الحكومة العراقية تقدم حلولاً لا تقنع المحتجين.. لماذا؟

الحكومة العراقية تقدم حلولاً لا تقنع المحتجين.. لماذا؟
الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٠٨ بتوقيت غرينتش

يبدو ألا حلول تلوح في الافق العراقي رغم الوعود والتطمينات بتحسين الخدمات والطاقة الكهربائية، هل حقاً الحكومة العراقية تواجه عجزاً لترتيب وضعها السياسي كي تكون قادرة على تلبية مطالب شعبها؟

العالم - العراق

وسط وجنوب العراق خاصة، يعيش تحت صفيح ساخن سعرته اجواء الصيف اللاهبة.. تظاهرات واحتجاجات وتوعد باعتصامات حاشدة.. ما يفرض على القوى كافة مراجعة شاملة لخطابها وسياساتها إذا ما أرادت استعادة ثقة الجمهور مرة اخرى. فضلا عن ان طبيعة الفئات العمرية للمحتجين، وحجم الغضب، ستفرض على الجميع تغيير السياسات الزبائنية التي اعتمدت في العراق بعد العام 2003، والعمل على التعاطي بجدية مع بنية الفساد المستحكمة، وإلا فان الغضب في المرة القادمة لن يقف عند حدود الخدمات.

فسياسياً.. لا تزال الحوارات السياسية في العراق بعيدة عن تشكيل الحكومة الجديد، بسبب التباعد السياسي واتباع المحاصصة السياسية في تقسيم المناصب..

أطر قديمة

انتهت المدد الدستورية لتشكيل الحكومة العراقية الجديد، فيما تعمل الحكومة الحالية على تصريف الاعمال... اما حوارات الفائزين في الانتخابات، فلا تزال بعيدة عن اطر التوافق والاتفاق للبدء بتشكيل الحكومة الجديد فهي لا تزال تحاور بنفس الاطر القديمة التي تتبنى المحاصصة السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

شعبيا.. احتجاحات وتظاهرات تقف على مقربة من البرلمان ومقرات الحكومة تطالب بالاسراع حيث يطالب العراقيون بالاسراع بتشكل الحكومة الجديدة لحل العديد من القضايا العالقة وفي مقدمتها الخدمات.

وتماشيا مع الاحداث اصدرت الحكومة العراقية عدد من الاصلاحات اخرها احالة ملفات 50  مسؤولا حكوميا لهيئة النزاهة، متهمين بقضايا فساد اداري ومالي، لكن الخدمات لم تتحسن!!

يوم الجمعة اصبح منبراً لخروج مئات المحتجين ففي وسط العاصمة العراقية بغداد وفي البصرة وميسان والمثنى وذي قار والنجف وكربلاء المقدستين، خرجت تظاهرات حاشدة احتجاجاً على سوء الخدمات، ومحاسبة المسؤولين المقصرين.

تحسين الخدمات وفرص العمل

موقع السومرية نيوز، نقل عن مصدر امني قوله: بان مساعد قائد عمليات بغداد اللواء الركن محمد صبري تسلم من ممثل المتظاهرين المطالب بغية تسليمها الى رئاسة الوزراء العراقي حيدر العبادي".

وتظاهر مئات المواطنين، الجمعة، في ساحة التحرير وسط بغداد، للاحتجاج ضد الفساد وللمطالبة بتحسين الخدمات وفرص العمل.

اعتصام حتى تنفيذ المطالب

كما تظاهر المئات من المواطنين امام مبنى محافظة البصرة احتجاجا على سوء الخدمات، وتوعدوا بانهم سيعتصمون اليوم الاحد من اجل الضغط على الحكومة وتنفيذ المطالب التي وعدهم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي.

"ملينة منكم"

اما تظاهرات مدينة النجف الاشراف فقد حملت شعاراً "ملينة منكم"، وقالت السومرية ان هناك انباءً عن تأجيل موعد الاعتصام المقرر الأحد المقبل لاعطاء فرصة للحكومة لتنفيذ بعض المطالب.

تعديل الدستور

المئات من شيوخ وعشائر واهالي كربلاء تظاهروا عصر الجمعة، وسط كربلاء المقدسة وطالبوا بتحسين الخدمات والكهرباء وتعديل الدستور.

يشار الى ان البصرة واغلب المحافظات الوسطى والجنوبية تشهد ايام الجمعة من كل اسبوع تظاهرات حاشدة من اجل تحسين واقع الخدمات.

شكوى قضائية ضد العبادي

غير ان محافظة المثنى اتخذت مسلكاً جديداً حيث سجل معتصمون شكوى لدى القضاء ضد رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة أمنيين آخرين بسبب منعهم من نصب خيم الاعتصام كونها جزءا من حقوقهم.

ونقلت صحيفة الحياة عن عضو تنسيقية التظاهر في المثنى باسم خشان قوله، إن "القضاء تسلم دعوى باسمي وبدعم من المعتصمين ضد العبادي ومحافظ المثنى فالح الزيادي وقائد الشرطة اللواء سامي سعود، إضافة إلى قائد عمليات الرافدين اللواء الركن علي إبراهيم، وذلك بسبب مخالفتهم الدستور العراقي ومنعنا من ممارسة حقنا في التعبير عن الرأي والحق في الاعتصام".

واضاف خشان، أن "الحكومة المحلية والقادة الأمنيون منعوا المعتصمين من نصب خيم، بداعي وجود أوامر اتحادية بذلك، ما دفعنا إلى رفع شكوى قضائية ضد الجهات المحلية والاتحادية، وقادة أمنيين متورطين".

واوضح، ان "المعتصمين ثبتوا على موقفهم وبدأوا الاعتصام من دون خيم، وهذا ما عرضهم لمتاعب صحية، إضافة إلى أن عدم وجود خيم ساهم في تشتت الجهود، لكن الاعتصام ما زال مستمرا حتى الآن ولليوم الخامس بمشاركة مئات المواطنين من مختلف مناطق المحافظة وسط إجراءات أمنية مشددة".

الجدير بالذكر ان المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء جيدر العبادي اعلن انه "ينفذ برنامجا لاستقبال المعتصمين من كل محافظات العراق"، لافتاً إلى أن "آخر لقاء أثمر عن إصدار ما يقارب 30 توجيهاً تخص محافظة كربلاء، منها تمويل المخصصات اللازمة للمستشفيات والمراكز المتخصصة، والإسراع بإنجاز المستشفى التركي ومستشفى الأطفال، إلى جانب بدء التعيينات".

صرف الاموال لم تقنع اهالي الجنوب بوقف الاحتجاجات

هذا اكدت مصادر مطلعة ان اعلان الحكومة العراقية المنتهية ولايتها ببدء صرف الاموال للمحافظات الوسطى والجنوبية لم تقنع اهالي الجنوب بوقف الاحتجاجات ضد الفساد فقد استمرت التظاهرات المطالبة بتحسين الخدمات وفرص العمل في عدة محافظات بالوسط والجنوب بالاضافة الى العاصمة بغداد.

وكان وزارتا التخطيط والمالية قد اعلنتا البدء بصرف الاموال لمحافظات البصرة وذي قار والمثنى والنجف، فيما اكدت الحكومة انها تبذل جهودا حثيثة سواء بالمناقلات أم باستثمار ما تبقى من ميزانية الطوارئ، لحل الإشكالات المالية التي تعترض تنفيذ القرارات الخدمية.