مشروع "برنارد لويس" الذي سقط في سوريا

مشروع
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:١٦ بتوقيت غرينتش

تمكن الجيش السوري خلال الفترة الأخيرة، من إسقاط مشروع العراب الصهيوني “برنارد لويس”، الهادف إلى تفتيت المنطقة وتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية.

العالم - مقالات وتحليلات

وسيطر الجيش السوري بعد سبع سنوات من الحرب التي بدأت عام 2011، على المدن المركزية في البلاد ومعظم المناطق الحدودية، بعد أن أكمل خلال الأيام الماضية سيطرته على كامل الحدود مع الأردن وفلسطين المحتلة، في حين يتحضر الجيش لمعركة إدلب آخر معاقل التنظيمات الإرهابية في الشمال والمدعومة من النظام التركي.

حيث يمكن القول الآن أن مشاريعَ تقسيمِ سوريا التي نظر إليها كثيرونَ في الغرب و”إسرائيلَ” ودولٍ أخرى، انتهت إلى غيرِ رجعة ولاسيما منها مشروع العرّاب الصهيونيّ لتفتيت المِنطقةِ العربية “برنارد لويس”، الذي كلّفته ادارةُ الرئيسِ الأميركيّ “جيمي كارتر” عندما كان يعمل مستشاراً لوِزارةِ الدفاعِ لشؤونِ الشرقِ الأوسط، لوضع خريطة جديدة لمنطقة الشرقِ الأوسط، حيث طلب إليه ألا تكون مماثلةً لاتفاقية “سايكس بيكو”، التي أُقيمت بناءً على الجغرافيا، ولكنّها تُبنى على “القوميات والطوائف”.

وفعلاً أعدّ “لويس” وثيقةً خطِرةً صادقَ عليها الكونغرس الأميركي عام 1983 لتقسيمِ المِنطقة العربية إلى أكثرَ مِن ثلاثين كياناً متنافراً وهزيلاً على أساس طائفي ومذهبي وقومي، من خلال ما يعرف بالفوضى الخلّاقة.

أما فيما يتعلّقُ بسوريا، فإنّ العراب الصهيوني اقترح تقسيمها أربعة كِيانات، هي “دولة علوية شيعية على امتدادِ الساحل، ودولة سنية في منطقة حلب، ودولة سنية حول دمشق، ودولة الدروزِ في الجولان”.

لكن وبعد سنوات الحرب التي مرّت على سوريا، استعاد الجيش العربي السوري السيطرةَ على أكثر مِن 75% من مساحة البلاد بما فيها معظمُ المدُنِ الكبرى، وأعادَ انتشارَه على غالبيةِ المناطقِ الحدودية ولاسيما معَ فِلَسطينَ المحتلة، في حين انهارت الجَماعاتُ المسلحةُ أو استسلمت، كما أنّ بعضَ قادة ما يسمّى “المعارضة” غيّروا لهجتَهم فيما يخص الأحداث والمصالحات والتسويات والدور الروسي.

فيما لم يبق خارج سيطرة الدولة السوري سوى جيب إدلب والمناطقِ الخاضعة لتركيا في الشمال، بينما تجري حالياً مفاوضات للتوصل إلى تسوية تضمن عودة الدولة السورية ومؤسساتها إلى مناطقِ شرقَ نهرِ الفُرات يسيطر عليها مرتزقة “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الأميركي، والتي كانت خلال سنوات الحرب تُطالب بالانفصال عن الدولة السورية، قبل أن يبدأ الجيش السوري تدريجياً باستعادة المناطق، ما دفع المرتزقة لطلب التفاوض مع دمشق والاتفاق معها على عودة مؤسسات الدولة إلى مناطق سيطرتهم تمهيداً لتسليم المناطق التي ينتشرون فيها إلى الحكومة السورية والجيش العربي السوري.

شام تايمز