"إنسانيون" في النهار.. إرهابيون في الليل؛ هم أصحاب الخوذات البيضاء!

الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

«الخوذ البيضاء»، هي منظمة تأسست في آذار مارس عام / 2013 /في اسطنبول على يد البريطاني / جميس لو ميجر / ، وهو «خبير أمني»، وضابط سابق في الاستخبارات العسكرية، و تضم المنظمة حوالي مئة و عشرين مركزاً في ثماني محافظات، وثلاثة آلاف متطوع، عملوا منذ تأسيسها في عام  2013 ، و تدربوا في تركيا، ويحصل كل منهم على أجر يعادل/ 150 / دولاراً شهرياً وتم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام.

العالم - سوريا

و يشير تقرير ل « للوكالة الأميركية للتنمية » عام 2015  إلى أنها قدمت، أي الوكالة ، أكثر من ثمانية عشر مليون دولار لفرق « الدفاع المدني السوري»، ووفقاً لمجلة « نيوزويك » الأميركية، تأسست « الخوذ البيضاء كعملية شعبية من أجل تجنيد متطوعين للعمل في مجال الدفاع المدني ، وللهيئة ميزانية تبلغ ثلاثين مليون دولار سنوياً ينفق معظمها على المعدات ودفع منح للمتطوعين .

هذه هي الصورة الوردية التي تحاول الجهات المعادية للدولة السورية وحلفائها إظهارها بهذه الصورة الإنسانية التي تستحق التقدير ، أما حقيقة الأمر بالنسبة للكاتب والصحفي الأمريكي / كارتالوتشي /  فهذه المنظمة ليست إلا واحدة من المسرحيات الأمريكية المضللة للرأي العام ، وهي عبار عن منظمة مشبوهة أعضاؤها من المجموعات الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة التي تقود هذه الحرب الإجرامية ضد سورية .

وقال كاتالوتشي: إن هدفهم و مصالحهم الرئيسية التي لأجلها تم تمويلهم بعشرات الملايين من الدولارات ، هو التلاعب بالقلوب و العقول من أجل دعم المجموعات المسلحة المدعومة من الغرب ، وليس من أجل ” إنقاذ الأرواح أو لإحلال السلام في سوريه.

الدكتور بشار الجعفري ، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة تطرق في جلسة مجلس الأمن التي عقدت مؤخراً بشأن سوريا إلى عمل هذه المنظمة في سوريا ، و منشئها ، مستشهداً بصورٍ لمن يطلق عليهم لقب « الأبطال و دعاة السلام » ، ليرفع الصور أمام الحضور ، و يكشف أن من يدعي أنه ينقذ الضحايا في النهار هو نفسه من يحمل صاروخاً في الليل .

و كانت منظمة غربية ( southfront.org ) تعنى بكشف الحقائق، قد نشرت على موقعها الالكتروني صوراً من موقع تويتر لأصحاب « الخوذ البيضاء » و هم يعملون كإرهابيين ليلاً، و تظهر الصور رجلاً يعمل في المنظمة خلال اليوم ، و هو عنصر ماتسمي بـ"جهادي" يحمل سيفاً متجهزاً لقطع الرؤوس باسم الدين، و نفس الشخص يقف أمام سيارة إسعاف في ضوء النهار و يحمل كاتيوشا على كتفه في صورة مقابلة . 

 و آخر يعمل متطوعاً في المنظمة و يرمي جثث المدنيين في حاوية القمامة.

و يقول التقرير وفقاً للصور التي نشرناها فإن رجال ما يسمى ب « المعارضة المعتدلة » يتطوعون نهاراً لتقديم المساعدة للمدنيين و من ثم يتحولون إلى عناصر إرهابية و يقصفوا ذات الأشخاص الذين تمت مساعدتهم .

و تفتح الصور باب الشك بعمل هذه ” المنظمة الانسانية ”  و بأن تكون حيادية طبقاً للصور المنتشرة ، و مصدر تمويلها ، و سبب نشأتها وتأسيسها .

