تحركات لآل سعود تقلق «ملك السعودية المنتظر»!

تحركات لآل سعود تقلق «ملك السعودية المنتظر»!
السبت ٢١ يوليو ٢٠١٨ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

كشف موقع «تاكتيكال ريبورت» نقلاً عن مصادر سعودية قال إنها مطلعة، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبح قلقا جدا من تحركات خارجية تجري ضده من قبل أفراد في الأسرة الحاكمة، في الوقت الذي لم يعلن فيه أيضا بعض أمراء الداخل ولائهم بشكل كامل وصريح لـه.

العالم - السعودية

وأضاف موقع «تاكتيكال ريبورت» المتخصص في تقديم معلومات استخباراتية حول الطاقة والدفاع في الشرق الأوسط، نقلاَ عن المصادر المقربة من الدائرة الحاكمة بالسعودية، أن «الملك المنتظر» محمد بن سلمان ما زال يظهر قلقا من أنشطة بعض الأمراء بالخارج وخاصة النائب السابق لوزير الخارجية السعودي عبدالعزيز بن عبدالله، وابن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، الذي يرفض العودة للسعودية بحسب الموقع، رغم الاتصالات الحثيثة به من الرياض بأوامر من بن سلمان، وكذلك عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز الذي يتردد اسمه كثيرا هذه الأيام داخل دوائر ولي العهد.

يأتي ذلك بينما لا يزال بعض الأمراء السعوديين قيد الاعتقال أو الإقامة الجبرية، فيما لا يزال البعض منهم خارج البلاد يبدي مخافة مصير أقرانهم.

والعامل المشترك بين هؤلاء الأمراء أنهم لم يعلنوا بشكل واضح وكامل ولاءهم لـ«بن سلمان».

في الوقت نفسه ذكرت مصادر مقربة أن التحقيقات التي أجريت مع الأميرين تركي بن عبدالله وعبدالعزيز بن فهد، ضمن حملة مكافحة الفساد الأخيرة، كانت للحصول على معلومات أكثر عن علاقتهما بالأمير عبدالله بن خالد، وعلاقة الأخير بوزير الداخلية الأسبق أحمد بن عبدالعزيز.

وفي سابقة لم يشهدها تاريخ السعودية، ألقت السلطات في 4 من نوفمبر/تشرين الأول الماضي، القبض على أكثر من 200 شخص، منهم 11 أميرا و4 وزراء على رأس عملهم حينها، وعشرات سابقين ورجال أعمال، بتهم فساد، واحتجزتهم في فندق ريتز كارلتون، وأطلقت لاحقا سراح العديد منهم.

وفي السادس من يونيو الماضي, أعلن النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب عن اعتقال 11 أمير تجمهروا في قصر الحكم مطالبين بإلغاء الأمر الملكي الذي نص على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء، كما طالبوا بالتعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم”.

وقال المعجب في بيان ” أنه تم إبلاغ الأمراء بخطأ تصرفهم هذا لكنهم رفضوا مغادرة قصر الحكم، فصدر أمر ملكي بالقبض عليهم عقب رفضهم مغادرة القصر وتم إيداعهم سجن الحائر تمهيداً لمحاكمتهم”.

وشكك نشطاء معارضون على تويتر في أسباب الاعتقال، مؤكدين أن سبب التجمهر هو اعتراضهم على اعتقال أقاربهم من الأمراء في حملة ضد الفساد

وتعد هذه سابقة في تاريخ السعودية الحديث، أن يتجمهر أمراء اعتراضا على أمر ملكي

ونجح محمد بن سلمان منذ توليه منصب ولاية العهد في نشر الرعب في كثير من الدوائر – في أوساط الأمراء والنخب الاقتصادية والليبراليين و الشخصيات القبلية وأخيرا النشيطات من النساء. ولكن بدلا من أن يعزز موقعه، يبدو أن ذلك تركه واقفا على أرضية هشة وغير قادر على إقامة ائتلاف يحكم من خلال الوفاق والإجماع بدلا من القهر والرعب

 

الملك سلمان يعاني من إعياء و ضيق في التنفس

وكان موقع «تاكتيكال ريبورت» الإستخباراتي قد كشف أيضا نقلا عن مصادر بالقصر الملكي السعودي أن الملك سلمان بن عبدالعزيز خضع لفحوصات طبية مؤخرا، وتلقى نصيحة بأخذ قسط من الراحة.

وقال الموقع أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع نصائح قدمها الأطباء للملك بأخذ راحة أسبوعين إثر وعكة صحية ألمت به نهاية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى إجرائه فحص طبي سريع في قصره بمدينة جدة، غربي المملكة.
وحسب الموقع الاستخباراتي، تشير المعلومات الأولية إلى أن نتيجة الفحص وجدت أن الملك السعودي يعاني من “الإعياء وضيق في التنفس”.

 

الملك السعودي لايري ضرورة لتسليم السلطة إلي ابنه

هناك سؤال مهم لم تتم الإجابة عنه لحد الآن؛ هو ما إذا كان الملك سيتنحى في وقت قريب، ليسمح لابنه بأن يصبح ملكا وهو ولا يزال حيا. ويشار إلى أنه تاريخيا لم يقم أي ملك سعودي بالتنحي عن طواعية، إذ أن الملك سعود تمت تنحيته في 1964 بعد محاصرته في قصره، ثم إرساله في رحلة آمنة إلى اليونان.

