لماذا یطالب الليبيون السفير الإيطالي بمغادرة أراضيهم ؟

لماذا یطالب الليبيون السفير الإيطالي بمغادرة أراضيهم ؟
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

قام مجموعة من المواطنين الليبيين، بتدشين حملة ضد السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني، مطالبينه بمغادرة الأراضي الليبية فورا.

العالم - ليبيا

وجاء في نص البيان الذي حمل توقيع أكثر من 30 ليبي من بينهم سياسيين وإعلاميين وبرلمانيين ونشطاء مجتمع مدني "إنه وبعد الاستماع لما تفوه به المدعو (جوزيبي بيريوني) سفير جمهورية إيطاليا لدي ليبيا، في مقابلة مرئيّة علي قناة ليبيا قبل يومين، وتطاوله الفظ على سيادة ليبيا واستخفافه بمشاعر الشعب الليبي، نؤكد على أن السفير الإيطالي شخص غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة الأراضي الليبية فوراً، لأنه أخترق كل الأعراف الدبلوماسية ومبدأ سيادة الدول وميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا".

وأكد البيان، أنه على الخارجية الليبية أن تتخذ الإجراءات اللازمة حيال هذا الشخص الذي أساء لليبيا ولشعبها، مذكرا الحكومة الإيطالية بماضي التاريخ البعيد والقريب، من كفاح الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي واعتذارها علناً للشعب الليبي بعد 97 عاما، في معاهدة الصداقة والتعاون، والتي أخلت بها الحكومات الإيطالية المتعاقبة منذ 2011 حتى اليوم، وأن الشعب الليبي يحتفظ بحقه في مقاضاة إيطاليا على اختراقها لهذه المعاهدة التي صادق عليها البرلمان الايطالي ومؤتمر الشعب العام عام 2008، وأنها لم تلغ ولم تجمد، وكذلك على انتهاك إيطاليا المتكرر لميثاق الأمم المتحدة وإمعانها في التدخل السافر في الشأن الداخلي الليبي.

كما حذر البيان الحكومة الإيطالية من الاستمرار في هذه السياسة التي تنبئ عن جهل بالتاريخ، وأن مصالحها مع ليبيا سوف تتضرر، وأن ليبيا ليست الشاطئ الرابع لإيطاليا، كما أن ليبيا وإن عانت من ويلات الحرب الدولية عليها فستكون قادرة علي مكافأة من أحسن إليها ومعاقبة من أساء.

من جانب أخر کتب موقع "اخبار لیبیا" حول هذا الموضوع انه ما بين مشهد تلويح جنرال إيطالي برغيف خبز لحشد من الليبيين كانوا محشورين في أحد معسكرات الاعتقال عام 1911 ومشهد قيام السفير الإيطالي بتوزيع بضع سيارات إسعاف وحافلات مدرسية لبلديات قيل أنها متضررة من الهجرة غير الشرعية، هناك زمن يربو عن المائة عام، تغيرّت فيه أنظمة، وتبدلت فيه خرائط سياسية، وترسخت خلاله مفاهيم الاستقلال، والسيادة، وعرفت فيه أدبيات السياسة تعابير ومصطلحات جديدة، على شاكلة (علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية)، لكن إيطاليا يبدو أنها لم تستجب لهذه المتغيرات، ولم يرق لها التخلي عن إرثها الاستعماري، مؤثرة المضي في استدعاء حلمها القديم، والنظر إلى ليبيا كشاطىء رابع لها.

السفير الإيطالي جوزيبي بيروني يبدو أنه لن يختلف عن المارشال الفاشستي بالبو حاكم طرابلس في ثلاثينات القرن الماضي إلا في شكل البزة التي يرتديها كل منهما، فكلا الرجلين لم يكن لهما همّ إلا البحث عن ايسر الطرق واسهلها لنقل تبعية ليبيا إلى إيطاليا.

بالأمس أعلن جوزيني بيروني في تصريحات تلفزيونية أن بلاده ستنظم مؤتمرا دوليا حول ليبيا في الخريف المقبل، ولم يجد السفير الإيطالي غضاضة في القول بأن هذا المؤتمر سيعقد في إطار السياسة التي تتبناها إيطاليا في ليبيا.

بيروني أكد على أن ليبيا تشكل أولوية قصوى لإيطاليا، مدللا على ذلك بقيام ثلاثة وزراء إيطاليين من الحكومة الجديدة بزيارة طرابلس في أقل من شهر واحد، وإشارته إلى رعاية رئيس الوزراء الجديد (كونت) لهذا المؤتمر الذي يبدو أن الإيطاليين يسعون من خلاله إلى وأد اتفاق باريس، واستلام دفة قيادة ليبيا.