صمود الفوعة وكفريا أذهل العالم..

صمود الفوعة وكفريا أذهل العالم..
الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٠٠ بتوقيت غرينتش

بقيت بلدتا #الفوعة_وكفريا عصيتين على الارهاب بكافة أشكاله رغم استشهاد واصابة الكثير من رجالها ونسائها واطفالها.. تم ذبح بعضهم (حسب فيديوهات وزعها الإرهابيون).

العالم - مقالات وتحليلات

ما يسمى بـ"جيش الفتح" الارهابي استولى على ريف إدلب الشمالي والمناطق المحيطة به في آذار من العام 2015، لكن بلدتي الفوعة وكفريا لم يستطع التكفيريون اقتحامهما رغم اصرار الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني على إقتحام البلدتين اللتين بقيتا عصيتين على الارهاب بكافة أشكاله.

بلغ عدد سكان البلدتين قبل فرض الحصار عليهما، حوالى 40 ألف نسمة بمساحة تقدر بـ 25 كيلومترا مربعا، غير انه رغم صغر البلدتين لم تتمكن الجماعت المسلحة من اقتحامهما رغم استخدامها كافة انواع الاسلحة الصاروخية والثقيلة ورصاص القنص الذي ادى الى استشهاد واصابى عشرات الاف المدنيين العزل.

ومنذ حصار البلدتين تقوم الجماعات الارهابية بهجمات شبه يومية وتستهدف بشكل دقيق المنازل السكنية والمراكز الصحية، ما ادى الى سقوط اكثر من ثلاثة الاف شهيد والاف الجرحى أغلبهم من النساء والاطفال، في ظل نقص المواد الطبية والطعام.

الجماعات المسلحة لم تفلح الا في حصار البلدتين اللتين اصيبتا بفلج تام اثر منع المسلحين وصول الامدادات بكافة اشكالها (التموينية الغذائية والصحية والطاقة الكهربائية والوقود) اليها. 

اللجان الشعبية تكبد التكفيريين مئات القتلى والجرحى في اول نزال لهم

تمكنت اللجان الشعبية من افشال جميع محاولات الإرهابيين لإقتحام البلدتين رغم الحصار وتهجير نصف سكان الفوعة وكفريا.

في اول وأعنف نزال دموي شنه التكفيريون كان في شهر آب من عام 2015 على منطقة الصواغية شرق بلدة الفوعة، تكبد خلاله مهاجمو “جيش الفتح” خسائر فادحة بهلاك كثير من مسلحيهم، اذ قُدّرت خسائرهم بمئات القتلى والجرحى، كما تم تدمير عدد من الدبابات والآليات الثقيلة قارب عددها الـ 20 آلية.

وتوالت خسائر الارهاب

جرب التكفيريون حظهم العاثر مع صمود المدنيين العزل في كفريا والفوعة في شهر شباط عام 2016، وكان هجومهم هذه المرة من ناحية دير الزغب جنوب الفوعة وهي منطقة متاخمة لمدينة بنّش، وايضا لحقت خسائر كبيرة بـ”جيش الفتح” بعد قتل وجرح نحو العشرات من مسلحيه.

لم تتوقف خسائر المسلحين ولم يتمكنوا من النفوذ للبلدتين وقد خسر فصيل واحد فقط لما يسمى بـ"أحرار الشام" 160 قيلا في محاولتهم السيطرة على ضيعة صغيرة تتكون من "20 منزلا" بجانب الفوعة.

مجازر المسلحين لم تنته

تواصلت مجازر المجموعات المسلحة بحق المدنيين ومنهم مسلحو تنظيم ما يسمى بـ"جبهة النصرة" والمجموعات التكفيرية المنضوية تحت زعامتها، ومن ذلك ما ارتكبته هذه العصابة الارهابية في الـ 26 من نيسان عام 2015، ما يعرف بـ"مجزرة قرية اشتبرق" حيث استشهد ما يقارب المئتي مدني وتم اختطاف العشرات بينهم عائلات بكامل أفرادها في حين نزح المئات من أهالي القرية باتجاه المناطق الآمنة عبر الجرارات الزراعية وسيرا على الأقدام.

