الحرب التجارية قد تلحق ضررا بالاقتصاد الاميركي "بشكل خاص"

الحرب التجارية قد تلحق ضررا بالاقتصاد الاميركي
الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٥٧ بتوقيت غرينتش

نبهت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الاربعاء الى ان الاقتصاد الاميركي "معرض بشكل خاص للضرر" من الحرب التووفقاجارية العالمية التي يمكن ان تؤدي الى فقدان مئات مليارات الدولارات من اجمالي الناتج المحلي العالمي.

العالم - الأميركيتان

وفي تصريحات تسبق اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في عطلة نهاية الاسبوع الحالي في الارجنتين، قالت لاغارد ان هناك مؤشرات الى ان النمو العالمي يمكن ان يبدأ بالانخفاض، داعية صانعي السياسة الى الاستعداد.

والاثنين وصف صندوق النقد الدولي القيود المتزايدة على التجارة بأنها "اكبر خطر على المدى القصير" على الاقتصاد العالمي.

وقدر الصندوق انه خلال العام 2019 يجب ان يسجل الاقتصاد العالمي نمواً بنسبة 3,9% الا "ان ذلك قد يكون اقصى معدل يمكن ان يحققه".

ووفقا للاعلام "لقد بدأ النمو بالتباطؤ بالفعل في منطقة اليورو واليابان والمملكة المتحدة" مضيفة ان التحفيز المالي الاميركي الاخير سيبدأ بالتلاشي قريبا.

وقام خبراء اقتصاد في صندوق النقد الدولي باعداد تقرير لعرضه على وزراء مالية مجموعة العشرين مع عرض لاسوأ سيناريو يصور تنفيذ جميع التهديدات بفرض رسوم والرد على فرض تلك الرسوم، مع اثر ذلك السلبي على ثقة الاعمال، وهو ما يمكن ان يؤدي الى انخفاض اجمالي الناتج المحلي العالمي بمقدار 430 مليار دولار في 2020.

ورغم ان جميع الدول ستتأثر سلبا بالنزاع التجاري، فإن الاقتصاد الاميركي معرض للضرر بشكل خاص لأن جزءا كبيرا من تجارة الولايات المتحدة مع العالم سيتعرض لاجراءات انتقامية.

 والرئيس الاميركي دونالد ترامب اطلق الحرب التجارية العالمية، فإن الردود الانتقامية والتأثير السلبي سيتركز على الاقتصاد الاميركي بينما تستمر المناطق الاخرى تمارس التجارة في ما بينها.

وترامب الذي قال ان الحروب التجارية "جيدة ويسهل كسبها" فرض رسوماً باهظة على واردات بلاده من الصلب والالمنيوم ما اثار غضب حلفائه الرئيسيين ودفعهم الى الرد الفوري.

كما فرض على الصين رسوما جمركية بنسبة 25% على سلع بقيمة 34 مليار دولار، ويعتزم فرض رسوم على سلع صينية بقيمة 16 مليار دولار. وقد يفرض رسوما على سلع اخرى بقيمة 200 مليار دولار في وقت قد لا يتعدى ايلول/سبتمبر.

مجموعة من النتائج السيئة

يعرض تقرير صندوق النقد الدولي لوزراء مجموعة العشرين مجموعة من السيناريوهات التي تظهر ان الانخفاض في اجمالي الناتج المحلي العالمي من المرجح ان يكون صغيرا الا اذا فرض ترامب مجموعة من الرسوم الجمركية الشاملة على قطاع السيارات الاميركي.

وقال التقرير ان فرض رسوم شاملة على السيارات الاجنبية التي قيمتها مئات مليارات الدولارات والتي يشتريها الاميركيون سنويا ستخفض اجمالي الناتج المحلي الاميركي بمعدل 0,6 نقطة مئوية في العام الاول، بينما ستخسر اليابان 0,2 نقطة مئوية.

وفي حال نفذ ترامب تهديداته بفرض رسوم بنسبة 10% على سلع اضافية مستوردة من الصين بقيمة 200 مليار دولار، فإن ذلك قد يؤدي بالنمو الاميركي الى خسارة 0,2 نقطة مئوية في العام الاول، بحسب الصندوق.

وتحدثت لاغارد عن مشاكل اخرى قد تظهر من بينها تعثر اقتصادات الاسواق الناشئة بعد ان قام المستثمرون بسحب 14 مليار دولار من تلك الاسواق في الفترة بين ايار/مايو وحزيران/يونيو ما دفع بعض البنوك المركزية الى رفع اسعار الفائدة.

وقد يزداد هروب رؤوس الاموال سوءا مع استمرار الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الاميركي في رفع اسعار الفائدة ما يجعل الاستثمار في الولايات المتحدة اكثر جاذبية.

ودعت مرة اخرى السلطات في الاسواق الناشئة الى الحفاظ على معدلات صرف مرن وخفض مستويات الديون استعدادا لما سيحدث.

اضافة الى ذلك، فان الدول الاعضاء في صندوق النقد الدولي قد لا تدرك تماما كيف تغير التكنولوجيا تركيبة سوق العمل وكيف يمكن ان تفاقم انعدام المساواة.

