العراق!
الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

بعد ايام من المظاهرات الاحتجاجية في بعض مدن ومحافظات العراق التي تطالب بتحسين الخدمات العامة وتوفير المياه والكهرباء والقضاء على البطالة ومكافحة الفساد في دوائر الدولة، التي شابها اعمال شغب واعتداءات ادت الى سقوط مصابين والحاق اضرار بممتلكات الدولة، شهد اليوم هدوء وعودة الحياة الى طبيعتها.

العالم- العراق

حيث اعلن المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول العمليات المشتركة في العراق، رسول ان "محافظتي النجف وبابل شهدتا استقرارا امنيا دون اي تظاهر"، لافتا الى ان "الحياة عادت الى ميسان وكربلاء".

وتابع ان "ذي قار شهدت اربع تظاهرات انتهت دون الاحتكاك مع القوات الامنية"، موضحا ان "بغداد شهدت تجمع في منطقة البلديات وتم التعامل معه وفضه، اضافة الى تجمع اخر في الشعلة وتعاملت القوات الامنية معه بحكمة".

ولفت رسول ان "المثنى لم تشهد اي تظاهرة"، مضيفا انه "في البصرة كان هناك اعتصامين الاول قرب حقل القرنة والاخر قرب محطة السيبة الغازية، وتم الانتهاء من احد الاعتصامات".

والحقيقة التي يجب ان توضح للجميع ان المسئولين في العراق رحبوا بهذه المظاهرات واكدوا على اهميتها في دعم البلاد من قبيل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اكد دعمه للتظاهر السلمي والتعبير عن الراي وسماع المطالب لكي يكون اداء الدولة سليما ويخدم المواطنين .

وشدد خلال لقائه وفدا من اهالي النجف الاشرف والاستماع الى مطالبهم اهمية المطالب الحقة   للمتظاهرين لكنه حذر من ان هناك من يريد التخريب لكي تتراجع النجف اقتصاديا وان لايصل لها رجال الاعمال والمستثمرين مبينا ان الامن اساس الحياة .

وقد اكدت قيادات عراقية اخرة ان هناك من يستغل الاوضاع لبث سمومه مثل  قائد شرطة ديالى شرق العاصمة العراقية بغداد اللواء فيصل العبادي،  الذي كشف  عن وجود ماسماها "دعوات مشبوهة" للتظاهر بدون ترخيص رسمي، مشيرا الى انها تبث نشاطها من خارج البلاد.

كما كشف مدير التوجيه المعنوي لوزارة الدفاع اللواء تحسين الخفاجي، عن خفايا مهمة بشأن المندسين في التظاهرات التي تشهدها محافظات جنوبية مطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل.

وقال الخفاجي لوكالة الفرات نيوز، ان "الاستقرار الأمني الذي حصل بعد طرد عصابات داعش الإرهابية من الأراضي العراقية لا يروق لبعض الجهات"، لافتا الى ان" واجبنا الأساسي هو حماية المتظاهرين والاكثار من المعلومات الاستخباراتية من خلال انتشار مكثف للأجهزة الأمنية في صفوف المتظاهرين للبحث عن المندسين".

وفي هذا السياق ايضا قال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول العمليات المشتركة ان "هناك اماكن مخصصة للتظاهر وممكن التظاهر فيها والمطالبة بالحقوق"، مشددا على ضرورة "التعاون مع القوات المسلحة بالمحافظة على سلمية التظاهر وتفويت الفرصة على كل من لا يؤمن بعراق موحد منتصر".

واكد رسول على اهمية "تجاوز الصعاب بفضل الدعم المطلق للقوات المسلحة بكل صنوفها"، لافتا الى "عدم استنزاف القدرات القتالية بصراعات لا نعلم هدفها شيء، والاسمى هو مقاتلة الارهاب وملاحقة ما تبقى من فلول العصابات الارهابية".

ولكن النائب العراقي السابق جاسم محمد جعفر، اتهم المخابرات السعودية صراحة بتأجيج الأوضاع في محافظات العراق الجنوبية بالتعاون مع قيادات بعثية ومباركة من الإدارة الأميركية، مشيرا إلى التظاهرات سرعان ما انحرفت نحو توجهات سياسية.

 وقال جعفر في تصريح لـوكالة المعلومة العراقية، إن "التظاهرات خرجت بشكل عفوي الا أنها سرعان ما توجهت باتجاه سياسي معادي كما جرى في حرق مكاتب الأحزاب السياسية والممتلكات العامة وتعطيل المصالح الاقتصادية في محافظات الجنوب بمخطط معد سلفا".

والمفاجاة ما اعلنته مديرية الدفاع المدني العامة، الثلاثاء، عن اصابة عدد من منتسبيها نتيجة اعتداءات "آثمة من مندسين ومخربين" خلال تظاهرات محافظة النجف، فيما بينت أن شخصين ماتا اختناقا في منزل رئيس مجلس ادارة المطار فايد الشمري وهما "يحتضنان مسروقات".

وقال مدير عام الدفاع المدني اللواء كاظم يوهان في مؤتمر صحفي عقد في النجف، أن "الشخصين، اللذين ماتا اختناقا في منزل رئيس مجلس ادارة المطار فايد الشمري، لدينا صور تثبت انهما كانا ميتين وهما يحتضنان مسروقات".

من ناحية اخرى، اعلن رئيس اللجنة الوزارية المكلفة بتحسين الواقع الخدمي بمحافظة البصرة (جنوب العراق) عن تكثيف الاتصالات مع الشركات المعنية المتخصصة لتجهيز طلبيات عاجلة لمحطات تصفية وتوفير الماء الصالح للشرب ومنها المحطات المتنقلة والدائمية، فضلا عن تلقيها عدد من العروض لتنفيذ مشاريع خدمية عاجلة لابناء المحافظة.

وبالرغم من غضب اهالي جنوب العراق من قطع الكهرباء الى ان لدى ايران سببا وجيها ومنطقيا في ذلك حيث يعاني الداخل الايراني من ازمة حادة في الكهرباء وتحتاج الى سد احتياجها.

هذا ما اعلنه وزير قال وزير الطاقة الإيراني حول وقف تزويد العراق بالكهرباء، إننا عملنا وفقا للاتفاقية، بإعطاء الأولوية لسد احتياجات البلاد الضرورية من الكهرباء.

واضاف "رضا أردكانيان" اليوم الثلاثاء في حفل توقيع خطة عمل مشتركة بين وزارتي الكهرباء والاتصالات، في حديث مع الصحفيين : كل عقود الطاقة والاتفاقيات تحتوي على أطر ومتطلبات، بما في ذلك أن الدولة المصدرة وعندما تكون بحاجة شديدة، عليها أولا ان تلبي احتياجاتها الداخلية.

وصرح إن العراق بحاجة كبيرة الى الكهرباء خاصة في فصل الصيف والذي يتم توفير جزء منه عبر ايران من خلال خطوط نقل الطاقة، واضاف، إننا على اتصال دائم بالجانب العراقي، ووزير الطاقة العراقي كان في ايران مؤخرا واطلع على حاجاتنا للكهرباء

يبدو بعد هذا الغضب ان الشعب العراقي الذي يلقى مطالبه دعما من حكومته ادرك ان هناك من يريد ان يثير البلبلة وان يضيع البلاد التي انتصرت في حربها ضد الارهاب، ولكن الشعب سوف يبطل كل هذه الخطط.