هكذا يتحول الانسان الى طائر في المكسيك!

هكذا يتحول الانسان الى طائر في المكسيك!
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

المكسيكيون يحرصون على إحياء أسطورة ولادة الكون بالمحافظة على تقليد الطيران المتوارث من جيل لآخر، من خلال انتشار مدارس خاصة تعلّم الكبار والصغار كيف يصبحون طيورا محترفة.

العالم منوعات

يوجد في المكسيك حوالي ألف شخص يطيرون، من بينهم 50 امرأة، وفقا لمركز ثقافي يقدم تقاليد شعب توتوناك في متنزه تاكيهسوكوت بالقرب من موقع تاجين الأثري، وبالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 200 طفل يدرسون حاليا في مدارس خاصة بجميع أنحاء البلاد ليصبحوا من الطائرين، وتوجد إحدى هذه المدارس في المتنزه.

ولا يتم فقط تدريس كيفية أداء هذه المراسم للطلاب، بل يتم أيضا تعليمهم لغة شعب توتوناك وتاريخ هذه الطقوس، بحسب ما أفاد أحد المعلمين. وشعب توتوناك مجموعة عرقية تضم حوالي 400 ألف شخص.  

ووفقا لمصادر في المركز الثقافي فقد ساهم الغزاة الإسبان في تقديم سراويل حمراء وقمصان بيضاء وأغطية رأس مع شرائط ملونة، ترفرف في الريح مثل أجنحة طائر.

ويُعتقد أن هذه المراسم ترجع إلى حقبة ما قبل كريستوف كولومبوس، التي تشير إلى الوقت الذي سبق رحلات المستكشف للعالم الجديد (أميركا) في عام 1492 . وتهدف هذه المراسم إلى التعبير عن الاحترام والانسجام مع العالمين الطبيعي والروحي، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، التي أدرجت هذه المراسم باعتبارها تشكل جزءا من التراث الثقافي غير المادي في العالم في عام 2009.

ونشأ هذا التقليد في وقت الجفاف في قرية فيراكروز، بحسب إحدى الأساطير. وتقول الأسطورة إن شيوخ القرية كانوا يحاولون إيجاد طريقة لإرضاء الآلهة وأرسلوا مجموعة من الرجال للعثور على أعلى شجرة في الغابة.

وتم قطع الشجرة ومباركتها برقصة قبل أن يتم نقلها إلى القرية، حيث تم تحويلها إلى عمود. وبعد ذلك قام 4 رجال، وهم الطيارون الأولون، بتسلق العمود، وكان كل واحد منهم يمثل أحد الاتجاهات الأربعة الأصلية.

واليوم، يمكن أن يصل ارتفاع الأعمدة إلى 40 مترا، ومن المؤكد أن هذه المراسم ليست بلا خطر. ولكن على الرغم من هذه المخاطر، وفقا لما أوردته منظمة اليونسكو، فإن المكسيكيين لن يفكروا أبدا في التخلي عن هذه المراسم التي لا تهدف إلا إلى "إحياء أسطورة ولادة الكون".