 المنشأ المشبوه عن "الخوذ البيضاء"

غير أن هذه الصورة الطيبة التي يقدمها الإعلام الغربي تتنافى مع ما يراه الباحثون المستقلون أثناء جولاتهم في سوريا، ومع ما يراه ويعيشه سكان المناطق التي تتواجد فيها هذه الجماعة، ومنهم الصحفية فانيسا بيلي كشفت حقيقة جماعة ما تسمى بـ"الخوذ البيضاء".

وتنظر الصحفية إلى منظمة "الخوذ البيضاء" على أنها جماعة تدعم الأطماع الاستعمارية للدول الغربية وتؤيد نشاطات المجموعات المتطرفة في سوريا. وليس هذا فقط، بل جمعت فانيسا المعلومات الموثقة التي تلقي الضوء على دور "الخوذ البيضاء" في الحرب الإرهابية ضد الحكومة السورية.

وتقول فانيسا إنه يمكن لمن يقضي ساعات معدودة في حلب الشرقية أن يعثر على كمية هائلة من الدلائل على أن منظمة "الخوذ البيضاء" تمارس العنف أو تتغاضى عن عنف الآخرين واستخدامهم للمدنيين كدروع بشرية. ويقدم "الخوذ البيضاء" دعماً لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" من خلال توفير احتياجاتهما ورصد مسارات الطيران السوري والروسي.. إلخ.

وقال ميزوريه لمجلة "مينز جورنال" في عام 2014  إن إنشاء منظمة "الخوذ البيضاء" تصادف مع وجوده في تركيا حيث قضى إجازته هناك، ورأى لزاماً عليه أن يساعد المدنيين في سوريا بعدما استمتع إلى اللاجئين القادمين منها الذين حكوا عن الدمار الذي أصاب بلادهم.

وتقول فانيسا إنها تعتقد بأن العكس هو الصحيح، فوجود ميزوريه في تركيا وقتما أنشئت منظمة "الخوذ البيضاء" لم يكن هكذا بالصدفة. وتم ذلك حين بدأت جهود إسقاط "نظام الأسد" تتعثر.

والأكثر إثارة للاهتمام أن ميزوريه لم يواجه صعوبة في الحصول على الدعم المالي من الدول الأجنبية. وحصل ميزوريه في بادئ الأمر على مبلغ يقارب 300000 دولار من عدد من الدول منها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. ثم ارتفع حسابه إلى 100 مليون دولار حين بدأ يتلقى الدعم من المنظمات غير الحكومية. وحصل ميزوريه من هولندا على 4.5 مليون دولار ومن ألمانيا على 4.5 مليون دولار ومن الدانمارك على 3.2 مليون دولار. ووصلت المعدات وتجهيزات أخرى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

شارك (ميزوريير) كضابط استخبارات فى كوسوفو ، وترك عمله بالجيش عام 2000 ، ليلتحق بالعمل بالأمم المتحدة ، وقد صرح ميزوريير بنفسه بمسؤوليته عن تدريب أول مجموعة من أصحاب الخوذ البيضاء فى تركيا ، من خلال مدربين أمريكيين وبريطانيين .

وحصلت الجماعة على ما يزيد على 150 مليون دولار أمريكي قبل فبراير/شباط 2018.

ماذا انكشف

وتبين من تحليل مقاطع الفيديو المسجلة عن نشاطات "الخوذ البيضاء" أنهم لم ينقذوا المدنيين في سوريا بل على العكس قاموا باتخاذ الإجراءات التي تودي بحياة الإنسان.

وكشفت منظمة "أطباء سويديون لحقوق الإنسان" أن من يسمون أنفسهم منقذين وطوعيين لم ينقذوا الأطفال السوريين بل على العكس قاموا بقتلهم. وبعد التدقيق بالمقاطع المسجلة التي تظهر معاناة أطفال سوريين نتيجة "هجوم كيميائي" مفترض، توصل الخبراء السويديون إلى أن "المنقذين" يقومون بحقن الطفل بالأدرينالين في منطقة القلب بواسطة حقنة ذات إبرة طويلة، مع العلم أن الإسعاف الأولي لمصابي الهجوم الكيميائي لا يتم بهذه الطريقة. ولم يتم الضغط على مؤخرة الحقنة في مقطع الفيديو المسجل وهذا يعني أنهم لم يقوموا بحقن الطفل بالدواء.

