الاغتيالات؛ اداة جديدة لتصفية الحسابات في اليمن!

الاغتيالات؛ اداة جديدة لتصفية الحسابات في اليمن!
الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

بعد مرور یوم واحد فقط علی الانتقادات الشدیده التی طرحها عبدربه منصور هادي بشان انعدام الامن في عدن، اغتیل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية بمطار عدن الدولي، فهل يكون اغتيال هادي امرا محتملا؟

مباشرة بعد طلب الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي، انهاء انعدام الامن في عدن ووقف الاغتيالات، خلال جلسه عقدها مع القيادات الامنية في عدن وعدد من القادة العسكريين للتحالف السعودي – الاماراتي، تم اغتيال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لمطار عدن الدولي، هذا الاغتيال الى جانب سلسلة من الاغتيالات التي راجت وتصاعدت اخيرا في اليمن خاصة في عدن خلال الاشهر الاخيرة تحمل في طياتها نقاط مهمة وبالطبع رسائل أهم.

النقطه الاولى اللافتة للنظر هي تصاعد موجة استخدام الاغتيالات كأداة خلال الاشهر والايام الاخيرة في اليمن لكن بالنظر الى تاريخ الاغتيالات في هذا البلد خلال السنوات الماضية فلابد من التوقف عند هذا الأمر قليلا. لايمكن ان ننسى ان أحد الاسباب التي جعلت حركة انصار الله تتجه للتحرك نحو صنعاء وتقوم بتحرير العاصمة هو معاناة هذه الحركة من الاغتيالات المدروسة لقادتها في ظل حكومة هادي حيث اغتيل عدد ليس بالقليل من اعضاء حركة انصار الله في صنعاء آنذاك كما تم تفجير عدد كبير من المساجد حيث كانت تهدف هذه الممارسات الى تاجيج انعدام الامن في اليمن من جهة وإضعاف إرادة المعارضين ومنتقدي الحكومة بشان استمرار كفاحهم و انتقادتهم للأداء الحكومي من خلال تصفية الاشخاص المؤثرين من جهة اخرى.  

وبالرغم من كثرة الاحاديث التي اطلقت حول قيام جماعة القاعدة بعمليات الاغتيال في اليمن الى جانب ممارسات هادي في تصفيه المنتمين لحركة انصار الله، لكن يبدو ان استراتيجية الاغتيالات التي حدثت خلال الاشهر الأخيرة وخاصة في عدن باعتبارها محل اقامة منصور هادي تشير الى ان اصابع الاتهام تتجه نحو الامارات في القيام بهذه الاغتيالات على الاغلب. وبالنظر الى الملف الشخصي للاشخاص الذين اغتيلوا خلال الاشهر الاخيره فان اغلبية هؤلاء هم من انصار جماعة الاخوان في اليمن او السلفيين المعارضين للامارات او المؤيدين لهادي، الامر الذي يدل على ان الاغتيالات الاخيرهةخاصه في عدن جرت بصورة مدروسة لكن الاحصاءت غيرالرسمية تشير الى اغتيال 400 شخص في عدن خلال العامين المنصرمين حيث ان المنتمين الى التيار السفي المعارض للامارات وحزب الاصلاح وانصار هادي يشكلون جزءا ملحوظ من هؤلاء. ويعتقد بعض المحللين ان حضور الهادي في عدن منذ شهر حزيران / یونیو الماضي زاد من حجم الاغتيالات فيها واذا وضعنا هذا الامر الى جانب العداء التاريخي للامارات مع الهادي فعندها يتضح بان قيام الامارات بهذه الاغتيالات لاثاره انعدام الامن في عدن اي المدينة التي اعلنها هادي عاصمة لنفسه سيكون امرا محتملا.

وهذا يعني انه في حين ان الامارات لاتعير اي شرعية أو قبولا لهادي على الساحة اليمنية فإنها تتجنب اظهار معارضتها له بشدة، وتسعى الى ايجاد ظروف أمام هادي يعجز عن تحملها وبالتالي سيضطر مجبورا الى الابتعاد عن الساحة اليمنية خاصة عدن.

وتنظر الامارات الى عدن بانها ملك لها وانها "اي هذه المدينة" تستطيع ان تشكل المفتاح الرئيسي او اهم المفاتيح أمام الامارات لتحقيق حلمها في تشكيل مجموعة الموانئ الاماراتية في خليج عدن والبحر الاحمر، لذلك فان القبول بوجود ممثل للسعودية في هذه المنطقة يشكل امر صعبا للامارات قدرها قدر صعوبة التفكير بأنه في المستقبل "عندما يتم احتلال اليمن، فإن السعودية قد تأتي وتزعم امتلاكها لليمن".

وان تعلق الامارات بعدن وسائر الموانيء اليمنية وصل الى حد ان فضيحة ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد في قضية السجون الاماراتية في هذه المدينة واستياء وغضب الراي العام العالمي ازاءها لم تحل دون اصرار الامارات على ابقاء تواجدها في عدن.

ونظرا الى ما جاء واغتيال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية بمطار عدن الدولي فور توصيات هادي، فانه يمكن التوقع بان فرق الاغتيالات ستنشط اكثر من قبل في عدن من الان فصاعدا وان العناصر المناصرة لهادي وربما هادي نفسه سيكونون في طليعة أهداف هذه الاغتيالات اكثر من الاخوانيين والسلفيين المعارضين للامارات، وان هذه الاغتيالات قد تحولت الى الاداة الاكثر فاعلية هذه الايام لتصفية حسابات الامارات مع معارضيها وبالطبع منافسيها أيضا.

اغتيال المسؤول المالي لقوات طارق عفاش (المدعوم من الامارات) اذا لم يتم وضعه في خانة تصفية الحسابات السياسية فقد يكون تضلضلا سياسيا إماراتيا من أجل إبعاد الشبهات عن هذا البلد حول الضلوع في الاغتيالات التي تعصف باليمن خاصة عدن.

ابورضاصالح