بداية نهاية المسلحين..."القنيطرة" على وشك التحرير

بداية نهاية المسلحين...
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:١٠ بتوقيت غرينتش

بدأت قوات الجيش السوري الأحد الماضي عملياتها العسكرية ضد المسلحين في محافظة القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان المحتلّة ، بعدما سيطرت أكثر من 91% من محافظة درعا فيما وافق مسلحو المعارضة الخميس الماضي في القنيطرة على المغادرة إلى محافظة إدلب.ولكن السؤال الذي يطرح هنا هو: أين ستكون وجهة الجيش السوري بعد تحرير الجنوب وأين سيذهب المسلحون إذا خسروا إدلب؟؟

العالم-تقارير

وسيطرت الفصائل المعارضة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة، وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من إسرائيل، ولكن القوات السورية حاليا على وشك استعادة السيطرة على الحدود مع هضبة الجولان التي یحتلها الکیان الاسرائيلي، وتحرير محافظة القنيطرة من المسلحين.

ونتيجة للتقدم الكبير والانتصارات التي حققتها وحدات الجيش في عملياتها لإنهاء الوجود الإرهابي مما تبقى من قرى وبلدات في ريفي درعا والقنيطرة أرغمت التنظيمات الإرهابية وقبلت بالخروج صاغرة من المنطقة إلى شمال سورية في اتفاقات أعلن عنها ويتم تنفيذ بنودها وكان آخرها التوصل إلى اتفاق في القنيطرة ينص على خروج الإرهابيين الرافضين للتسوية إلى إدلب وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء وعودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.

أين ستكون وجهة الجيش السوري بعد تحرير الجنوب؟

وأثمرت المفاوضات مع المسلحين في القنيطرة التوصل إلى اتفاق تسوية يطابق ما جرى في أرياف درعا ويتيح للجيش السوري دخول المنطقة مع إنهاء ترحيل المسلحين الرافضين للتسوية وتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة. فأين ستكون وجهة الجيش السوري بعد تحرير الجنوب؟

الخبير الاستراتيجي العميد تركي الحسن تحدث لموقع "العهد" الإخباري بشكل موسّع حول مجريات الجنوب السوري وما بعده، وقال إنّ "هذه المرحلة التي تعيشها سوريا هي مرحلة اجتثاث الإرهاب، وخصوصاً في محافظتي القنيطرة ودرعا، وهذا المشهد يُذكّر بما حدث في جنوب لبنان عام 2000 حين استطاعات المقاومة الإسلامية تحرير الجنوب اللبناني بالكامل، فسقوط الإرهاب في جنوب سوريا اليوم كما سقوط جيش لحد في جنوب لبنان، هو سقوط لعدو واحد و أدواته واحدة"، وأضاف إنّ "الجيش السوري استطاع تحقيق إنجازات كبيرة بشكل سريع جداً، و التحضير الكبير من قبله لهذه العملية خلق ظروف المصالحة والتسوية حيث انتفضت بلدات أرياف درعا والقنيطرة على الإرهاب ولم يحتاج الجيش السوري لعمليات واسعة رغم جاهزيته الكبيرة لها ولمداها الطويل حتى وإن وصلت لحد الاصطدام مع العدو الصهيوني، و بنفس الوقت كان هناك حراك سياسي وتحول في المناخ الدولي كما حدث مع بدء عمليات استعادة الغوطة الشرقية حين عجزت أمريكا عن توفير الحماية السياسية للجماعات الإرهابية بالإضافة إلى فشلها عسكرياً في تأمين الدعم لهم مقابل صلابة الموقف السوري والروسي".

إخراج المسلحين من القنيطرة هو آخر تدفق مسلح نحو الشمال

وتوصّلت روسيا وفصائل المعارضة السوريّة المسلَّحة إلى اتّفاق يقضي بتسليم الأخيرة مناطق كانت تسيطر عليها في محافظة القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان المحتلّة إلى الجيش العربي السوري، ممّا يعني تجنب خوض مواجهات عسكريّة دمويّة، وفشل التّهديدات الإسرائيليّة بالتدخل عسكريًّا لحماية هذه الفصائل في إرهاب الجيش السوري.

ووافق مسلحو المعارضة الخميس الماضي في القنيطرة على قبول العودة إلى حكم الدولة أو المغادرة إلى محافظة إدلب الخاضعة بمعظمها لسيطرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا، الذي يسمي نفسه حاليا "جبهة فتح الشام" بعدما كان "جبهة النصرة" سابقا.

