«بادية السويداء» ؛ عنوان لانتصار الجیش السوری فی الجنوب

«بادية السويداء» ؛ عنوان لانتصار الجیش السوری فی الجنوب
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٢١ بتوقيت غرينتش

مع مواصلة عملياته العسكرية في شرقي محافظة السويداء، جنوب سوريا في محاولة للقضاء على نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة, حرر الجيش السوري مواقع جديدة في بادية السويداء.

العالمسوريا

وجاء الانجاز المهم للجيش السوري بعد تقدمه من عدة محاور تحت غطاء جوي ومدفعي في معركة لتطهير البادية من جماعة داعش الوهابية.

وتمكنت قوات الجيش السوري من بسط سيطرتها على مغر ملحة وتل سنيم في الكراع تزامناً مع تقدمهِ من محورِ الريفِ الشرقي والسيطرةِ على الحصن.

كما أحرزت قوات الجيش السوري تقدماً من محورٍ آخر في سوحِ المجيدي وبئر شمان. ومن محورِ الزلف توغلالجيش باتجاه الرحبة المجاورة للصفا في محاولة لإغلاق جميع الجهات على الصفا أبرز معاقل داعش في البادية.

ويتخذ إرهابيو تنظيم “داعش” من منطقة البادية شمال شرق السويداء حيث توجد آخر تجمعات للتنظيم التكفيري في جنوب سورية منطلقا لهجماتهم الإرهابية والاعتداء على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية.

وكان الجيش قد عزز انتشاره ومواقعه على طول الحدود الشرقية لمحافظة السويداء في جبهة تمتد لأكثر من 100 كم، لمنع أي تسلل جديد باتجاه القرى الآمنة وقطع خطوط التهريب بشكل نهائي عن تجمعات الإرهابيين في البادية.

وذكرت وسائل إعلام سورية أن “خطة الجيش تقضي بشن الهجوم انطلاقا من المحور الشمال الشرقي لإنهاء وجود داعش في آخر بؤر تجمعاته في الجنوب الشرقي لسوريا، وفي إطار الرد على العملية الإرهابية التي وقعت بمحافظة السويداء الشهر الماضي.

وذكر موقع «السويداء 24» أن «الجيش السوري ثبت مواقعه في عدد من التلال الحاكمة في بادية السويداء وأبرزها تل الرزين ومنطقة غبشة، وأشرف ناريا على مناطق أخرى»، مشيراً إلى أن الجيش «تقدم دون أي مواجهات تذكر»، لافتاً إلى فرار «عناصر داعش من بعض المواقع التي تقدم لها الجيش دون مقاومة باتجاه المناطق الوعرة، التي يرجح أن تشهد مواجهات عنيفة في الأيام القادمة».

الإنتصارات الأخيرة للجيش السوري

وقد حقق الجيش السوري خلال اليومين الماضيين، تقدماً، فيما هاجم تنظيم داعش المتطرف خلال الليل، نقطة متقدمة لمجموعة تتبع الحزب القومي السوري، المُساند للقوات السورية في هذه المعارك.

وفيما واصل الجيش السوري العمليات العسكرية، اليوم الثلاثاء، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "سلاحي الجو والمدفعية نفذا اليوم ضربات مركزة ودقيقة على تحركات وآليات لإرهابيي داعش في مناطق الوعر وأرض الكراع ومزارع الخطيب وصنيم الغرز، وإلى الشرق من دياثة وخربة الحصن وتل رزين على عمق يتراوح بين 15 و30 كلم من قرى الريف الشرقي والشمالي الشرقي.

بموازاة ذلك، أكدت مصادر ميدانية في السويداء، مقتل عددٍ من قوات الجيش ومجموعة تتبع الحزب القومي السوري، في هجومٍ نفذه انتحاري من "داعش" ليل الاثنين-الثلاثاء، على نقطةٍ متقدمة في خط المواجهة بين الجانبين.

وقالت المصادر، إن الانتحاري فجر نفسه في حاجزٍ يقع شرقي قرية دوما، الواقعة إلى الشرق من محافظة السويداء بنحو 24 كيلومتراً.

من جهته, أعلن ما يسمي"المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومقره لندن إن "4 من الحزب القومي السوري الموالين لقوات الجيش السوري قُتلوا جراء الهجوم الانتحاري"، فيما "ارتفع إلى أكثر من 16 عدد قتلى التنظيم، بينهم انتحاري، ممن قُتلوا منذ بدء العمليات العسكرية للقوات السورية والمسلحين القرويين في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية.

ومنذ مساء الأحد الماضي، بدأت قوات الجيش السوري عملياتها العسكرية البرية، ضد تنظيم داعش شرقي محافظة السويداء، التي كان التنظيم قد ارتكب بقراها الشرقية، مجزرةً راح ضحيتها أكثر من 250 شخصاً، فضلاً عن اختطافه نحو ثلاثين مدنياً، نحو نصفهم من نساء القرى التي شهدت مجزرة الأربعاء الدامي، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، حيث اتهم ناشطون من السويداء، القوات السورية بإهمال حماية حدود المحافظة الشرقية.

