العين الاسرائيلية : الصفقة النووية بين واشنطن والرياض نحو التطبيع الكامل مع الاحتلال

الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

ملفات عديدة كانت مدار اهتمام الاعلام الاسرائيلي لعل ابرزها تحرير درعا من الارهاب التكفيري ،وقد ارعب هذا الانجاز للجيش السوري الكيان كما اعلامه الذي اجتهد في الاضاءة على مطالب نتنياهو من بوتين فيما يتعلق بالشأن السوري والوجود الايراني اضافة للوضع المقلق للكيان الاسرائيلي في غزة وعجز الاحتلال عن احتوائه كما عني الاعلام الاسرائيلي بكثر اهتمام بالصفقة النووية بين واشنطن والرياض بمباركة اسرائيلية وما تفتحه من سبل لتطبيع كامل بين الرياض وتل ابيب .

وعن سبب تحول تحرير درعا كابوساً بالنسبة لسلطات الاحتلال وخوفها من الوجود الايراني في سورية  قال نبيه عواضة الكاتب والمحلل السياسي والمتابع للشأن الاسرائيلي في حوار خاص مع العالم إن الكيان الاسرائيلي حاول في الفترة الاخيرة العمل على التقاطع في المصالح بين الاعتبارات الروسية في سوريا والاعتبارات الامنية للكيان الصهيوني في الجنوب السوري

وأوضح عواضة أن الكيان يحاول العمل على المستوى الاعلامي لاظهار هذا التقاطع بين الاعتبارات الروسية  والاعتبارت الامنية لها علما أن جوهر المسألة يتمحور حول بقاء النظام السوري قويا وعلى مواقفه اضافة إلى الانجازات التي حققها بالتعاون مع الحرس الثوري الايراني والمقاومة .

وأضاف عواضة أن الكيان الاسرائيلي يحاول من خلال السجال الاعلامي ادخال نفسه في الانجاز الميداني الذي تحقق في درعا .

وأشار عواضة إلى أن الكيان الاسرائيلي انكفأ عن المعركة السياسية لتغيير النظام في سورية وأصبح اليوم يتحدث  عن الاعتبارات الأمنية وهذا تعبير عن الفشل فيما يتعلق بالخارطة السياسية .

وأكد عواضة أن كيان الاحتلال غير قادر على تقدير القوة الصاروخية لدى الجيش السوري وخاصة بعد الانتصار في معركة مكافحة الارهاب ويحاول من خلال علاقته مع الروس ضبط هذه الامكانيات وتحديدها .

وأضاف أن التخوف الاسرائيلي اليوم هو من عودة القرار السياسي العسكري والميداني للقيادة السورية وأن وجود حلفاء أقوياء ومتعددين والذين اقربهم هو الحليف الروسي سيجعل هناك نوع من الاعتبار سيأخذ بالنسبة للاعتبارت الأمنية للكيان الاسرائيلي .

وحول الوضع في غزة قال عواضة إن الاهتمام الاسرائيلي ينصب نحو عدم تكرار تجربة لبنان في قطاع غزة فيما يتعلق بوجود نوع من التفاهمات المباشرة وغير المباشرة حول الرد والردع والرد على العدوان بالطريقة التي تحددها المقاومة .

وكشف عواضة أن المقاومة في غزة تستفيد من تجربة المقاومة في لبنان وبنفس الوقت يحاول الاحتلال الاستفادة من مواجهته مع حزب الله والتي ما تزال إلى اليوم واستنساخها في غزة .

وعن المباركة الاسرائيلية للصفقة النووية بين الرياض وواشنطن قال عواضة إن من وضوح الشروط الاسرائيلية أن هناك محاولة لإيجاد فرع ثاني لمفاعل ديمونة في الاراضي المحتلة على الأراضي السعودية بالتعاون الكامل مع الادارة الامريكية وبإشراف اسرائيلي . مشيرا إلى أن الغاية من كل ذلك هو تهديد متقدم لايران ونفوذ ايران في المنطقة .

وقال عواضة إن الماكينة الاعلامية الاسرائيلية اقامت مستوطنات في العديد من العقول السعودية سواء على المستوى الاعلامي او السياسي او الاجتماعي وما يظهر من خلال هذا النوع من المستوطنات هو محاولة نشر ثقافة التطبيع في السعودية .

وقال عواضة إن هناك بالحد الادنى نوع من الالتفاف الكبير من المجتمع السعودي حول قيادته ومحاولات الخرق وتعرية هذا التطبيع تواجه بالسجن والقتل والاعدام .

وقال عواضة إن الشعوب العربية لا يمكن أن تقبل بهذا النوع من الغزو والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي وبالتالي المراهنة على خرق هذا الأمر مايزال موجودا .

وختم عواضة بأن النتائج التي تحدث في المحيط السعودي من الانتصار في اليمن إلى الصمود في سورية والعراق وفلسطين وتعرية السياسة السعودية في البحرين كلها عوامل تجعل من امكانية تحقيق الحلم السعودي في التطبيع مع الكيان الصهيوني عسير جدا لأن الواقع العربي والمحيط لن يتقبل وجود هذا النوع من الاستطيان والغزو الجديد رغم استخدام السعودية لكافة الوسائل من تطويع المجتمع السعودي إلى القمع والاضهاد والاعلام والاستعانة بالاذرع الاسرائيلية والدعم الامريكي لها .

 

الضيف:

نبيه عواضة – كاتب ومحلل سياسي و متابع للشأن الإسرائيلي

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3678216