مجزرة "الحديدة" بين فبركات تحالف العدوان والصمت الدولي!

مجزرة
السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

تحالف العدوان السعودي يواصل مجازره ضد اليمنيين والتي بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة ليستر على إخفاقاته المستمرة التي مني بها أمام الجيش و اللجان الشعبية وتاتي المجزرة الاخيرة المتمثلة باستهداف مستشفى "الحديدة" والتي أدت إلى استشهاد و اصابة أكثر من مئتي شخص،في هذا الاطار ايضا.

العالم-تقارير

وبدأ هجوم تحالف العدوان السعودي ضد الحديدة قبل اشهر عدة وسط صمت دولي وبلغ ذروته في الايام الاخيرة بقصف مستشفى الحديدة غرب اليمن، الذي ادى الى استشهاد نحو  60 شخصا و إصابة اكثر من 170 جريحا.

وتاتي هذه المجازر في الوقت الذي نشهد فيه قيام مسؤولين اماراتيين و سعوديين وقنواتهم الاعلامية بفبركة الاخبار بشأن مجزرة الحديدة وذلك بعد الضغوط الاممي والادانات المحلية لجرائم العدوان السعودي الاميركي على اليمن.

وقد ادعى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش في تغريدة بالإنجليزية على تويتر بان "التحالف السعودي أجرى تحقيقا ثبت خلاله أن حادثة الحديدة نجمت عن قذائف هاون أطلقت من مناطق الحوثيين".

ولكن السؤال الذي يطرح هنا بقوة هو انه كيف يمكن قصف المستشفى بالقذائف، ومن ثم استشهد وإصيب اكثر من مئتي شخص نتيجة ذلك؟

من جهة أخرى، زعم الناطق باسم تحالف العدوان، العقيد "تركي المالكي"، يوم أمس الجمعة، له "أدلة تثبت تورط الحوثيين في استهداف المدنيين في محافظة الحديدة، مؤكداً أن الحوثيين(انصارالله) أطلقوا قذائف الهاون من مقر الأمن المركزي على المستشفى، بالتزامن مع إحاطة المبعوث الأممي في مجلس الأمن بالوضع في اليمن." على حد ادعائه.

ولا يمكن تفسير هذه التخرصات التي لايقبلها اي منطق الا في اطار محاولات تحالف العدون الذي تشارك فيه الامارات والسعودية، لحرف الراي العام اليمني والعالمي من الجرائم الهمجية التي يرتكبها العدوان في اليمن والتي كان اخرها استهداف مستشفى الثورة، وسوق الاصطياد.

ويحاول تحالف العدوان تحسين صورته امام راي العام بعد كل هذه الجرائم البشعة بحق المدنيين في اليمن، ولكن ان محاولاته باءت بالفشل بعد الوثائق التي اعلنتها المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية منها منظمة العفو الدولي والصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة اوكسفام عن الجرائم الي ارتكبها التحالف في اليمن والتي دونتها مؤخرا وزارة العدل في حكومة الانقاذ اليمني في كتاب تحت عنوان "الإدانات الدولية لجرائم العدوان السعودي الاميركي على اليمن" يتضمن الكتاب تفاصيل المجازر السعودية الاميركية ضد الشعب اليمني وربما ان الوزير الاماراتي و المسؤول السعودي لم يسمعا هذه التقارير الدولية او لا يريدان ان يسمعها و اقتراحنا لأنور قرقاش و تركي المالكي ان يعودا الى هذه التقارير الدولية مرة اخرى و من ثم يعلقا على القضايا اليمنية. 

وفي نفس الوقت، فقد اعرب الأمم المتحدة عن "صدمتها" جراء هجمات استهدفت مستشفى وسوق سمك في الحديدة باليمن دون صدور بيان الادنة ضد تحالف العدوان.

وفي هذا السياق، عبرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن الجمعة عن صدمتها إثر تعرض مدينة الحديدة لغارات استهدفت سوق السمك ومستشفى "الثورة" الخميس، معتبرة أنه أمر لا يمكن تبريره.

وفي حين أعلنت المنسقة عن استشهاد 20 شخصا، وإصابة 60 آخرين، علقت حركة انصارالله على العدوان، مؤكدة عبر قناة "المسيرة"إنهما أديتا إلى استشهاد اكثر من 55 شخصا وإصابة 124 بجروح."

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليزا غراندي في بيان إن أعمال العنف هذه "تثير الصدمة"، مشددة على أن "المستشفيات محمية بموجب القانون الإنساني الدولي ولا شيء يمكن أن يبرر خسارة الحياة فيها".