هجومٌ على "اللواء 144" شمالي اللاذقية

إلى ذلك، تعرضت مواقع عسكرية للقوات السورية، في ريف اللاذقية الشمالي، لهجومٍ صباح اليوم الثلاثاء، ما أدى إلى سقوط قتلى، فيما جددت القوات، قصفها لمناطق في جبلي الأكراد والتركمان شمالي اللاذقية.

هذا وأفادت مصادر أخرى أن هجوماً يُرجح أن "كتيبة أنصار الإسلام" قد نفذته، استهدف موقعاً عسكرياً لـ"اللواء 144" في محور "الصراف" في ريف اللاذقية الشمالي، وأدى لسقوط قتلى وجرحى.

وأكدت وسائل إعلام سورية الهجوم، لكن بعضها قال إن القوات التي تعرضت للهجوم أفشلته، دون أن تتكبد خسائر بشرية، باستثناء سقوط جرحى، في الوقت الذي نشرت صفحات موالية للدولة السورية في "فيسبوك" صوراً لبعض من قالت إنهم قوات سورية الذين قُتلوا في الهجوم.

وقصفت مدفعية الجيش السوري قبل ظهر اليوم الثلاثاء، مواقع عدة خارج سيطرتها، في جبلي الأكراد والتركمان، قريباً من محور الصراف الذي شهد الهجوم صباحاً. لكن هذا القصف لا يعتبر رداً مباشراً على الهجوم، إذ أن قوات الجيش تقصف منذ أسابيع بشكل شبه يومي هذه المناطق، في حين تسرّبت معلوماتٌ، عن عزمها فتح عملية عسكرية، في جسر الشغور غربي إدلب، القريبة من ريف اللاذقية الشمالي.

وفي الأسبوع الثاني من الشهر الماضي، قُتل ما لا يقل عن 27 عنصراً من قوات الجيش السوري، خلال هجوم مماثل، تعرضت له مواقعهم، قرب منطقة عطيرة بريف اللاذقية الشمالي.

وأشار "المرصد السوري" حينها، إلى أن "أعداد الخسائر البشرية تواصل ارتفاعها نتيجة الهجوم العنيف الذي شهدته جبال اللاذقية الشمالية، إذ ارتفعت إلى 27 على الأقل ضمنهم 8 ضباط."

وأضاف أن الهجوم "تسبب بإصابة أكثر من 40 آخرين من القوات السورية فيما لا تزال أعداد القتلى قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة، في حين تسببت الاشتباكات كذلك بسقوط خسائر بشرية في صفوف الفصائل المهاجمة المنطقةَ.

وكانت مصادر محلية أوضحت وقتها أن الهجوم نفذه مقاتلون، يرجح أنهم يتبعون "كتيبة أنصار الإسلام"، حيث شنوا عمليةً ليليةً ضد نقاطٍ لقوات الجيش السوري ، في قرى الصراف والزيارة عند جبل التركمان.

مسلحون دروز يشنقون عنصرًا من داعش في السويداء

من جانب آخر، أقدم مسلحون دروز على شنق أحد عناصر تنظيم داعش في مدينة السويداء في جنوب سوريا، بعد نحو  أسبوعين من خطف الإرهابيين 30 شخصاً، وفقا لـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان".

كذلك، جاء ذلك بعد يومين من إعدام التنظيم المتطرف لشاب درزي (19 عاماً) من الرهائن الذين خطفهم من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، إثر هجوم دام شنته عناصر التنظيم على قرى في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

وأدى هجوم التنظيم الى مقتل 4 مسلحين محليين. و بعد أسره، علّق المسلحون الدروز هذا العنصر في إحدى ساحات مدينة السويداء، وأعدموه شنقاً". 

أوردت شبكة "السويداء 24" المحلية للأنباء أنه تم القاء القبض على الارهابي فجر اليوم، قبل أن يتم اعدامه شنقاً في ساحة المشنقة الأثرية وسط مدينة السويداء، في حضور مئات المواطنين.

وتشكل محافظة السويداء في جنوب سوريا المعقل الرئيسي لدروز سوريا الذين يعدون 700 ألف نسمة.

وتعرضت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشرقي في 25 يوليو، لهجمات متزامنة أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصاً، في اعتداء هو الأكثر دموية يطال الأقلية الدرزية منذ اندلاع النزاع.

وخطف التنظيم لدى انسحابه إلى مواقعه في البادية السورية المتاخمة، 14 سيدة مع 16 من أولادهم.

وتقود روسيا، بالتنسيق مع دمشق، مفاوضات مع التنظيم المتطرف للإفراج عن المخطوفين مقابل اطلاق عناصر من التنظيم لدى السلطات السورية، وفقا للمرصد. إلا أنها لم تؤد إلى أي نتيجة بعد. وأقدم التنظيم الخميس على اعدام شاب منهم، وفقا لمقاطع فيديو تم ارسالها الى عائلته.

وتبنى التنظيم الهجمات على السويداء، إلا أنه لم يتبن عملية الخطف أو الإعدام.

وفي ظل عدم احراز أي تقدم في المفاوضات حتى الآن، بدأت القوات السورية الأحد هجوماً ضد مواقع سيطرة التنظيم المتطرف عند أطراف السويداء الواقعة في البادية السورية.