13/1/2011 محمد السروجي- مدير المركز المصري للدراسات والتنمية m_srogy@yahoo.com

الخميس ١٣ يناير ٢٠١١ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

الإخوان وعام على انتخاب المرشد العامكتبت منذ عام بالتزامن مع انتخاب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع مرشداً عاماً للإخوان مقالاً بعنوان"رسالة إلى فضيلة المرشد العام" وكانت الأجواء العامة في مصر والخاصة بالجماعة تختلف لحد ما عن الوضع الحالي ، كتبت لأطرح على فضيلة المرشد بصفته التنظيمية الكبيرة والشخصية المعتبرة والمقدرة جملة من الرؤى والآراء انطلاقاً من واجبي الشرعي ومسئولياتي الوطنية تجاه مصر الحبيبة وجماعة الإخوان قلب وعقل المعارضة المصرية وأمل الملايين في التغيير المنشود .تمهيد

الإخوان وعام على انتخاب المرشد العام

 

كتبت منذ عام بالتزامن مع انتخاب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع مرشداً عاماً للإخوان مقالاً بعنوان"رسالة إلى فضيلة المرشد العام" وكانت الأجواء العامة في مصر والخاصة بالجماعة تختلف لحد ما عن الوضع الحالي ، كتبت لأطرح على فضيلة المرشد بصفته التنظيمية الكبيرة والشخصية المعتبرة والمقدرة جملة من الرؤى والآراء انطلاقاً من واجبي الشرعي ومسئولياتي الوطنية تجاه مصر الحبيبة وجماعة الإخوان قلب وعقل المعارضة المصرية وأمل الملايين في التغيير المنشود .

تمهيد

تم انتخاب فضيلة المرشد في ظل أجواء لم تعهدها الجماعة على الأقل في فترة ما بعد السبعينيات ، أجواء تخص شخصه الموقر كما تخص طريقة انتخابه وما أثير حولها من لغط بقصد أو دون قصد داخل الجماعة وخارجها ، أجواء تم توظيفها سياسياً وأمنياً بهدف ترويع الرأي العام من الجماعة وبالتالي كان من نافلة المناخ العام استدعاء بعض الأحداث التاريخية بصورة انتقائية ومكررة تعودها المصريون لدرجة عدم الالتفات إليها حتى من الإخوان أنفسهم

تحديات وتهديدات

واجه المرشد والجماعة جملة من التحديات والتهديدات"الواقعية والمتوهمة" الداخلية والخارجية منها:

(1) استدعاء تاريخ المرشد وأنه من تلاميذ الشهيد سيد قطب وبالتالي من المتوقع أن يقود الجماعة إلى الداخل "التنظيم" بعيداً عن الحضور السياسي والإعلامي المتحقق في السنوات السابقة

(2) جملة من الإشكاليات المرحلة من السنوات السابقة شأنها شأن كل الكيانات والتنظيمات ، فضلاً عن القائمة والمتوقعة منها :

** حالة الاستهداف و الاستنزاف التي تعانيها الجماعة على المستوى البشري باعتقال القواعد والقيادات والمالي بمصادرة الأموال والشركات والمنهجي بالطعن في الثوابت والمنطلقات

** أزمة الثقة التي يعانيها المشهد المصري بين مكوناته السياسية دون استثناء بل على صعيد الكيان الواحد

** حالة الإجهاد التي يعانيها أعضاء الجماعة بسبب كثرة المناشط و الفعاليات نظراً لكثرة وتلاحق الأحداث و حرص الجماعة على مواكبتها انطلاقاً من الواجب الشرعي والمسئولية القومية

** الآثار الجانبية المترتبة على بعض الممارسات العلنية الخاصة ببعض الإخوان فيما يتصل بلوائح الجماعة ومؤسساتها ما أوهم بوجود خلافات أو عدم توافق في المواقف والتصريحات

** إعادة النظر في نمط الإعداد والتربية في ظل عالم متغير مع اعتبار الوضع المصري المأزوم معيشياً والمجمد سياسياً والمتربص أمنياً

** التوظيف الأمثل لإمكانات الأفراد لأن الجماعة أكبر مخزون بشري في مصر والعالم العربي

** فاعلية مؤسسات الجماعة الشورية والفنية في ظل الأوضاع الأمنية المتربصة

** إعادة النظر في منظومة المواصفات والمعايير التي يجب توفرها في الأفراد للقيام بالمسؤوليات التنظيمية والإدارية واعتماد معايير أكثر جودة