هذا ونشرت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية تقريراَ مطولاَ جاء فيه أن "الملك سلمان البالغ من العمر 81 عاما يعاني حاليا من مرض عقلي ولا يستطيع التركيز وإدراك ما يدور حوله إلا لساعات قليلة ومحدودة في اليوم".

وأشارت الصحيفة إلى أن محمد بن سلمان نجح في الإطاحة بابن عمه محمد بن نايف في شهر حزيران/ يونيو 2017، وانتهت المعركة بينهما لصالحه (أي لصالح ابن سلمان) رغم أن ابن نايف أكبر منه سناً بـ27 سنة

وقالت "ديلي ميرور" إن ابن سلمان البالغ من العمر 32 عاما فقط يطمع بما هو أكبر بكثير من وضعه الحالي، ويريد الاستيلاء على العرش وتولي الحكم في السعودية.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن ابن سلمان يهيمن حاليا على احتياطات النفط في المملكة والتي تشكل مصدر الثروة الأساسي لكل العائلة الملكية في السعودية.

وفي هذا المجال, كشف موقع «تاكتيكال ريبورت» أن الملك السعودي أفصح، خلال اجتماع خاص، بأنه لا يرى ضرورة لنقل السلطة الآن إلى نجله ولي العهد الأمير محمد، رغم اتخاذه كل الإجراءات والترتيبات اللازمة لتنصيب الأخير ملكا حال حصول مكروه له أو تدهور حالته الصحية.

وعلى مدى عامين، أثار الصعود السريع للأمير محمد بن سلمان قلقاً وتوترات بينه وبين عدد من الأمراء في الأسرة المالكة، وحتى وإن بدا أن كل ذلك انتهى بعد سلسلة من الاعتقالات والقرارات عززت من سلطته ونفوذه باعتباره الحاكم الفعلي للملكة، إلا أن هناك من برى أن الأمور ليست بهذا الحسم.

 

وفي تقرير أعده «مركز أبحاث الأمن القومي» الإسرائيلي قبل عام، أكد أن احتكار ابن سلمان “عملياً السلطات الفعلية في المملكة، يكرس حالة من عدم اليقين والضبابية بشأن سياسات المملكة المستقبلية ويرمي بظلال من الشك حول قدرتها على مواجهة التحديات التي تتعرض لها.

وأكد المركز، في ورقة أعدها مسؤول قسم الخليج (الفارسی) في المركز يوئيل جوزينسكي، ونشرها حينها على موقعه، أنه على الرغم من أن صغر عمر ولي العهد الجديد يضمن له البقاء فترة طويلة على رأس الحكم في السعودية، إلا أن هناك شكوكاً في قدرته على إدارة حكم البلاد في ظل المخاطر الجمة التي تتعرض لها.

وأشارت الورقة إلى أنه على الرغم من أن الأمير محمد بن سلمان حظي بتأييد 31 من أصل 34 من أعضاء “هيئة البيعة”، إلا أن التأييد الذي يحظى به داخل العائلة المالكة ليس مطلقاً. فالمعارضة يمكن أن تنبثق من داخل الأسرة المالكة نفسها — أولئك الذين ليسوا راضين عن صعوده، ومؤهلاته، وأسلوبه الإداري — حيث إن حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على منح نجله محمد صلاحيات كبيرة لتمهيد الظروف أمام توليه مقاليد الحكم، أفضى إلى ظهور عدد غير قليل من الخصوم له داخل الأسرة المالكة.

وقالت الورقة، إن عدداً من الأمراء طالبوا خلال عام 2015 بالتغيير، في خطوة فسرت على أنها “عدم ثقة” بالملك ونجله.

وأشارت الورقة في الوقت ذاته إلى أن حالة من خيبة الأمل تسود في أوساط السعوديين من التطبيق المتعثر لـ”رؤية 2030″ التي قدمها بن سلمان والتي تقوم على تجهيز الاقتصاد السعودي لمرحلة ما بعد النفط، مشيرة إلى أن السعوديين ضاقوا ذرعاً بارتفاع الأسعار ومواجهة تبعات تقليص الدعم للسلع الأساسية.

وفي الوقت الحالي، تبدو مملكة سلمان في طور التشكل، في خضم تحولات حقيقية تشهدها السعودية على الصعيد الداخلي والمنطقة ككل. وربما لا يتعرض هذا التعيين الجديد لأي تحد من بقية الأمراء أو أي مجموعات داخل البلاد، ولكن المستقبل يبدو مليئا بالمشاكل.

ولا يعتبر محمد بن سلمان رجل سلام ولا هو رجل دولة محنك. فهو يعتقد أن المال فقط بإمكانه حل المشكلات، إلا أن هذا لم يمكّنه إلى حد الآن من تحقيق الانتصار في العديد من الحروب والصراعات التي أشعل فتيلها. وهو على الأرجح سيتسبب في اندلاع المزيد من الحرائق في المنطقة علاوة عن عجزه عن إطفاء تلك المشتعلة حاليا.