أميركا تبدأ تقسيم "كعكعة" جنوب السودان مبكرا

الخميس ١٣ يناير ٢٠١١ - ٠٣:٥٧ بتوقيت غرينتش

بداية مبكرة لحصد نتائج المؤامرة التي رسمها الغرب ضد السودان من خلال مؤامرة ما يسمى استفتاء لفصل الجنوب عن الشمال، اعلن القنصل الاميركي في جوبا ، يوم الاربعاء، ان بلاده تشرع الان في عمل طريق بري سريع يربط بين جوبا عاصمة الجنوب المتوقعة ومدينة كمبالا عاصمة اوغندا، واشار القنصل في تصريحات للصحفيين خلال متابعته سير الاستفتاء الى ان بلاده لن تترك الجنوب، وسوف تعمل على تنميته بشكل سريع، وانها بدات بالطريق السريع بين جوبا وكمبالا؛ لانه طريق رئيسي لنقل البضائع الى جنوب السودان، موضحا ان حكومته سوف تقدم ما بين 300 الى 350 مليون دولار سنويا للحكومة في حال الانفصال. كلام المسؤول

بداية مبكرة لحصد نتائج المؤامرة التي رسمها الغرب ضد السودان من خلال مؤامرة ما يسمى استفتاء لفصل الجنوب عن الشمال، اعلن القنصل الاميركي في جوبا ، يوم الاربعاء، ان بلاده تشرع الان في عمل طريق بري سريع يربط بين جوبا عاصمة الجنوب المتوقعة ومدينة كمبالا عاصمة اوغندا، واشار القنصل في تصريحات للصحفيين خلال متابعته سير الاستفتاء الى ان بلاده لن تترك الجنوب، وسوف تعمل على تنميته بشكل سريع، وانها بدات بالطريق السريع بين جوبا وكمبالا؛ لانه طريق رئيسي لنقل البضائع الى جنوب السودان، موضحا ان حكومته سوف تقدم ما بين 300 الى 350 مليون دولار سنويا للحكومة في حال الانفصال.

 

كلام المسؤول الاميركي كشف نتيجة مؤامرة الاستفتاء لصالح مؤامرة الانفصال، وفضح ايضا جانبا اخر من المصالح الاميركية في جنوب السودان.

 

وهو ما اشار اليه لومان ادم احد قيادات العمل الاغاثي في جنوب السودان ان الولايات المتحدة حاضرة في الجنوب من خلال منظمات الاغاثة وبعض المشروعات المشتركة مع الحكومة الخاصة بالتدريب والتنمية، موضحا ان الولايات المتحدة يهمها الانفصال حتى تستولي على امكانيات الجنوب واهمها البترول، مشيرا الى ان منطقة ابيي ليست وحدها التي بها بترول، فهناك مناطق اخرى لم يتم اكتشافها بعد، بالاضافة الى منظمات الاغاثة الاميركية التي تستفيد من الانفصال؛ لان الجنوب بالنسبة لها كنز، فهي تحصل على مليارات الدولارات لاحداث التنمية في الجنوب، الا ان هذه المعونات يتم انفاقها على المرتبات والبدلات والرحلات الخاصة بموظفي هذه الهيئات والمنظمات.

 

ويتفق المواطن سليان بون مع الراي السابق، موضحا انه يسكن في قرية تابعة لمدينة جومبة شرق الاستوائية، ورغم ان قريته تبعد عن جوبا حوالى 45 دقيقة بالسيارة، لكن كل معالم التنمية تغيب عنها، فليس هناك مياه نظيفة او كهرباء او مستشفيات، وحتى المواصلات غير متوفرة، وفي المقابل هم يسمعون عن معونات كثيرة تاتي الجنوب من اجلهم، ولكن للاسف لا يرون منها شيئا.

 

 

وعن الدور الذي يلعبه الامريكان في الجنوب قال بون: ان امريكا تريد التقسيم؛ لان بلادنا غنية بالمواد الطبيعية، وهم يريدون السيطرة عليها؛ لان هذا الامر صعب جدا في ظل حكومة السودان المركزية.

