عدو عدوي صديقي؛ هذا هو حال تحالف العدوان مع القاعدة

عدو عدوي صديقي؛ هذا هو حال تحالف العدوان مع القاعدة
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٢:١٧ بتوقيت غرينتش

"عدو عدوي صديقي" مبدأ في العلاقات بين الأفراد والجماعات . ويستخدم لمواجهة عدو مشترك، وهو مثل عربي بدوي معناه أن طرفين لهما العدو نفسه، يعتبران أو يتصرفان وكأنهما صديقان. وهذا المعنى في التحالف خلال الصراع عبر عنه المثل العربي "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب".

العالم - مقالات 

بهذه المقدمة نريد تسليط الضوء على ما يجري في اليمن من تعاون بين التحالف السعوامريكي وتنظيم "القاعدة" الذي كان ولازال مصنفا ضمن قائمة الارهاب في شتى انحاء العالم .

وفي هذا الاطار كشفت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، عن "اتفاقات سرية" عقدتها كل من السعودية والإمارات مع تنظيم "القاعدة" بعلم من امريكا، حيث تم دفع الأموال للتنظيم الارهابي مقابل خروج عناصره من مناطق سيطروا عليها في اليمن. الامر لم يقف عند هذا الحد بل تعدى إلى قيام قوات مدعومة من تحالف العدوان بتجنيد مسلحي "القاعدة" في قتالهم ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية . ومن هنا يتضح أن المهمة الأكبر هي كسب الحرب ضد حركة انصار الله ، وفي هذه المعركة يظهر مقاتلو "القاعدة" في الجانب الذي يقوده تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، وبالتالي الولايات المتحدة .

ولكن لماذا هذا التخاذل المعيب من قبل ما يوصف بتحالف اعادة الشرعية زورا ، والاتفاق مع من تتظاهر بانها تعتبرهم نواة الارهاب في المنطقة؟ هناك عدة اسباب للقيام بهذا الامر ، الاول تكلفة الحرب الباهضة بشريا وماديا والتي باتت تشكل عبئا على تحالف العدوان لاسيما السعودية والامارات ( هذا بمنأى عن الخلافات التي باتت تظهر الى العلن بين هذين الحليفين خلال الاونة الاخيرة ببب تضارب المصالح فيما بينهما) . فمنذ بدء العدون على اليمن في 25 مارس 2015، تشير التقديرات الى ان خسائر دول التحالف المزعوم  بين 85  و 87 مليار دولار، بما لا يشمل الخسائر غير المباشرة المتعلّقة بتراجع الاستثمارات في السعودية على وجه التحديد، والزيادة في الإنفاق العسكري ( اخرها عقد صفقة بقيمة تربو على 400 مليار دولار مع امريكا)، والنقص في احتياطي النقد الأجنبي . 

ثانيا ، بما ان مسالة اليمن باتت "مسألة وجود" لآل سعود وولي العهد نفسه الغارق في مستنقع حرب اليمن، كما هو حال الامارات فان الخروج بشكل مشرف من هذه الحرب اصبح الشغل الشاغل لدول العدوان. وبما ان الغاية تبرر الوسيلة عند هذه الجماعة فالاتحاد مع الارهابيين لتحقيق النصر ضد العدو المشترك ( الجيش اليمني واللجان الشعبية لاسيما انصار الله ) وصرف بعضة ملايين دولار من قبلها لشراء الذمم لن يكون صعبا .

ثالثا، ان الضغوط الدولية التي باتت تمارس ضد تحالف العدوان والتقارير التي بدات تنتشر عن الكوارث التي لحقت باليمن من قبل هذا التحالف المشؤوم وجرائمه باتت تقض مضاجع المشيخات العربية وسماسرة الحرب في الغرب . فالتدخل الذي كان له تأثير كبير على تدهور الوضع الإنساني لقي انتقادات واسعة، وصلت إلى حد وصفه بـ "كارثة أو مأساة إنسانية". وفي هذا الاطار فقد أتهمت هيومن رايتس ووتش قوات التحالف مراراً بقتل المدنيين وتدمير المراكز الصحية والبنى التحتية، وأنتقدت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مراراً لسكوته على الانتهاكات الفاضحة لتحالف العدوان .

هذا فيما حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من "تفاقم المجاعة" في اليمن، حيث يعاني أكثر من 500,000 طفل من سوء التغذية الحاد. كما أظهرت دراسة لبرنامج الأغذية العالمي أن ما يقرب من 13 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، بينهم 6 ملايين يواجهون "حالة طوارئ"، إذ يعجزون عن تدبير قوتهم اليومي ويعانون من معدلات سوء تغذية بالغة الارتفاع ومتفاقمة، وأن الأمن الغذائي بلغ درجة الخطورة لدى 1.3 مليون يمني نازح داخلياً.

عود على بدء ينبغى القول ان تحالف العدوان لم يعد يهتم مع من يتحد وكم سيخسر، ما يهم الان تحقيق نصر او انجاز وان كان طفيفا لكي يناور عليه في المفاوضات السياسية التي ستنطلق عاجلا ام آجلا وان كان على حساب التعاون مع الشيطان .