وقالت ان على الدول اتخاذ خطوات "جريئة" لتحديث شبكات الامان الاجتماعي لديها وزيادة التعليم وتحسين البنية التحتية الرقمية.

الاتحاد الأوروبي سيفرض قيودا على واردات الصلب بعد رسوم فرضها ترامب

قالت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي إن الاتحاد سيبدا إجراءات تهدف إلى منع زيادة وارداته من الصلب بعد أن فرضت الولايات المتحدة رسوما على الصلب والألومنيوم القادم من الاتحاد.

واقترحت المفوضية الأوروبية مزيجا من تحديد حصص وفرض رسوم لمواجهة مخاوف ​الاتحاد الأوروبي​ من أن منتجات الصلب التي لم يعد بالإمكان تصديرها إلى الولايات المتحدة ستُغرق الأسواق الأوروبية بدلا من ذلك.

والإجراءات هي الجزء الثالث من رد الاتحاد الأوروبي على الرسوم الأميركية. وفرض الاتحاد أيضا رسوما جمركية على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 2.8 مليار يورو (3.3 مليار دولار)، بما في ذلك ويسكي البوربون والدراجات النارية، وقدم احتجاجا قانونيا في منظمة التجارة العالمية.

وجرى تحديد الحصص لعدد 23 فئة من منتجات الصلب عند متوسط الواردات على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة، مع نية لفرض رسوم نسبتها 25% على الكميات التي تتجاوز تلك الأحجام.

والمصدرون الرئيسيون للصلب إلى الاتحاد الأوروبي هم الصين والهند وروسيا وكوريا الجنوبية وتركيا وأوكرانيا.

الصين تندد بالحرب التجارية الأميركية "القاتلة للثقة"               

حذرت وزارة الخارجية الصينية، يوم الأربعاء، من أن الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة أصبحت أكبر "قاتل للثقة" في الاقتصاد العالمي، وقالت إن العالم بأسره سيقاوم إذا واصلت واشنطن "تعنتها".

وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية للصحفيين في إفادة صحفية دورية إن الولايات المتحدة تختلق كافة أنواع المبررات لتحركاتها التجارية بما في ذلك تلك المتعلقة الأمن القومي.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري فرضت الولايات المتحدة والصين رسوما جمركية على واردات بقيمة 34 مليار دولار لكل دولة من الأخرى في تصعيد لنزاع تجاري أثار حالة من الاضطراب في الأسواق المالية.

في الجهة المقابلة، أعلن مسؤول في الخزانة الأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعتزم "الرد على المخاوف" الناجمة عن سياستها التجارية والتنديد مرة جديدة بـ "العدوان الاقتصادي الصيني" خلال اجتماع مجموعة الـ20 المقرر عقده نهاية الاسبوع في الأرجنتين.

إلى أين تتجه "الحرب التجارية" بين أمريكا والصين ؟

أعلنت الصين إنها مستعدة لدفع "أي ثمن" في حرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة وذلك بعد أن حذر الرئيس دونالد ترامب من أنه يدرس فرض رسوم جمركية إضافية على سلع بقيمة 100 مليار دولار.

وفي وقت سابق، قدّمت بكين شكوى الى منظمة التجارة العالمية ضد خطة واشنطن فرض رسوم جمركية على سلع بقيمة خمسين مليار دولار تستوردها الولايات المتحدة من الصين.

و"طلب إجراء مشاورات" هو الخطوة الاولى على طريق رفع شكوى قضائية شاملة لدى هيئة البت في النزاعات في المنظمة.

وإذا رفضت الولايات المتحدة الطلب الصيني، يرجح عندها ان تعمد بكين الى التقدم به للمرة الثانية، وهي خطوة كفيلة بتحويل الملف تلقائيا الى قضية تحكيم، لتبدأ بذلك امام المحكمة الداخلية لمنظمة التجارة العالمية معركة قضائية طويلة بين أكبر اقتصادين في العالم.

ولم تدخل أي من هذه الرسوم الجمركية حيز التنفيذ بعد. لكن أكبر اقتصادين في العالم دخلا في حرب كلامية يمكن أن تؤدي إلى أضرار جماعية في الاقتصاد العالمي.

وأدى احتمال اندلاع حرب تجارية إلى اثارة قلق بالغ في الأسواق العالمية، وجعل رجال الأعمال غير قادرين على تحديد ما إذا كان التهديد حقيقيا.

وأدت الحلقة الجديدة من تهديدات ترامب إلى صدمة في عالم الأعمال، إذ فتح مؤشر داو جونز الصناعي بانخفاض قدره أكثر من 400 نقطة.

وهذا الخلاف، وهو ظاهريا بسبب اتهام الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية والتكنولوجية الاميركية، يعد واجهة واحدة فقط للصراع التجاري الجا ري.

وهيمنت الولايات المتحدة معظم القرن الماضي على الاقتصاد العالمي. لكن هذا النزاع نشب مع الصين التي يبلغ سكانها نحو 1,4 مليار نسمة وبدأت تتحدى الهيمنة الاميركية.