** معايير المساءلة والمحاسبية بمعني مراجعة أداء وإنجاز المسئولين في المهام المنوطة والتي يترتب عليه الإبقاء أو الإعفاء

** مدى توفر المساحات الكافية للحوار والنقاش داخل الجماعة لتوليد القناعات وتوضيح الرؤى والتصورات

نتائج ودلالات

لقد نجحت الجماعة بما تملك من نقاط القوة الفكرية والعقدية ، البشرية والتنظيمية ، المعنوية والمعلوماتية ، أن تتجاوز العديد من التحديات والصمود أمام التهديدات خلافاً لما كان يثار من مخاوف وتوهمات فكان التعاطي الرشيد الذي قد ينال عدم قبول بعض المتحمسين فضلاً عن المتربصين ، وكانت سمات الفترة القليلة الماضية "عام" تحمل العديد من النتائج والدلالات بل وبعض التحولات النوعية ومنها :

** المرشد الذي فاجأ الجميع – لعدم المعرفة الكافية به – بشخصيته المتوازنة والهادئة والقوية ، خطابه التصالحي المجمع الذي يجمع بمهارة وتوفيق بين الدعوة والسياسة في انسجام وتناسق مقبول لدى العديد من النخب وغالبية المصريين

** مؤسسية الجماعة وارتباطها بالقيم والمبادئ والأفكار لا الأشخاص ، على المستوي الفكري - الاستمساك بالمرجعية الإسلامية والشعار العبقري الإسلام هو الحل – وعلى مستوى الممارسات

** التأكيد على النضال الدستوري وانه نهج التعاطي، نضال يتسم بالوسطية بعيداً عن الغلو والسلمية بعيداً عن العنف والتدرج بعيداً عن الطفرة والانقلاب ، رغم محاولات وأجواء الاستفزاز والتوريط

** التواصل النوعي مع غالبية الأحزاب والقوى السياسية من خلال اللقاءات والحوارات والتنسيق في المساحات المشتركة "الجمعية الوطنية للتغيير ، لقاء من اجل مصر ، البرلمان الشعبي ،...."

** تحسن الصورة الذهنية عن الجماعة لدى عموم المصريين وخصوص النخب رغم حملات التشويه المتكررة وعلى مستوى الجماهير " نسبة الإقبال على الجماعة والتصويت الانتخابي عام 2010 زاد عن عام 2005 بنسبة 35%"

** متانة التنظيم الذي راهن البعض على النيل منه وفشل ، حين خرجت الأحزاب بعد جولة الانتخابات بالعديد من الجروح والشروخ والتصدعات وخرجت الجماعة متينة قوية

** استكمال مسير الجماعة للمزيد من المشروعية الشعبية وفض الاشتباك بين ما طُرح حول الخاص والعام والعلنية والسرية "راجع رسالة فضيلة المرشد لمسئولي العمل التربوي"

** فاعلية مؤسسات الجماعة الفنية والتنفيذية والشورية في اتخاذ القرارات الحاسمة والجريئة في الأوقات الحرجة "راجع آليات اتخاذ قرار المشاركة في الانتخابات والانسحاب منها "

** التأكيد على الجانب التربوي كمرتكز أساسي لأعضاء الجماعة بما يناسب طبيعة المرحلة خاصة على المستوى النفسي والإيماني "كونوا مسجديين ،، لن يسبقني إلى الله أحد "

** التأكيد على إعادة النظر في التوظيف الأمثل لإمكانات الجماعة خاصة البشرية وبالأخص أصحاب المواهب والإمكانات فمصر بحاجة للأكفاء من أبناءها

** التأكيد على توفير المساحات الكافية والآمنة للحوار والنقاش داخل الجماعة لتوليد القناعات وتوضيح الرؤى والتصورات

وأخيراً ..... قطعت الجماعة في ظل مرشدها الجديد خطوات نوعية إلى الأمام ومازال بطبيعة الحال أمامها الكثير الذي يتناسب مع حجم المشروع الذي تحمله والتحديات التي تواجهها والآمال المعقودة عليها.