ومنذ حصار البلدتين تم التوصل عدة مرات لاجلاء المدنيين الا ان الجماعات الارهابية تعرقل هذه العملية مثل عرقلتها لاتفاق البلدات الاربعة الذي كان ينص على اخراج اهالي البلدتين مقابل مضايا والزبداني الا ان المسلحين اخلوا بالاتفاق.

وفي نيسان/ابريل من العام الماضي تم التوصل الى اتفاق لاخراج المدنيين ولكن عندما وصلت الحافلات الى معبر الراشدين في حلب، نفذ الارهابيون مجزرة كبيرة بحق المدنيين عبر تفجير نقطة وصولهم وهو ما ادى الى استشهاد 150 مدنيا بينهم 72 طفلا، واصابة نحو 250 اخرين، اضافة الى اختطاف عدد كبير منهم وحتى الان لم يعرف مصيرهم وهو ما ادى لتسميتهم بمخطوفي كفريا والفوعة.. وباتت تعتبر البلدتين رمزا للصمود  في الحرب السورية.

خابت مساعي الارهاب وداعميهم

مع تحرير مدنيي كفريا والفوعة وصلت سوريا المراحل الاخيرة من تحرير كافة اراضيها من الارهاب وتحرير شعبها من قبضتهم وان سيل الانتصارات سيعصف بما تبقى من مخططات الجماعات المسلحة وداعميها الاقليميين والدوليين.

الحكومة السورية بسطت سيطرتها على معظم الاراضي السورية، بعد ان وصل هؤلاء التكفيريون "باسناد مالي وتسليحي عسكري لوجستي واستخباري من داعميهم الخليجيين والاقليميين والدوليين وايضا دعم الكيان الاسرائيلي اللقيط لهم"، قاب قوسين او أدنى من العاصمة السورية دمشق، نراهم اليوم وقد انحسروا وانكمشوا حتى في القنيطرة القريبة من اراضي الجولان المحتل حيث الدعم الصهيوني المباشر لهم، فالاخبار تؤكد موافقة مسلحي ريف القنيطرة على تسوية اوضاعهم بـ"خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم" وأيضا "عودة الجيش السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011".

 وبذلك يصبح معظم البلدات الواقعة تحت سيطرة المجموعات المسلحة في درعا والقنيطرة تحت سيطرة الجيش السوري باستثناء المناطق الواقعة في جنوب شرق درعا والقنيطرة والتي يسيطر عليها مجموعات مسلحة مبايعة ل​جماعة "داعش" الوهابية، وباستثناء بعض المناطق الشمالية تحت سيطرة ما يسمى بقوات "قسد".

"لم نهزم".. تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي 

نعم "لم نهزم".. هو عنوان التفاعل الجماهيري السوري واللبناني ولعموم المسلمين بالمنطقة والعالم. اذ تفاعل المواطنون السوريون واللبنانيون وعموم المسلمين مع تحرير ما تبق من مدنيي بلدتي كفريا والفوعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم من غرد فرحا بادحتر الارهاب عن صدور ابناء هاتين البلدتين ومنهم من حيى صمود ابناء كفريا والفوعة ومنهم من توعد الارهابيين بالقضاء عليهم نهائيا في سوريا والبلدان الاخرى المنتشرين فيها.

السيد ابو ايمان

 

جاء في احدى التغريدات: في كفريا والفوعة لم نهزم ولن نهزم بل صمدنا 3 سنوات رغم جميع الأعداء... تحية من القلب لأهالي كفريا والفوعة لقد صبرتم وصمدتم وقاومتم أيها الأبطال..

  

خذوا ما شئتم.. كرامتنا معنا..

هنا صمدوا .. هنا سجدوا

الميليشيات دفعت الغالي والثمين وفشلت

اليوم يعود الرجال الى عرينهم

لكم ترفع التحايا..

ان بعد الصبر نصر..