احتجاجات شعبية في الجزائر وتحذيرات من الانفجار!

احتجاجات شعبية في الجزائر وتحذيرات من الانفجار!
الإثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

شهدت مدينة الجلفة مسيرة حاشدة ضد ما وصفوه بالظلم والتجاهل الذي قابلت به الحكومة الجزائرية جنازة الزعيم المحلي، والعقيد في ثورة التحرير، أحمد بن شريف، والذي يعد أبرز قائد سابق لجهاز الدرك الوطني بعد استقلال الجزائر.

العالم - الجزائر

كما خرج الأهالى فى محافظات بشار وورقلة والجلفة وبجاية إلى الشوارع لإيصال مطالبهم المعيشية والاقتصادية وإيصال معاناتهم مطالبين السلطات بتحسين الظروف المعيشية لسكان الجنوب وتوفير الخدمات الأساسية و تمكين الشباب العاطل من العمل.
أويحيى: الاحتجاجات ليست الحل 
ووصف الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، في أول رد رسمي، الاحتجاجات التي تشهدها منطقة ورقلة في الجنوب حول البطالة، بالشغب، معتبرا أنها لن تحل المشاكل.
وقال أويحيى في ندوة صحفية عقب لقائه برئيس حمس عبد الرزاق مقري، الأحد، “لنا مشاكل البطالة من بلدية عين قزام إلى بلدية حسين داي، ولا نعتقد ان البطالة حجة لعدد من الشباب لكي يحرمون المواطنين في ولاية ورقلة من حفل ثقافي”.
وأضاف “في بشار المشكل أن الدولة قادمة على توزيع سكنات، وهناك عدم رضا بالقوائم، لكن توجد طرق للتعبير والطعن وليس بالتكسير”.
اما عن ولاية الجلفة فقال أويحيى ” في الجلفة ذهب وفد وزاري إلى هناك للتعزية، وفي تقاليدنا الإسلامية والجزائرية لما يأتي عدوك لكي يعزيك فيجب أن تستقبله”، مؤكدا أن “ليس السكان أو عائلة المرحوم احمد بن شريف من احتجوا بل عدد من الشباب”.
وأكد أويحيى أنه يعتبر مسؤولية الأحزب تكمن في المساهمة في ترقية الأفكار، وأن الوفضى ليست مفتاحا لعلاج أي مشكل كان اقتصادي او اجتماعي.
رئيس حركة مجتمع السلم: مسيرة سكان الجلفة کانت سلمية وحضارية
ورد رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري ضمنيا على الوزير الأول أحمد أويحيى بخصوص تصريحاته حول احتجاجات الجلفة.
وقال مقري “لقد كانت مسيرة سكان الجلفة سلمية وحضارية عبر فيها المشاركون عن حالة التهميش وضعف التنمية وغياب العدل في التعامل بين الناس في مختلف الجوانب حتى بالاهتمام بالرموز التاريخية من ولاية إلى ولاية. فهل سيسمع المسؤولون هذه النداءات التي تتكرر من منطقة إلى أخرى؟”.
مسيرات مدينة الجلفة
وانتقد المحتجون في مدينة الجلفة غياب الممثلين الرسميين للحكومة الجزائرية عن استقبال جثمان الفقيد بعد نقله من باريس، حيث كان يعالج، وعن مراسم الجنازة التي أقيمت الخميس الماضي في الجلفة.
وحضر وزير الداخلية الجزائري، نورالدين بدوي، إلى المدينة السبت، لتقديم التعازي لعائلة العقيد بن شريف، غير أن سكان المدينة اعتبروا أن حضوره غير مرغوب فيه وقوبل باحتجاجات ترفض زيارته.

وأكد المحتجون أن مظاهرتهم سلمية ولا تقف وراءها لا أطراف سياسية ولا جمعيات لها أهداف أخرى، وأن ما يطالبون به هو رد الإعتبار للمنطقة وللراحل أحمد بن الشريف، الذي يستحق الإعتراف والتكريم على التضحيات والجهود التي بذلها خلال ثورة التحرير وبعد الإستقلال.