 

ويضيف "لولو سو"، وهو من منطقة "ياي" التي تبعد عن جوبا بحوالى 100 كيلو متر، ان الانفصال سوف يخلف احتلالا اجنبيا بجنوب السودان، فالانفصال معناه اطلاق يد الولايات المتحدة في الجنوب لتسيطر على كل شيء، وسوف يتحول ابناء الجنوب الى "عبيد" عند الامريكان الذين يؤيدون سيطرة الصهاينة على الجنوب؛ لتهديد الوطن كله، واضاف سو انه كان مع الانفصال في البداية لكن بعد ان سمع عن المخططات الاميركية تحول لصالح الوحدة.

 

من جانبه، اكد البروفيسور ادم اكوك، وهو خبير اقتصاد واستاذ بجامعة جوبا، ان الوجود الاميركي بدا مبكرا في جنوب السودان، سواء على الصعيد الامني او الاقتصادي، فعلى الصعيد الامني قامت شركة "بلاك ووتر"، التي تولت مهاما امنية مشبوهة في العراق، بدخول الجنوب بعد تغيير اسمها الى "اكس اي"، وتعمل على التعاقد مع حكومة الجنوب؛ لتدريب الجيش الشعبي، وتوفير الحماية الامنية لمسولي الحركة وحكومة الجنوب بوساطة من ديك تشيني نائب الرئيس السابق، وعرضت الشركة عدم الحصول على مقابل لعقد قيمته 100 مليون دولار مقابل حق الانتفاع بـ50 بالمئة من مناجم حديد وذهب في الجنوب، وخاصة في اقليم بحر الغزال، وقد قامت شركات امنية تحت اشراف كريستوفر تايلور- نائب رئيس شركة بلاك ووتر- باجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس حكومة السودان، وكان برفقة تايلور كل من هاورد فيليب وايدجار برنس، وهما من كبار حركات اليمين المسيحي المتطرف.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي اضاف اكوك ان هناك العديد من رجال الاعمال الاميركيين قاموا بالفعل بشراء مساحات كبيرة من الاراضي في جنوب السودان بدعوى الاستثمار، وابرزهم رجل الاعمال فيليب هلبيرج- وهو مصرفي متقاعد- والذي اشترى 400 الف فدان لمصلحة شركة جيرش التي يمتلكها.

 

ويشير اكوك ان هناك ايضا مراكز ابحاث متعددة منتشرة في الاقليم، ويركز عدد كبير من تلك المراكز الاميركية على كل شؤون الجنوب، منها معهد السلام الاميركي، ومعهد وودرو ويلسون، ومركز التقدم الاميركي، وتهتم بتناول اوضاع الصحة والتعليم والحكم، واوضاع الحريات الدينية وغيرها.

 

وطبقا لدراسات اقتصادية متعددة فان منطقة جنوب السودان غنية جدا بثرواتها الطبيعية، كما انها واحة واعدة للاستثمار؛ حيث يحتوي الجنوب على اكبر مخزون يورانيوم في العالم من النوعية العالية النقاوة، وفي جنوب السودان ثروات معدنية كبيرة من الحديد والنحاس والذهب والكروم والمانجنيز والماس، وتحتوي منطقة جنوب السودان على ابار نفطية تختزن نحو 6 مليارات برميل، كما ان هناك منطقة نفطية تقع في ابيي بين الشمال والجنوب غير مستثمرة بعد، وعلى المستوى الصناعي تنتج منطقة جنوب السودان النسيج والغزل اليدوي، ودباغة جلود الحيوانات، والفخار.

 

وعلى المستوى الزراعي تمتلك منطقة جنوب السودان 70 الف كم مربع من الاراضي الصالحة للزراعة، وغابات تمتد على 23 بالمئة من اراضيها؛ ما يعني ثروة خشبية كبيرة، ومراع على امتداد 40 بالمئة من اراضيها تزيد عن حاجتها لاعداد المواشي التي تمتلكها، ومسطحات مائية تزيد على ما نسبته 7 بالمئة من الاراضي؛ ما يعني غناء كبيرا بالثروة السمكية، يضاف الى ذلك عبور نهر النيل باراضيها، ولكن لا وجود لمشاريع مهمة للاستفادة من ثروته المائية.

احمد سبيع