خطورة الأوضاع في ليبيا لا تشجع على إعادة المهاجرين!

خطورة الأوضاع في ليبيا لا تشجع على إعادة المهاجرين!
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد نيك رومانيوك، رئيس عمليات البحث والإنقاذ بسفينة أكواريوس، التي انتشلت حوالي ثلاثة آلاف مهاجر من البحر المتوسط هذا العام، أنّ السفينة ستضطلع بمهام الإنقاذ دون المثول لأوامر خفر السواحل ولن تعيد أشخاصا إلى ليبيا.

العالم - افريقيا 

وقال رومانيوك: "عندما نرى أن هناك سفينة في محنة مع وجود احتمال شديد لوفاة أناس فسنذهب وننقذهم على الفور حسب القانون البحري الدولي".

وأوضح رومانيوك أن طلب مراكز التنسيق من سفن الإنقاذ العام الماضي أن تكون في وضع الاستعداد أو تنتظر للحصول على إيضاحات بشأن أمور معينة زاد من خطر احتياج أشخاص للإنقاذ.

وأبحرت السفينة البالغ طولها 77 مترا وتديرها منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" الفرنسية-الألمانية الخيرية من مرسيليا هذا الأسبوع في عاشر مهمة لها هذا العام.

وستقوم السفينة بدوريات على مسافة 25 إلى 30 ميلا من الساحل الليبي، غربي العاصمة طرابلس، وهي منطقة تقع خارج المياه الإقليمية الليبية لكنها داخل المنطقة الليبية للبحث والإنقاذ.

وشدّد رومانيوك على الالتزام بالقانون البحري الدولي وعلى عدم إعادة مهاجرين إلى ليبيا لأنها مكان غير آمن، وذلك على عكس ما تتمناه الحكومة الإيطالية الجديدة.

مضيفا: "لم يجر الاعتراف بعد بليبيا كميناء آمن، لذلك لن نعيد أشخاصا إلى هناك لأن عملية الإنقاذ لا يمكن أن ينتهي بها المطاف في مكان لا يعتبر ميناء آمنا".

وأوضح رومانيوك أنه يتعين على السفينة مواصلة طريقها في الوقت الحالي إلى الموانئ الأوروبية. لكن مرة أخرى القرار ليس قرارنا وإنما قرار السلطات البحرية، لكن لدينا خط أحمر وهو عدم إعادة أشخاص إلى ليبيا".

وسبق وأن انتظرت سفينة أكواريوس أوامر من السلطات المسؤولة قبل المضي قدما في إنقاذ المهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى إيطاليا عبر البوابة الليبية.

لكن إيطاليا شددت موقفها منذ تولي الحكومة الجديدة، التي تضم حزب الرابطة المناهض للمهاجرين، السلطة في وقت سابق من هذه السنة.

ويقود وزير الداخلية ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة، سياسة إغلاق الموانئ في وجه سفن الإنقاذ التي تنتشل المهاجرين من قوارب المهربين المكدسة.

وهو الآن يريد من خفر السواحل الليبي انتشال أكبر عدد ممكن من المهاجرين لإعادتهم من حيث أتوا.

وانتشلت أكواريوس في يونيو-حزيران ما يصل إلى 629 مهاجرا قبالة ساحل ليبيا، معتزمة نقلهم إلى أقرب ميناء أوروبي، مثلما جرت العادة في عمليات إنقاذ مماثلة.

لكن الحكومة الإيطالية طلبت من السفينة الذهاب إلى مالطا بدلا من إيطاليا، مما تسبب في مواجهة اجتذبت إليها الاتحاد الأوروبي وفرنسا.

واتهم سالفيني منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" وغيرها من المنظمات الخيرية بالعمل "كخدمة نقل" للمهاجرين في البحر المتوسط.

وأكواريوس واحدة من عدة سفن تدعمها المنظمة غير الحكومية التي نفذت عمليات إنقاذ في جنوب البحر المتوسط، إلى جانب البحرية الإيطالية ومهام الإنقاذ التي يقودها الاتحاد الأوروبي.

وأنقذت سفينة إنقاذ تديرها منظمة "بروأكتيفا أوبن آرمز" الخيرية الإسبانية هذا الأسبوع 87 مهاجرا في المياه الدولية بجنوب البحر المتوسط.

يذكر أنّ المنظمة الدولية للهجرة أكدت في تقاريرها أنّ أكثر من عشرة آلاف مهاجر غير شرعي لقوا حتفهم خلال مغامرة العبور إلى أوروبا عير البحر المتوسط منذ العام 2014.