ماذا جنى السيسي من زيارته للسودان ؟!

ماذا جنى السيسي من زيارته للسودان ؟!
الجمعة ٢٠ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

اجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي محادثات في الخرطوم مع نظيره السوداني عمر البشير في زيارة رسمية للسودان استمرت يومين.

العالم - تقارير

وتناولت المحادثات بين الرئيسين سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والعديد من القضايا السياسية والتجارية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك والقضايا التي تشهدها المنطقة".

الزيارة هي الخامسة التي يقوم بها السيسي للخرطوم والاولى منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية في اذار/مارس الماضي.

وكان البشير توجه الى القاهرة عشية الانتخابات الرئاسية المصرية وصرح ان اختياره توقيت الزيارة "يؤكد اننا مع استقرار مصر ومع دعم الرئيس السيسي لأننا عرفناه عن قرب وعرفنا صدقه وتطلعاته لعلاقات قوية بين البلدين".

نقلة نوعية في العلاقات

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن هناك نقلة نوعية كبيرة في العلاقات بين مصر والسودان، مشيرا إلى أن النقلة النوعية بكافة المستويات والعلاقات بدأت منذ 4 سنوات وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة الدولة المصرية.

وأضاف، أن العلاقات بين البلدين هي قديمة وتاريخية، مشددا على أن شعب مصر والسودان شعب واحد وتاريخ واحد، ويمثلان موقعا جغرافيا واحدا ونهر النيل واحد.

وقال راضي، إن العلاقات بلغت قوتها منذ 4 سنوات، وكانت الزيارة الخارجية الأولى للرئيس السيسي منذ توليه قيادة الدولة المصرية كانت للخرطوم، والآن خلال فترته الرئاسية الثانية، كانت زيارته الخارجية للسودان أيضا، مشيرا إلى أن القمة أسفرت عن تشكيل لجان عديدة ومشتركة على كافة المستويات، منها العسكرية والقنصلية واللجنة الدائمة بمياه النيل بين البلدين بموجب اتفاقية 59، وكذلك لجان في التجارة والصناعة وترقيتها على الناحية الرئاسية، وعقد منها دورة في أكتوبر 2016، وستم عقد لجنة منها في أكتوبر المقبل.

وثمن السفير بسام راضي، قوة العلاقات بين البلدين، موضحا أن العلاقات متشعبة، لافتا إلى أن العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني ليس لها مثيل في متانة العلاقات على مستوى العالم، وهناك إرادة سياسية وشعبية على العمل التنفيذي وتقوية العلاقات أكثر.

مكافحة الإرهاب

كما أكد أن ملف مكافحة الارهاب، من الموضوعات التي كانت على طاولة المباحثات بين الرئيسين، لافتا إلى أنه يعد موضوعا قاسما ومشتركا في المباحثات، وله أهمية كبيرة، وأن مصر أحرزت تقدما كبيرا في هذا الملف ومكافحة الإرهاب.

وأوضح الرئيس السيسي سياسة مصر في كلمات بسيطة حينما قال أن يد الله مع من لا يسع لتخريب وتدمير الدول، وجئنا لنؤكد على العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين"، مشيدًا بصراحة الرئيس على طرحه للقضايا خلال اجتماعه بقادة الفكر والرأي في المجتمع السوداني، والذي ضم معارضين وسياسيين من مختلف الاتجاهات".

ولاقت كلمات السيسي خلال لقائه بقادة السودان لاقت ارتياحًا كبيرًا وواسع النطاق لدى الرأي العام المصري والسوداني بجميع اتجاهاته السياسية والحزبية والشعبية.

رسائل ضمنية في كلمة الرئيس المصري

السيسي خلال كلمته في التصريحات الصحفية المشتركة التي أعقبت القمة الرئاسية، قال إنه سعيد بوجوده في السودان، واصفا إياه ببلده الثاني، لافتاً إلى أن المصريين يشعرون في السودان بأنهم في بلدهم، وأشاد السيسي بجهود الخرطوم لدعم العلاقات بين البلدين، وقال: إن اللجان المشتركة وآليات التعاون الثنائي بين البلدين تبذل جهوداً كبيرةً، وتجاوزت العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها، وأكد أن البلدين يقفان على مشروعات قومية مشتركة في مقدمتها الربط الكهربائي بين البلدين، وتعزيز التنسيق والتشاور في مختلف القضايا المشتركة.

وقال الرئيس المصري إن بلاده تدعم كل الجهود التي يبذلها السودان لتحقيق السلام والاستقرار في دول الجوار بما يحقق الرخاء لشعوب المنطقة، مضيفا: "تأتى زيارتي اليوم في إطار التوجه الذي بات ثابتاً وواضحاً في سياسة الدولتين الشقيقتين".

وأوضح أن توجه الخرطوم والقاهرة أصبح جزءاً لا يتجزأ من توجهات البلدين الإقليمية والدولية والتنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر لدعم المصالح الإستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية، موضحا أن لا أحد يستطيع مهما حاول حصر كل ما يجمع بين الشعبين، وقال "لا أبالغ إذا قلت إن ما يربط بين بلدينا من علاقات وتاريخ ووحدة في المسار يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين على مستوى العالم".
 

تسوية النزاعات الإقليمية

وأشاد السيسي بجهود السودان في تسوية النزاعات الإقليمية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ونوه إلى أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار والإقليم تعود بالنفع على كل الأطراف.

وتعهد بدعم التطورات الإيجابية بين إثيوبيا وأريتريا حتى إحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين، ودعم المفاوضات في دولة الجنوب وصولاً لسلام شامل بين الأطراف.