على أي حال فإن ما أعلنه "الخوذ البيضاء" من أنهم أنقذوا أكثر من 90 ألف شخص موضع الشك لاسيما وإنهم والحكومات الغربية الداعمة لهم لم يقدموا أية وثائق ولم يعلنوا أسماء من تم "إنقاذهم".

وتشير فانيسا إلى أن الفيلم الوثائقي الذي نال جائزة اوسكار قام بتصويره عناصر الجماعة بواسطة ما وُضع تحت تصرفهم من معدات تقنية راقية لا يشغّلها إلا من تلقى التدريبات المناسبة.

وليس هذا فقط، بل عرضت الجماعة في أحيان كثيرة مقاطع الفيديو والصور المزيفة عن عملياتها "الإنقاذية".

ويخدم عمل "الخوذ البيضاء" غرضا آخر يتمثل في تمويه فظائع المتطرفين المتعاونين مع الجماعة والتستر على ما يعملونه على أرض الواقع.

وقامت فانيسا وغيرها من الباحثين المستقلين بتسجيل وتدوين وقائع التعاون الوثيق بين منظمة "الخوذ البيضاء" وتنظيمات التطرف مثل "جبهة النصرة" و"حركة نور الدين الزنكي" في حلب الشرقية وأماكن أخرى.

وحاورت فانيسا الكثيرين من السوريين الذين قالوا لها إن "المراكز الإنسانية" التابعة لمنظمة "الخوذ البيضاء" تقع دائما قرب قواعد "النصرة" وإن الذين يتلقون العلاج في مستشفياتهم معظمهم عسكريون وليسوا مدنيين. واستخدمت الجماعة أحيانا نفس المباني التي تتواجد فيها "النصرة" وتنظيمات الإرهاب الأخرى.

وتقول فانيسا: "ذهبت إلى حلب الشرقية في ديسمبر/كانون الأول 2016 حين حررها الجيش العربي السوري من الإرهابيين. ونفى منتسبو الهلال الأحمر العربي السوري الذين تحدثت لهم أن يكونوا رأوا الخوذ البيضاء هناك في حين قال المدنيون الذين حاورتهم إنهم لا يعرفون من هم الخوذ البيضاء، وإن الجماعة الوحيدة للدفاع المدني التي سمعوا عنها هي جماعة الدفاع المدني التابعة لجبهة النصرة. وقال بعضهم إنهم رأوا كيف يسرق أعضاء هذه الجماعة جثث الموتى".

"اسرائيل"تهرّب اصحاب الخوذ البيضاء من سوريا ليلاً

هرب جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو ثمانمائة عنصر ممن يسمون أصحاب الخوذ البيضاء وعائلاتهم من جنوبي سوريا الى الأردن برا، وقال إن العملية جاءت بناء على طلب من الولايات المتحدة ودول أوروبية.

بدورها أعلنت الحكومة الأردنية أنها سمحت بتنظيم مرور نحو ثمانمائة من عناصر الخوذ البيضاء قادمين من سورية عبر الأردن لتوطينهم بدول غربية. مشيرة ان دخول هؤلاء العناصر جاء بعد ان قدمت ثلاث دول غربية هي بريطانيا وألمانيا وكندا تعهدا خطيا ملزما قانونيا بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم بحسب زعمه، مضيفة إن هؤلاء العناصر سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم عبر الأردن والتي التزمت بها الدول الغربية الثلاث على أن يكون سقفها ثلاثة أشهر.

عملية تهريب هؤلاء العناصر تاتي بعد الكشف عن ارتباطهم بالجماعات الارهابية في سورية وبعد افتضاح الدور التضليلى الذي لعبوه في قلب وتزييف الحقائق. حيث اشارت تقارير الى ان الدول الغربية ناقشت امكانية بقائهم او اخراجهم من سوريا بعد الاشارة الى ان وجودهم بات عديم الفائدة.

