تقارير تكشف السبب الحقيقي وراء الصراع التركي الامريكي!

تقارير تكشف السبب الحقيقي وراء الصراع التركي الامريكي!
السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:١٤ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الأزمة التي بدأت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تبدو تركيا هذه المرة أكثر حزماََ.

العالم - تركيا
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا تعول في سياستها الحالية في الشرق الأوسط على ضعف الموقف الأمريكي. وقد أكد مستشار الرئيس التركي، جميل أرتيم، أن الولايات المتحدة ترغب من خلال الضغط على تركيا في اختبار مدى تأثيرها في هذه المنطقة الساخنة.

وتعقيبا على عقوبات الولايات المتحدة، قال أرتيم إن الإدارة الأمريكية يجب أن تدرك أن العالم لم يعد مثلما كان سابقا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع ظاهريا يتعلق بالقس الأمريكي المحتجز حتى الآن في تركيا، أندرو برونسون، الذي سجن لمدة سنتين وسعت إدارة ترامب لإطلاق سراحه من خلف الكواليس.

وبعد أن أطلق سراح القس، وضع قيد الإقامة الجبرية في تركيا، لذلك تعالت الأصوات الأمريكية المنادية بفرض عقوبات على تركيا. وبالفعل، أمرت الإدارة الأمريكية بتجميد بعض أصول وزيري الداخلية والعدل التركيين.

وقد صرح أرتيم بأن الأمر لا يتعلق بالقس الأمريكي وإنما بالطرف الأقوى سلطة. فالولايات المتحدة لا زالت تتعامل بحماقة شديدة، ظنا منها أن العالم مازال يقوم على القطبية، مثلما كان أثناء وبعد الحرب الباردة، ولكن يبدو أنها غير مدركة أنه أصبح متعدد الأقطاب، حيث تتغير فيه موازين القوى باستمرار.

وأفادت الصحيفة بأن الأتراك احتجزوا القس الأمريكي من أجل الضغط على الولايات المتحدة لتسليم فتح الله غولن، على خلفية تخطيطه لمحاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016.

فتركيا تري ان الولايات المتحدة نفوذها في تضاؤل مستمر، بسبب انخفاض حصتها في الاقتصاد العالمي، فضلا عن أنها أصبحت مثقلة بالديون، بينما بدأت عملتها تفقد أهميتها في التجارة العالمية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد هم مصدر المشكلة بين الولايات المتحدة وتركيا، لأنهم يعتبرون الحليف الأقوى لواشنطن في المنطقة، التي تسعى بدورها إلى توسيع نفوذهم في سوريا.

في المقابل، ترى تركيا أن الأكراد يهددون أمنها القومي، لذلك ترغب في أن يكون هذا الكيان خاضعا لها.

فعلى الرغم من أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على تركيا ليست ذات أهمية كبيرة، إلا أنها ستلقي بظلالها على قيمة الليرة التركية. وفي حال أقرت لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس مشروع قانون يلزم ممثلي الولايات المتحدة في البنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية بخفض درجة الائتمان لتركيا، سيكون ذلك بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد التركي.

وأوردت الصحيفة أن تركيا تسعى لشراء أنظمة دفاع جوي روسية من طراز "إس-400"، وستمنح روسيا ترخيص بناء مفاعل نووي على أراضيها.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن تركيا تشعر أنها في موقع قوة، وهي تتبع سياسة الصبر وتحاول استغلال كل نقاط ضعف الأطراف الفاعلة، بهدف اتخاذ خطوة جديدة نحو بسط نفوذها في المنطقة. ويبحث أردوغان حاليا عن نقطة ضعف الولايات المتحدة، ولازال ترامب يقاوم.

ونوهت الصحيفة بأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، مرتبطة بزيارة الجنرال الأمريكي والقائد العام في حلف الناتو، كورتيس سكاباروتي، لأنقرة لتباحث الملف السوري، حيث تتصادم المصالح الأمريكية والتركية.