وذكر التلفزيون السوري أن عشر حافلات دخلت إحدى قرى القنيطرة مساء الخميس لإجلاء المقاتلين الذين رفضوا التسوية مع الدولة، وفضلوا الرحيل إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال.

وكانت الحافلات وصلت منذ الخميس الماضي إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في القنيطرة تمهيدا لبدء عملية الإجلاء. ولم يتضح حتى الآن عدد المقاتلين والمدنيين الذين سيُخرجون إلى الشمال السوري، لكن مصدرا معارضا فاوض في القنيطرة تحدث عن بضعة آلاف.

لم يعد العدو الصهيوني قادراً على رسم الخطوط الحمر

وأشار تركي الحسن إلى أنّ "كل ما جرى في سوريا من أعمال إرهابية يصب في خدمة العدو الصهيوني؛ وأهداف العدوان الصهيوني و الغربي سقطت قبل القضاء على الإرهاب في سوريا، وقبل ثلاثة أسابيع خرج وزير حرب العدو الصهيوني أفيغدور ليبرمان وقال أنه إذا دخل الجيش السوري منطقة العزل فسنستهدفه وسنضرب قواته، أين هو من هذا الكلام اليوم، والآن سنرى نتنياهو يطالب بعودة مفاعيل اتفاق فصل القوات عام 1974 ولكن الدولة السورية أصبحت شيئاً آخر عما قبل ولم يعد العدو الصهيوني قادراً على رسم الخطوط الحمر".

المناخ الدولي تبدل، وبعد إنجاز الجيش السوري لمهمته في الجنوب السوري المتمثلة بتطهيره من الجماعات الإرهابية ستذهب الدولة السورية باتجاه التموضع على حدود خط فض الاشتباك ورفع العلم السوري في سماء المنطقة، بحسب حديث ضيفنا الذي أكد أنّ " تهديدات العدو الصهيوني كما تهديدات أمريكا حين كان الجيش السوري يجهز لمعركة الجنوب، بمعنى أنّ التصريحات الأمريكية الخارجة من البنتاغون وسائر الإدراة الأمريكية كانت في البداية تهديداً ثم تحولت لإنذار ثم تنبيه وانتهت بالتخلي الكلي عن المسلحين، و أول من بدأ بهذا التغيير الدولي هو الأردن الذي انتقل من دور الدولة المشاركة في استهداف سوريا من غرفة الموك إلى دولة تساهم في الحل أي كان. الأردن وسيط في مفاوضات الجانبين السوري والروسي مع فصائل درعا، وتغير الموقف الأردني هذا يعني انتهاء مفعول غرفة الموك لأنها على أراضيها".

المسلحون أين سيذهبون إذا خسروا إدلب؟

"لا نستبعد مصالحة بين فصائل الجيش السوري الحر والحكومة السوريّة في إدلب، وتسوية أوضاع وعفو شامل على غرار الغوطة وشرق حلب، ولكن السؤال الأصعب والأكثر تعقيدًا هو حول مصير الفصائل والحركات المصنّفة إرهابيّا مثل "النُّصرة" و"داعش" التي لا تنطبق عليها اتِّفاقات وقف تصعيد التّوتّر التي جرى التّوصّل إليها في الآستانة".

هذا ما كتبه عبد الباري عطوان في صحيفته "راي اليوم"، متسائلا انه "في الاتفاقات السّابقة جرى نقل عناصر هذه الفصائل في الحافلات الخضراء إلى إدلب.. الآن أين سيذهبون إذا خسروا إدلب سلمًا أو حربًا؟ وما هو لون الحافلات التي ستنقلهم، فهل سيرحّلون إلى المناطق التي جاءوا منها، ونحن نتحدث هنا عن غير السوريين مثل الشيخ عبد الله المحيسني السعودي، وآخرين من القوقاز وتونس والعراق ومصر وأوروبا، ومن تركيا نفسها؟ وماذا عن السوريين وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني؟ وهل هناك خطّة لمحاكم ميدانيّة لإعدام هؤلاء، أو قادة الصفّيّ الأوّل والثاني من بينهم، وإصدار عفو عمّن هم أقل رتبة؟ لا نملك إجابات، ولكنّنا نطرح احتمالات، ولعلّ الكلمة الأخيرة في هذا الإطار ستكون للرّوس وربّما الأمريكان والأتراك أيضا، والتنفيذ على الأرض للجيش العربي السوري الذي سيطلق صفّارة بدء الاحتفالات باستعادة المدينة".