وأضافت أن مستشفى الثورة الذي تعرض للعدوان  "هو الأكبر في اليمن وأحد المنشآت الصحية القليلة التي لا تزال تعمل في المنطقة. كما أنه يضم أحد أفضل مراكز علاج الكوليرا في المدينة".

من جهة اخرى كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن اليمن قد يتعرض لـ "موجة جديدة كبيرة" من حالات الكوليرا ودعت إلى هدنة في المعارك لثلاثة أيام لإفساح المجال أمام حملات التلقيح.

وقال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في المنظمة، بيتر سلامة، خلال مؤتمر صحافي في جنيف "لقد واجهنا موجتين كبيرتين من تفشي الكوليرا في السنوات الأخيرة وللأسف الظاهرة، التي نلاحظها منذ أيام وأسابيع تفيد بأننا قد نواجه قريبا موجة ثالثة كبرى".

وفيموضوع تفشي الكوليرا فبركت الجهات الاماراتية خبرا حيث حمل الوزير الإماراتي أنور قرقاش حركة  أنصارالله، مسؤولية تفشي وباء الكوليرا.

هذا المسؤول الاماراتي أبدى مخاوفه من عودة تفشي الكوليرا في مناطق سيطرة حركة أنصارالله في شمال اليمن، في الوقت الذي أصبح فبه كاشفا للجيمع ان جرائم العدوان أدت إلى انتشار الكوليرا في اليمن حيث أدى استهداف مختلف المناطق اليمنية من قبل مقاتلات تحالف العدوان السعودي الاميركي إلى تدمير المستشفيات وشبكات المياه العامة وبالتالي تفشي مرض الكوليرا في هذه المناطق.

وذهب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز إلى أن وباء الكوليرا الذي لم يشهد له العالم مثيلا في العصر الحديث، ظهر في اليمن عندما بدأ تحالف العدوان السعودي تدخله العسكري ضد اليمن عام 2015.

وحسب صحيفة نيويورك تايمز فقد قدّرت الأمم المتحدة عدد اليمنيين الذين هم على حافة المجاعة بنحو سبعة ملايين نسمة، وعدد المصابين بالكوليرا بنحو تسعمئة ألف.

وتختم الصحيفة تقريرها بالقول "الآن وبعد فرض الحصار البحري والبري والجوي الشامل على اليمن، تتهدد البلادَ زيادة كارثية في الأمراض والجوع".

و اما على لصعيد الداخلي فقد أدان المكتب السياسي لحركة لأنصار الله بأشد عبارات الإدانة والاستنكار استمرار تحالف العدوان في ارتكاب الجرائم البشعة بحق أبناء الشعب اليمني المظلوم والتي لم تتوقف منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي كان آخرها جريمتي المحوات ومستشفى الثورة في محافظة الحديدة وراح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى.

وقال المكتب السياسي لأنصار الله في بيان له: "إن هذه الجرائم تعبر بشكل واضح عن منهجية وأسلوب قوى العدوان الإجرامي المتوحش وتكشف بوضوح حجم الهزيمة واليأس المسيطرين على قوى العدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي".

كما أدانت وزارة حقوق الإنسان بشدة جريمة استهداف طيران تحالف العدوان السعودي البوابة الرئيسية لمستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.

وأشارت وزارة حقوق الإنسان في بيان إلى أن هذه الجريمة تعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني التي تُحظر أي هجمات متعمدة أو عشوائية ضد مدنيين أو أعيان مدنية.

في هذا الإطار، أصدر حزب الله بيانا أدان خلاله بشدة ارتكاب قوات تحالف العدوان السعودي الأميركي مجزرة بحق المدنيين العزل في الأسواق والمرضى في مستشفيات مدينة الحديدة اليمنية وأوقعت العشرات منهم بين شهيد وجريح في جريمة أذهلت العالم.

وحسب العلاقات الاعلامية لحزب الله، فقد جاء في البيان: "إننا في حزب الله إذ ندين بشدة هذه الجريمة النكراء، ندعو الدول الحرة في العالم والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان لإدانتها والوقوف بوجه مرتكبيها وفضح عدوانهم المتواصل على اليمن منذ أكثر من ثلاث سنوات".

وخلاصة القول ان تحالف العدوان السعودي يواصل جرائمه البشعة بحق سكان الحديدة  والمناطق اليمنية الاخرى عبر القصف العشوائي او الحصار منذ اكثر من ثلاث سنوات، وسط صمت دولي مخجل.

وقد اعربت الاوساط الداخلية الى جانب بعض المؤسسات الحقوقية عن استغرابها الشديد حيال صمت بعض المنظمات الدولية والدول الغربية المتتشدقة بالدفاع عن حقوق الإنسان ازاء هذه المجازر البشعة.