فضح انحيازهم

ولا غرابة أن منظمة "الخوذ البيضاء" على اتصال وثيق مع تنظيمات من هذا النوع مع العلم أن الجماعة تتواجد في المناطق السورية التي تحتلها تنظيمات الإرهاب.

وبالإضافة إلى المساعدة الطبية التي تقدمها الجماعة إلى تنظيمات من هذا النوع توجد المعلومات الموثقة عن تعاون "الخوذ البيضاء" مع تلك التنظيمات في المسائل الأكثر خطورة.

وعلى سبيل المثال يُظهر مقطع الفيديو الذي التقط أثناء قيام النصرة بشن الهجمة الشعواء في شهر مارس/آذار 2015، "الخوذ البيضاء" يعتدون على المدنيين بالضرب بالتنسيق مع عناصر النصرة. ويُظهر مقطع الفيديو الآخر "الخوذ البيضاء" يحتفلون مع عناصر جبهة النصرة بـ"الانتصار" في الساحة الرئيسية لمدينة إدلب.

وهناك مقاطع فيديو تسلط الضوء على مشاركة "الخوذ البيضاء" في تنفيذ حكم الإعدام على ضحايا الجهاديين والتي ينشرها أعضاء منظمة "الخوذ البيضاء" بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وثمة صور ومقاطع فيديو كثيرة تُظهر عناصر منظمة "الخوذ البيضاء" يحملون السلاح أو يقفون وسط المجموعات المسلحة.

ويُظهر أحد مقاطع الفيديو الذي التُقِط في محافظة درعا في يونيو/حزيران 2017، سير أحد عناصر منظمة "الخوذ البيضاء" على الجثث الممزقة لجنود الجيش السوري الموضوعة في صندوق سيارة الشحن.

ويُظهر نفس الفيديو المسلحين الموجودين قرب السيارة يلوّحون بالرأس المقطوع. ولا يربك هذا المشهد عنصر منظمة "الخوذ البيضاء" الذي ينتشل العلم السوري من تحت الجثث ويرميه على الأرض.

وأعلن "الخوذ البيضاء" تنصّلهم من تلك الوقيعة زاعمين أنهم طردوا المتطوع "الوقح".

ولم تعبر المصادر الرسمية والإعلامية الغربية عن استنكارها لتلك الوقيعة غير الجائزة لمن ينسبون أنفسهم إلى فريق الدفاع المدني.

وتشير فانيسا إلى وجود فريق الدفاع المدني الحقيقي في سوريا والذي أنشئ في عام 1953.

وعمل الفريق في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة ويحتلها المتمردون على نحو سواء حتى عام 2016 عندما اضطر إلى مغادرة المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة حفاظا على سلامة أفراده الذين هددهم المتطرفون أثناء قيامهم بأعمال الإنقاذ.

والتقت فانيسا أثناء وجودها في سوريا بأعضاء الفريق في حلب واللاذقية وطرطوس ودمشق. وكشفوا لها أن عناصر جبهة النصرة وتنظيمات التطرف الأخرى اغتالوا زملاءهم بوحشية في حلب الشرقية والرقة ودير الزور وإدلب، واستحوذوا على معداتهم بما فيها سيارات المطافئ والإسعاف الأولي. وانضم الكثيرون منهم إلى جماعة "الخوذ  البيضاء".

وكشف المتطوع الإنساني بيير لي كورف  في فيلمه الذي تم تصويره في معقل "الخوذ  البيضاء" في حلب بعدما غادرها "الخوذ  البيضاء" مستقلين سيارات الأوتوبيس مع عناصر "النصرة" وعناصر تنظيمات مسلحة أخرى الذين هربوا من المنطقة في ديسمبر/كانون الأول 2016  مستفيدين من اتفاق العفو والهدنة التي أعلنتها الحكومة السورية موفرة لهم المخرج الآمن إلى إدلب، كشف العلاقة  غير المنفصمة بين المجموعات المسلحة ومنظمة "الخوذ  البيضاء".