قنبلة موقوتة
ووصفت الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان منطقة الجنوب بـ"القنبلة الموقوتة" التي قد تنفجر في أي لحظة. 
ووسط مخاوف من استمرار هذا الوضع المحتقن، حذرت منظمات حقوقية من انخراط شباب المناطق المهمشة في الشبكات الإجرامية أو استقطابهم من قبل المنظمات الإرهابية، وطالبت الدولة بتمكينهم من حقوقهم.


ويعتبر العقيد بن الشريف أحد إطارات ثورة التحرير، كما تقلد مسؤوليات وحقائب وزارية في عهد الراحل هواري بومدين.

ولد أحمد بن الشريف يوم 25 أبريل 1927 بمدينة حاسي بحبح ولاية الجلفة في عرش أولاد نايل، لعائلة مرموقة وميسورة الحال وأبوه وجده كانا من أعيان أولاد نايل حيث درس في الكتاب العربية والقرآن قبل أن يلتحق بالمدرسة الفرنسية، التحق بعدها بالجيش الفرنسي ليتخرج برتبة ضابط صف وعمل بثكنة صور الغزلان العسكرية.

وفر بن الشريف من الجيش الفرنسي رفقة عدد من الضباط يوم 31 جويلية 1957 والتحق بالثورة ممثلة وزارة التسليح والاتصالات العامة المعروف بالمالغ وعمل بالولاية السادسة التاريخية تحت إمرة سي الحواس وخاصة الحدود الجزائرية التونسية إلى غاية إلقاء القبض عليه من طرف فرنسا عندما جاء كمبعوث من الحكومة المؤقتة في تونس لإجراء تفتيش في الولاية الرابعة، وتم وضعه في السجن إلى غاية ما بعد توقيف القتال في 19 مارس وتسريح المساجين.

 

وصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، الراحل المجاهد أحمد بن شريف بعملاق الثورة الجزائرية، مؤكدا أنه من أقدم عقداء الجيش الوطني الشعبي.

وقال ولد عباس خلال إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، بمطار هواري بومدين، أن الراحل المجاهد كان رجل خارق للعادة بالتواضع والإلتزامية، كان شعبي نابع من الشعب ورجع إلى الشعب.

ونعى رئيس حركة مجتمع السلم السابق، أبو جرّة سلطاني، الفقيد المجاهد أحمد بن الشريف، واصفا اياه بالصديق الحميم للشيخ المرحوم محفوط نحناح، وقال أن حضوره الجنازة هو من مبدأ الحفاظ على أواصل الصداقة على مدار 10 سنوات وهو على رأس الحركة.

واكد ان المرحوم يعد من الرجال العظماء الذين فقدتهم الجزائر، وكلما تفقد الجزائر رجل من رجالها، تُقطّع صفحة من صفحات تاريخها، داعيا الجيل الصاعد أن يقرأ هذه الصفحات قراءة عميقة ومستبصرة لأجل تأدية الواجب الذي قام به المجاهدين، باعتبار أن الفقيد وجد في ذاكرته الكثير من صفخات التاريخ الجزائري، ومن الأبطال الذين حرروا الجزائر وأنجبوا جيلا يمكن أن يحافظ على أمنها واستقرارها ويجسّد حلم الشهداء.

بوتفليقة: الجزائر فقدت مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر

فقد بعث الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى كافة أفراد أسرة العقيد أحمد بن شريف الذي انتقل إلى رحمة الله يوم السبت عن عمر ناهز 91 عاما، أكد فيها أن الجزائر فقدت برحيله “مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر”.

وكتب بوتفليقة في برقيته، “فقدت الجزائر اليوم برحيل العقيد أحمد بن شريف طيب الله ثراه، مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر الذين سطروا في تاريخها صفحات عز ومجد وفخار، إذ كان الفقيد يمثل جيلا كاملا بما ينطوي عليه الجيل من حب وإخلاص للوطن، ومن إقدام وشجاعة في ميادين النزال، ومن عزم وتصميم على بناء مجتمع آمن”.

“وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”.