ادلب ..تركيا ترص صفوف الارهاب وبكين على خط الاجتثاث

ادلب ..تركيا ترص صفوف الارهاب وبكين على خط الاجتثاث
السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٢٥ بتوقيت غرينتش

كلما صغرت "قطعة الجبنة" زاد التنافس عليها . تجربة تاريخية يشترك فيها الانسان والحيوان وتعود في اصلها الى غريزة البقاء .

العالم - مقالات

ومن هنا يرى البعض ان تجميع الميليشيات المسلحة في  ادلب شمال البلاد، سواء المتطرف منها او ما بات يوصف منها بالمعتدل، كانت خطوة مدروسة بعناية من الأطراف الدولية المشجعة عليها ، انطلاقا من معرفتها بطبيعة الفصائل المجمعة في المحافظة لاسما "جبهة النصرة" التي وضعت بصمة دم لها اين ما كانت كما هو ديدن اختها "داعش" التي تلفظ انفاسها الاخيرة بعد اجتثاث جذورها من العراق وحصرها في منطقة جغرافية ضيقة في سوريا .

لم يمض وقت طويل لتثبت جدوائية هذه التجربة حيث شنت جبهة النصرة بتسميتها الجديدة "هيئة تحرير الشام" حملة مداهمة واعتقالات واعتقالات في عدة بلدات بمحافظة إدلب ، طالت قياديين في فصائل اخرى بذرائع شتى . القلق النصروي ينبع من تسارع العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه في منطقتي جنوب شرق حلب وشمال شرق حماة حيث اعلنت مصادر مطلعة ان الهدف هو مطار ابو الظهور لكن النصرة ترى انه ابعد من ذلك .

هذه الخطوة تنبع من ان هذه الجماعة الارهابية تدرك جيدا حجم الاطراف المتربصين بها بسبب جرائمها ونكثها للعهود التي قطعتها للجبهات الاخرى ليلا واستنكرت لها نهارا حتى بالنسبة للذين كانو يعدون "رفاق سلاح" ولهذا فانها تحاول استباق الامور من خلال تصفية معارضيها من اي فصيل كان.

لكن هناك من يغرد خارج سرب الاطراف الدولية التي تتطلع الى اجتثاث الارهابيين وتتشبث باي قشة للحصول على ورقة رابحة عسى ولعل تستفيد منها في المستقبل نظرا الى ان يدها باتت خاوية من اي ورقة ضغط ، الا وهي تركيا . فاستمرار للتلاعب بالاسماء ووحدة النوابا طلبت تركيا من “النصرة”، التي تشكل معظم قوام “هيئة تحرير الشام” في ادلب ، ان تحل نفسها وتظهر بمظهر جديد الى جانب الفصائل المسلحة الاخرى ، والتسمية الجديدة “الجبهة الوطنية للتحرير” وهو ما رفضته.

الاتئلاف الجديد الذي ميليشيات “جبهة تحرير سوريا”، بجناحيها “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي”، و”ألوية صقور الشام” و”جيش الأحرار” و”تجمع دمشق” إلى “الجبهة الوطنية للتحرير” لا يخفي حصوله الدعم علنا من تركيا . وهذا ما يعزز رؤية البعض الذي يعتقدون بان طلب انقرة من “النصرة” حل نفسها مجرد تمثيلية الهدف منها ذر الرماد في العيون لأنها مستفيدة من وجودها على اعتبارها أقوى ذراع عسكري لمواجهة الجيش العربي السوري في عمليته العسكرية المرتقبة لاسترجاع المحافظة المحتلة من “القاعدة”.

وفي تطور جديد لملف ادلب أعلن السفير الصيني لدى دمشق استعداد بلاده للمشاركة في معركة إدلب أو أي مكان آخر يوجد فيه "الإيغور". التصريح الصيني وان جرى تعديله في وقت لاحق ورهن بشرط صدور القرار السياسي من كبار المسؤولين في الدولة ، فانه وان تحقق لا يكشف عن ان بكين دخلت خط القتال مع الارهابيين بل انه يكشف عن القلق الصيني من تنامي قوّة المقاتلين الإيغوريين في سوريا واحتمالات عودة هؤلاء إلى الداخل وقيامهم بعمليات تزعزع الأمن، وهو ما دفعها إلى رفع مستوى تعاونها العسكري مع الجيش السوري بغية دعمه في قتال هؤلاء، فضلاً عن الرغبة في توسيع دورها العسكري في العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط وأفريقيا.