ويظهر في فيلم المتطوع الفرنسي مبنى المدرسة السابقة الذي احتله "النصرة" و"الخوذ  البيضاء" وحوّلوه إلى قاعدة عملياتية تضم المركز العسكري والمحكمة "الشرعية" والسجن وغرف تنفيذ أحكامها ومستودعات الذخيرة. وزُيِّن القسم من المبنى الذي احتله "الخوذ  البيضاء" بالرسوم والأعلام التي تؤكد ولاءهم لمجموعات إرهابية.

صور مزيفة

ومن سخرية القدر أن رئيس منظمة "الخوذ  البيضاء" رائد صالح مُنع في أبريل/نيسان 2016 من الدخول إلى الولايات المتحدة وتم ترحيله من مطار واشنطن.

وعندما سئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر عن تلك الحادثة تعذر عليه أن يرد مؤكدا بذلك أن الولايات المتحدة زودت الجماعة بـ23 مليون دولار على أقل تقدير على الرغم من الاشتباه بأن لصالح صلة مع المتطرفين.

وبينما يستمر الغرب في توفير الدعم المالي لـ"الخوذ  البيضاء" ويظل يسبح بحمدهم، ترتسم ملامح الانهيار الذي يطال أطراف واجهة الجماعة.

وإضافة إلى ذلك تكشف التحقيقات التي يجريها الصحفيون الجريئون أمثال فانيسيا بيلي أن الجماعة وليدة الدول الغربية التي سعت إلى تغيير نظام الحكم في سوريا.

الرئيس السوري عن فيلم "الخوذ البيضاء": نهنئ "النصرة" حصولها على أول أوسكار

وفي وقت سابق، علق الرئيس السوري، بشار الأسد، على فوز فيلم "الخوذ البيضاء" بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير وقال: "علينا أن نهنئ النصرة على حصولها على أول أوسكار، هذا حدث غير مسبوق في الغرب، أن يتم منح القاعدة جائزة أوسكار، أمر لا يصدق".

خبير تشيكي: "الخوذ البيضاء" طلائع متقدمة لعمليات الإرهابيين

أكد الخبير التشيكي المختص بقضايا الشرق الأوسط الدكتور بيتر ماركفارت أن مجموعة ما يسمى "الخوذ البيضاء" هي اليد الطولى للمخابرات البريطانية "ام اي 6" في سوريا وأسست من قبل ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني له علاقات واسعة مع الأنظمة الخليجية".

مشيرا إلى أنه "بين عناصر هذه المجموعة العديد من عناصر المخابرات من دول أخرى ما يعني أنها في الحقيقة عبارة عن شركة للعمليات المشتركة لتحقيق مصالح الأنظمة الوهابية والدول الأنغلوسكسونية".

وأكد ماركفارت أن "أعضاء هذه المجموعة الذين يظهرون في صور الفيديو على أنهم ينقذون الناس من بين الحطام ليسوا في الحقيقة سوى طلائع متقدمة لعمليات الإرهابيين ولا سيما لجبهة النصرة".

وسبق أن أكدت العديد من التقارير أن مجموعة ما يسمى "الخوذ البيضاء" ليست سوى أداة للترويج لاتهامات ومزاعم باطلة بحق الجيش العربي السوري. حيث بين رئيس تحرير صحيفة "تقويم" التركية الكاتب أرغون ديلر أن "الخوذ البيضاء" التي تمولها الحكومة البريطانية وتدعمها الولايات المتحدة وتنظيم "القاعدة" تقف وراء الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون.

وتكشف الصور والتعليقات للعديد من أصحاب “الخوذ البيضاء” والتي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حقيقة انتمائهم إلى المجموعات الإرهابية وأنهم ليسوا كما يدعون “منظمة إنسانية” بل عبارة عن غطاء لتقديم العون للإرهابيين كذراع إرهابي آخر أوجده الغرب في سورية.

وقد لعبت “الخوذ البيضاء” دورا رئيسيا في تقديم مايسمى “أول دليل” على هجمات الأسلحة الكيميائية وغيرها ، ك”ذريعة” في حالة التدخل ضد الجيش السوري ، وتستخدم (الخوذ البيضاء) ، لتحقيق أهداف وخطط القوى الغربية في “الاستعمار الجديد” ، والمنظمات الإرهابية المتطرفة في سوريا.